تنمية ذاتيةثقافةصحة نفسيةعلم نفسفلسفةمدونتي

ذاكرة الجسد الشعورية والصورية

ذاكرة الجسد هي فرضية تشير إلى أن خلايا الجسم والأعضاء ، لديها القدرة على تخزين الذكريات، وليس الدماغ فقط.

كيف تعمل ذاكرة الجسد:

تختلف ذاكرة الجسد عن أنواع الذاكرة الأخرى، مثل الذاكرة الصريحة والضمنية، من حيث أنه لا يمكن الوصول إليها بشكل واعي.
تتضمن الذاكرة الصريحة التذكر الواعي للحقائق والأحداث، أما في حين أن الذاكرة الضمنية هي الذاكرة اللاواعية للمهارات والعادات.

ومن ناحية أخرى، يُعتقد أن ذاكرة الجسد يتم تخزينها في أنسجة الجسم وخلاياه، ويمكن تحفيزها عن طريق الأحاسيس
أو الحركات الجسدية والروائح و الأماكن.
ويمكن أن يشمل ذلك الذاكرة العضلية في الرياضة أو الرقص، بالإضافة إلى الذكريات العاطفية المشاعرية الناتجة
عن اللمس الجسدي أو الأحاسيس.

العلاقة بين ذاكرة الجسد والمشاعر:

يمكن أيضاً تخزين الأحداث المؤلمة في الجسم، مما يؤدي إلى أعراض جسدية مثل الألم المزمن أو مشاكل في الجهاز الهضمي.
حيث أن العلاقة بين ذاكرة الجسم والذاكرة العقلية معقدة، حيث غالباً ما يقدم الجسم مظاهر جسدية للتجارب العاطفية
، يمكن للجسد في كثير من الأحيان أن يتحدث بصراحة عن صراعاتنا الداخلية أكثر من عقولنا الواعية.

ويعتقد أن هذا النوع من الذاكرة يتشكل من خلال الأفعال الجسدية المتكررة، مثل ذاكرة العضلات، ويمكن تحفيزه عن
طريق المحفزات الحسية، مثل اللمس أو الشم.
يُعتقد أن تكوين ذاكرة الجسم يحدث من خلال عملية المرونة العصبية، والتي تتضمن تقوية المسارات العصبية استجابةً للتجارب المتكررة. هذه الظاهرة هي ما تسمح للأفراد بتطوير المهارات والعادات من خلال الممارسة والتكرار.

ذاكرة القلب:

العلاقة بين ذاكرة الجسم والعواطف معقدة ومترابطة. يمكن تخزين المشاعر في الجسم كأحاسيس جسدية ويمكن للأعضاء أن تؤدي إلى تذكر تجارب الماضي .
بينما يلعب الدماغ دوراً مهماً في تكوين الذاكرة واسترجاعها، يلعب الجسم أيضاً دوراً حاسماً في تخزين المعلومات ومعالجتها.

يعتبر القلب عضواً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعواطف والمشاعر، ويقترح مفهوم ذاكرة القلب الاحتفاظ بهذه التجارب العاطفية داخل القلب. واذا ما تم نقل هذا العضو الى شخص آخر تنتقل معه تلك الذاكرة والمشاعر .

يؤكد مفهوم ذاكرة القلب إلى فكرة أن القلب لديه القدرة على الاحتفاظ بالذكريات والعواطف والمشاعر والروائح و الصور و الطعمات ، بما يتجاوز وظيفته كمضخة دموية تغذي الجسد بالدم.

الأدلة العلمية على وجود ذاكرة للقلب:

قد أشارت الأبحاث العلمية إلى أنه قد يكون للقلب مراكز ذاكرة تعمل جنباً إلى جنب مع الدماغ ، لقد ثبت أن القلب، على سبيل المثال، يتواصل مع الدماغ والأعضاء الأخرى في الجسم، وينقل المعلومات ويؤثر على الاستجابات الفسيولوجية.

وتؤكد هذه الدراسات إلى أن القلب يمكنه تخزين المعلومات عصبياً من خلال النبضات العصبية، وكيميائياً من خلال الهرمونات والناقلات العصبية، وجسدياً من خلال الموجات الصوتية والترددات والذبذبات الحركية.

و تشير الأبحاث إلى أن القلب قد يكون لديه نظام ذاكرة خاص به، منفصل عن نظام الدماغ تماماً.
حيث أظهرت الدراسات أن القلب يحتوي على خلايا عصبية يمكنها التواصل مع الدماغ والتأثير على العمليات المعرفية والعاطفية والشعورية.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الأبحاث إلى أن القلب قد يكون قادراً على تخزين الذكريات من خلال تكوين الأخاديد على سطحه .
حيث تمنحه الذكريات من خلال توليد وصلات عصبية جديدة في الدماغ إمكانية، تجعله يقوم بتشكيل مسارات جديدة ترسم على سطحه الذكريات المخزنة بتفاصيل أدق تحتفظ بذاكرة الشعور.

المعتقدات الدينية والثقافات حول ذاكرة الجسد:

في الثقافة المصرية القديمة، كان يُعتقد أن القلب هو مقر الروح ومركز العواطف. وكان هذا هو السبب الذي جعل
قدماء المصريين يحتفظون بالقلب في أثناء عملية التحنيط. لكنهم يلقون بالمخ بعيداً، فهو لا يملك أي أهمية مجازية تذكر في عالم ما بعد الحياة.

كما اعتبر القلب مصدر الحكمة والحدس في العديد من الثقافات، بما في ذلك الأساطير اليونانية والرومانية.

عرَّف الفيسلوف الإغريقي «أرسطو» القلب، باعتباره مصدر كل شيء يفكر فيه الإنسان. فهو موضع التفكير والذكاء والمشاعر. تَعَامُل أرسطو مع القلب ووظائفه يشبه تصورنا الحالي عن المخ كثيراً، ألا إنه يرى أن المخ والرئتين موجودون في الجسم لتبريد القلب وتهويته، لأن درجة حرارته ترتفع بسبب المشاعر والتفكير.

في حين أن الأدلة العلمية التي تدعم مفهوم ذاكرة القلب والجسد لا تزال قيد الدراسة في مراحلها الأولى في طور الظهور.

وفي الختام، فإن مفهوم ذاكرة الجسد قد أثار الجدل والإنبهار في المجتمع الطبي وخارجه. وفي حين قد يرفض البعض ذلك باعتباره مجرد مصادفة أو اقتراح نفسي. في نهاية المطاف، يتحدانا مفهوم ذاكرة الجسد لإعادة التفكير في فهمنا لجسم الإنسان والعلاقات بين الأفراد.

كما ويمكنك أيضاً قراءة المزيد عن :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى