صحةتنمية ذاتيةصحة نفسيةعلمعلم نفسفلسفةمدونتي

أثر الحب على الصحة

أثر الحب على الصحة كأثر الراحة والسعادة على الحياة والصحة العامة وفي هذا المقال سنذكر كامل التفاصيل تابع القراءة ..

الحب والحياة: كيف يجعلنا ارتباطنا بمن نحب أكثر قوةً وصحةً؟

عندما نحب، لا يكون الشخص الآخر مجرد فرد في حياتنا، بل يصبح جزءًا منا، حرفيًا. ليس هذا مجرد تعبير مجازي، بل هو حقيقة علمية أثبتتها دراسات عدة، توضح كيف يؤثر الحب على أدمغتنا، أجسادنا، وحتى أعمارنا.

العقل لا يفرق بيننا وبين من نحب

أظهرت أبحاث عالم الأعصاب جيمس كوان أن الحب لا يقتصر على كونه شعورًا جميلًا، بل يمكنه أن يكون عاملًا أساسيًا في تحسين صحتنا النفسية والجسدية. في إحدى تجاربه، أخضع متطوعين لجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أثناء تهديدهم بصدمة كهربائية، لمحاكاة الشعور بالقلق والتوتر. بعض المتطوعين كانوا يمسكون بأيدي أشخاص يحبونهم (أزواج، أصدقاء، أو أفراد من العائلة)، بينما أمسك آخرون بأيدي غرباء.

النتائج كانت مذهلة: عند إمساك يد شخص مقرب، انخفض النشاط في منطقة ما تحت المهاد، وهي المسؤولة عن استجابة الجسم للضغط والتوتر، مما يعني أن وجود شخص نحبه بالقرب منا يقلل من إحساسنا بالخطر، ويجعلنا نشعر بالأمان حتى في أصعب اللحظات.

الأمر لم يتوقف هنا، ففي تجربة أخرى، تم تهديد الشريك العاطفي للمتطوعين بدلًا منهم، وعند تحليل النشاط الدماغي، وُجد أن العقل تفاعل مع التهديد بنفس الطريقة التي لو كان المتطوع هو من يتعرض للخطر! هذا يعني أن الدماغ لا يفرق بيننا وبين من نحب، وكأنهم جزء من كياننا الخاص.

ماذا تفعل بنا هرمونات الحب؟

وفقًا لعالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية هيلين فيشر، فإن الحب يحفز إفراز الدوبامين، وهو هرمون السعادة الذي يمنحنا الطاقة والتركيز والإبداع. عند الوقوع في الحب، يزداد إفراز هذا الهرمون، مما يحسن المزاج ويزيد من التفاؤل، وهو ما قد يفسر شعورنا بالحيوية والاندفاع عندما نكون مع من نحب.

الأمر لا يقتصر على ذلك، فالعلاقات العاطفية السعيدة تحفز إفراز الأوكسيتوسين، المعروف بهرمون “العناق”، والذي يعزز الثقة والترابط بين الأشخاص، إضافة إلى تأثيره الإيجابي على خفض ضغط الدم وتقوية جهاز المناعة. أما هرمون التستوستيرون، فيزداد لدى الرجال عند ممارسة العلاقة الحميمة بانتظام، مما يعزز صحتهم الجسدية والنفسية.

لماذا يؤثر فقدان الحبيب على الصحة؟

إذا كان الحب قادرًا على تعزيز الصحة وإطالة العمر، فإن فقدانه قد يكون له تأثير مدمر. وفقًا لفيشر، فإن خسارة شخص نحبه تسبب “خللًا كيميائيًا” في الدماغ، مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية، بما في ذلك:

  • ارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، مما قد يضعف المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
  • اضطراب أنماط النوم والتغذية، ما ينعكس سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية.
  • الشعور بالعزلة الاجتماعية، وهو أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب وحتى الوفاة المبكرة.

الحب كعامل لإطالة العمر

تشير دراسات عديدة إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في علاقات سعيدة يتمتعون بصحة أفضل، وأعمار أطول. في المقابل، فإن فقدان الشريك أو الحبيب قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ “متلازمة القلب المكسور”، وهي حالة طبية حقيقية يمكن أن تسبب قصورًا حادًا في وظائف القلب بسبب الصدمة العاطفية.

الحب إذًا ليس مجرد شعور عابر، بل هو قوة بيولوجية حقيقية يمكنها أن تحمينا من التوتر، تعزز صحتنا، وحتى تمنحنا لحظات إضافية في الحياة. وربما هذا يفسر كيف يستطيع بعض الأشخاص التمسك بالحياة حتى اللحظة الأخيرة، فقط ليودعوا من يحبونهم.

كما ويمكنك أيضاً قراءة مدونتنا والمزيد عن :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى