تنمية ذاتيةصحة نفسيةعلم نفسفلسفةمدونتي

مفهوم التسامح الذاتي والغفران

نغفر لغيرنا بسهولة، بس ليه ما منغفر لأنفسنا؟

عن جلد الذات، والشفاء الداخلي، ومفهوم التسامح الذاتي

كم مرة سامحنا شخص جرحنا، أو عذرنا من خذلنا، أو غضضنا النظر عن من خيّبنا؟
وكم مرة – في المقابل – علّقنا أنفسنا على مشانق الذنب، ورفضنا نغفر لها؟
ليش منسامح غيرنا بسهولة… بس منقسى على حالنا؟
الجواب ما بيكون بسيط، لكنه بيبدأ من هون:
نحنا ما تعلمنا نحب حالنا، ولا نقبلها بضعفها.

بهالمقال، بدنا نحكي عن جلد الذات، شو اللي بيسببه، كيف بيتخفى داخلنا،
وكيف ممكن نبلّش نغفر لأنفسنا… وننقذها.


جلد الذات: سجن بصمت

جلد الذات ما بيجي فجأة، بيبلّش من صوت داخلي بيهمس بهدوء:

“ليش عملت هيك؟”
“كان لازم تتصرفي بطريقة أحسن…”
“أنت السبب، دايمًا أنت!”

ومع الوقت، بيكبر الصوت، بيتحول لصرخة، لعقاب مستمر،
لمحاكمة يومية ما بتخلص.

المشكلة مو بالشعور بالذنب الطبيعي…
المشكلة إننا منغرق فيه، ومننسى نطلع.


ليش منقسى على حالنا؟

  • لأننا نظن إن القسوة وسيلة للإصلاح: كأننا لازم نجلد حالنا لنتغير، وكأن اللين ضعف.
  • لأننا ما بنعرف نحب أنفسنا بعيوبها، منحبها بس وقت بتكون “قوية”، “صاحبة إنجاز”، “ما بتغلط”.
  • لأن فينا طفل داخلي ما تعلّم الاحتواء، وما سمع ولا مرة: “ما صار شي، كل شيء سيكون على ما يرام، سامح حالك، كلنا منغلط.”

الفرق بين الذنب والجلد

  • الذنب شعور طبيعي…
  • أما الجلد، فهو تكرار الألم، والغرق فيه، والتعلّق به كأننا ما منستحق غيره.

نحنا مو غلطتنا إننا منغلط.
بس غلطتنا إننا منحاكم حالنا ونسجنها… بدل ما نحتضنها.


شو يعني تسامح ذاتي؟

التسامح الذاتي مو يعني تبرير الغلط، ولا التهرب من المسؤولية.
بالعكس… هو مواجهة ناعمة وواعية، نقول فيها لأنفسنا:

“أنا غلطت، صح… بس أنا مو الغلط.”
“أنا إنسان… وبحاول، وبستحق فرصة جديدة.”

هو قرار: ما بدي أعيش باقي عمري بجلد،
بدي أختار أكون إنسانة كاملة، حتى بنقصي.


خطوات عملية للتسامح الذاتي

1. اعترف بالخطأ بدون دراما

قل لنفسك: “أنا غلطت… بس كل الناس بتغلط، وأنا مو أول ولا آخر حدا.”

2. افصل بين “اللي عملته” و”مين أنت”

الخطأ شيء… وأنت شيء تاني تماماً. ما تخلّيهم يذوبوا ببعض.

3. اكتب رسالة لنفسك من مكان محبة

قل فيها: “أنا معك، حتى لو وقعتِ، حتى لو خذلتِ، أنا ما رح أتركك.”

4. تذكّر إنك عم تتطور مو تتكرر

كل مرة بتندم فيها، معناها فيك وعي جديد…
وهاد لحاله بيكفي ليكون سبب للمسامحة.


يمكن منحب الناس أكتر من حالنا…
ومنخاف نخسرهم، بس ما بنخاف نخسر نفسنا.
ومنركض لنصلّح اللي حولنا، بس ما بنوقف لنربّت على قلوبنا.
لكن… الحياة مو هيك لازم تكون.

الخطوة الأولى للشفاء الحقيقي، هي إنك تمسك إيدك، وتقول:
“بعرف إنك تعبتِ… بس خلص، سامحتك.”

وانت أحكيلي هل دايماً بتلوم نفسك وبتجلد ذاتك؟ أو بتسامح حالك ولطيف مع نفسك وضميرك مرتاح..!

كما ويمكنك أيضاً قراءة مدونتنا والمزيد عن :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى