تنمية ذاتيةصحة نفسيةعلم نفسفلسفةمدونتي

الشعور بعدم الاستحقاق

إن الشعور بعدم الاستحقاق هو أمر شائع يواجهه العديد من الأشخاص في مراحل معينة من حياتهم. يمكن لعوامل مختلفة، مثل تجارب الطفولة، والضغوط الاجتماعية، وخيبات الأمل الشخصية، أن تساهم في هذا الشعور.

يمكن أن تكون تداعيات هذه المشاعر عميقة، مما يؤثر على الحالة العقلية للفرد، والعلاقات الشخصية، والحالة العامة للوجود. ضمن حدود هذا التكوين الاستبطاني، سوف نتعمق في التجارب التكوينية التي تؤدي إلى مشاعر
عدم الاستحقاق، ونستكشف آليات التكيف للتغلب على هذه المشاعر، ونحدد استراتيجيات فعالة للتعامل معها.

الأسباب غير المباشرة في قلة الاستحقاق:

إن مشاعر النقص وعدم الاستحقاق تتجلى واضحة في احترام الفرد لذاته وتقديره لنفسه. ويمكن أن يؤدي الإهمال أو سوء المعاملة في مرحلة الطفولة إلى تعزيز الشعور بالنقص وعدم الاستحقاق. وبالمثل، وقلة الدعم والتشجيع من الآباء للأولاد يمكن أن يولد مشاعر خيبة الأمل والفشل.

يمكن أن تساهم حالات الرفض أو الفشل في البيئات التعليمية أو الاجتماعية أيضاً في الشعور بعدم الجدارة والاستحقاق. على سبيل المثال، قد يتطور لدى الطفل الذي يتعرض للتنمر المستمر في المدرسة الاعتقاد بأنه غير كاف أو لا يستحق الاحترام.

يمكن أن تؤدي البيئة السلبية إلى تفاقم مشاعر عدم الاستحقاق وتساهم في تعزيز التصورات الذاتية السلبية. في حين أن التدمير الذاتي وتجنب المواقف الصعبة ودفن الصدمات قد يوفران فترة راحة مؤقتة،
إلا أنهما في نهاية المطاف يعيقان الأفراد من تحقيق تطلعاتهم وإطلاق العنان لقدراتهم الكاملة.

إن الاعتماد على تلقي الاستحسان الخارجي يعزز الاعتماد على مصادر خارجية لاحترام الذات. يمكن أن تكون آليات التكيف والدفاع غير الصحية،
مثل تعاطي المخدرات أو الإفراط في تناول الطعام، بمثابة وسيلة للهروب من المشاعر غير المريحة أو تخديرها.

شعور عدم الاستحقاق يمثل واحدة من أكثر التجارب النفسية التي تثير القلق والاضطراب في الفرد. يترتب عن هذا الشعور شعور بالإحباط والاستسلام، حيث يشعر الشخص بعدم قدرته على تحقيق ما يستحقه من الفرص والنجاحات في الحياة. يمكن أن يؤثر هذا الشعور على الثقة بالنفس والتفاؤل، وقد يدفع الشخص إلى الشك في قدرته على التقدم والتحسن، لذا فإن إدراك أهمية التقدير الذاتي والعمل على تحسينه يمكن أن يكون حلاً مهماً للتغلب على هذا الشعور السلبي.

الأسباب الرئيسية لمشاعر عدم الاستحقاق:

أفعال تربوية .. سببت لك ” قلة الثقة بالنفس ” و الشعور ” بعدم الاستحقاق”

1-صراخ الوالدين الدائم … و أمر الأبناء بالطاعة و عدم المناقشة وعدم سماع الحجة

أنا لا أستحق الدفاع عن نفسي .. الكثير يصمت إذا حصلت له مشكلة ، أو ظلم بالعمل ، أو أنهك بسبب كثرة الأعمال ولا يعرف أن السبب هو التربية الخاطئة التي تلقاها ، فكان أحد والديه لا يسمح له بالدفاع عن نفسه ،

و يلجأ بالتربية للصراخ ونوبات الغضب ، فيعتاد منذ الطفولة حتى الكبر على الشعور بعدم استحقاق الدفاع عن نفسه .

2أخذ إنسان بالغ .. ما بيد طفل و إعطائه لطفل آخر

تمر بنا مواقف أن نرى طفل يريد ما لدى طفل آخر سواء لعبة أو شوكولاته او أي كان ، فتجد هذا الطفل يفعل أي كان ليأخذ ما يريد قد يصل للبكاء و الصراخ و الكذب ، فينزعج منه البعض او يشفق عليه او يجامله فيهب للطفل الذي يمتلك الشيء ويأخذ ما بيده ثم يعطيه للطفل

الآخر !! و هذه من أكبر الأخطاء التربوية التي تؤدي النفس و تولد المشاعر السلبية ، هنا قد وصلت للطفل فكرة ( لا بأس اعطيهم ما بيدك فانت لا تستحق ، بل طفل آخر هو المستحق )

3-متوارث بالنظر .. والاقتداء

فبيئة العائلة هي المؤثر الأول ، فإذا كانت الأم تشعر بعدم الاستحقاق مثلا : تشتري لأبنائها وزوجها و تشعر انهم

يحتاجون وهي لا تحتاج .

أو أب يسمح للآخرين باهانته او التطاول عليه دون أن يكون حازما ، أو يتخذ موقفًا ، أو يعطي أبنائه ويحرم نفسه

هنا الطفل تجده يرى ثم يقلد ويقتدي . فلا يكون هنا السبب مؤثر مباشر بل عن طريق النظر والتقليد.

4-كثرة انتقاد الأبناء ، والمبالغة بالتأنيب

سواء كان طفل أم مراهق أم ناضج … الابن يظل ابن … يشعر دائما بأن رأي والديه مهم . فهو لا يفهم النقد أو التأنيب كما تفهمه أنت ، بل يسمعها كالتالي ( أنت فاشل، لا يمكن أن تفلح ، دائما ترتكب الأخطاء ، انت سيء ، أنت لا تستحق الثناء هذا الشخص نفسه عندما يتعامل مع الناس تجده يفعل أمرين .. :

إذا تم ثنائه على عمل: يرفض قبول الكلام الجيد ولا يشكر الناس عليه بل تجده يعكس المدح بمدح الشخص الآخر لأنه لا يشعر أنه مستحق للكلمة الطيبة . واذا تم نقده: يشعر بالاحباط و يحزن بشدة.

5-المقارنة بين الأبناء . . . و المبالغة بالمفاخرة

حتى ولو كان على هيئة مزاح لا ينبغي على الوالدين المقارنة بين انجازات أو شكل أو افعال أو جنس الأبناء فذلك يسم الابن أو البنت بالصفات المعاكسة للشخص الذي تم مقارنتهم به .

كذلك لا يجب المبالغة بالمدح او التدليل لطفل واحد وترك الباقين يشعرون بأنهم غير جديري بالمدح او غير مستحقين للكلام الطيب.

6-أمر البنات .. بخدمة الأولاد ..

الأغلب يظن أن هذه طريقة سليمة لتربية البنت على الخدمة في بيت زوجها ، أو انها طريقة لشغل البنت ، وغيرها من الحجج الواهية

ولكن هذه الطريقة تولد الكره بالأسرة و تصنع ابن متسلط غير مسؤول و ابنه تشعر بالدونية دون شعور ولا تعرف السبب . فتكبر و ينمو معها هذا الشعور في بيتها الخاص ثم نعود لنقطه الاستحقاق بالوارثة.

7-تنصيب أحد الأبناء قائداً .. و البقية معاونين

يجب ألا يتدخل الوالدين في توزيع مهام القيادة والمساعدة ، لأن التوزيع يكون فطريا بين الأبناء ، لأنك اذا اخترت الشخص الخطأ في المكان الخطأ شتخلق مشكلة لا يمكن الانتهاء منها حتى بعد الكبر والنضج، لذلك عندما تكبت بقية الأبناء

وترغمهم على أدوار ليست مناسبة لهم سيشعرون بالظلم ، حتى يعتادوا ، فإن اعتادوا ذلك غرست بهم قلة الثقة في نفسهم و عدم الاستحقاق للقيادة او اتخاذ القرار.

8-شراء حاجات لأحد الأبناء و القول للأبناء الآخرين ( ستشاركونه – ستأخذه عندما ينتهي )

أحياناً لقلة المادة أو لكثرة الأبناء أو لتميز أحدهم في شيء ما ، أو تدليله ، يقوم الوالدين بشراء شيء للإبن الكبير مثلا أو لأي كان ، و يطلبون من بقية الأبناء مشاركته الغرض ، سواء لعبة الكترونية ، أم ملابس أم طعام .. الخ .

هنا يشعر بقية الأطفال بالتهميش ، مع العلم أنهم لن يظهروا ذلك فيقصر الوالدين بحقهم دائما . فإذا كبروا سيمارسون مع أنفسهم الفعل نفسه.

كيف تعرف انك تعاني من قلة الاستحقاق؟

بعد النضج : تستخسر على نفسك أمور كثيرة منها الراحة ، تلقي الحب ، تكون كثير الشك ، كره النفس ، تجعل الآخرين يأخذون دورك ، تغضب من نفسك كثيرا .. إلى آخره.

التغلب على مشاعر عدم الاستحقاق:

للتغلب على مشاعر عدم الاستحقاق، من الضروري إعطاء الأولوية لحب الذات ورعاية النفس واحتضان النفس والتعاطف مع الذات. إن ممارسة التعاطف مع الذات تستلزم معاملة النفس باللطف والإحسان، بدلاً من الإنخراط في
التأنيب والشعور بالذنب وإطلاق الأحكام القاسية على النفس.

إن تعديل الطريقة التي نتحدث بها مع أنفسنا وإعادة تشكيل أفكارنا يمكن أن يكون مفيداً في تغيير نظرتنا وتقليل مشاعر عدم الاستحقاق. ويمكن أن يخلق بيئة آمنة للتعمق في المشاعر الأساسية ومواجهتها. ومن المهم أن نعترف بأن التغلب على مشاعر عدم الاستحقاق هو رحلة تدريجية تتطلب التفاني والمثابرة.

إن تجربة الشعور بالنقص يمكن أن تكون صعبة ومؤلمة، ولكن من المهم أن ندرك أنها لا تحدد القيمة المتأصلة والمتفردة للشخص.

كما ويمكنك أيضاً قراءة المزيد عن :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى