تنمية ذاتية صحة نفسية علم نفس فلسفة مدونتي

التعافي من الصدمة (خطوات التشافي من صدمات الأهل)

Joumana Damlakheنوفمبر 24, 2023

0 2٬372 3 دقائق

إن كنت بدأت رحلة التعافي من الصدمة وبالأخص تلك الصدمات التي تلقيتها من الأهل و تقرأ معنا الآن هذا المقال ، فهذا يعني ان رحلتك لم تنتهي بعد و عليك معرفة المزيد للتخطي والمضي قدماً نحو حياة صحية وعلاقات داعمة .

جدول المحتويات

فبطبيعة الحال نحن نحافظ على صدماتنا ونبقي عليها قدر ما نستطيع ، لأنها تشكل أعمق نقطة في نسختنا الحالية و بالتخلي عنها نشعر أننا نفقد هويتنا .

و إن إنكار الألم يعني أنك في أسوأ مراحل الصدمة ، و لن تعرف وتفهم مدى وحجم الضرر الذي تسببت به الصدمة حتى تتشافى منها كلياً .

خطوات التعافي من الصدمة:

لنستطيع التعافي من الصدمة وأثارها علينا معرفة أهم شيئين يرتكز عليهم نظام الصدمة ..

تحديد الصدمة : اي معرفة متى صدمت وما الموقف الذي جعلك تدخل نظام الصدمة و مالوقت الذي حصلت به الصدمة ومن تسبب لك بها .
معرفة الشعور الذي تم فقدانه مع الصدمة : وذلك إننا عندما نتعرض لصدمة ما فإن الصدمة تسلبنا أحد المشاعر الإيجابية المهمة ، . لتجبرنا على التغيير و تعلم درس ما و قد تكون الصدمة رسالة لشيء علينا تعلمه أو معرفته .

مثلاً بعض الصدمات تفقدنا المتعة ، و بعضها يفقدنا الشغف ، و أخرى نفقد معها الأمان ، و الحب ، و الثقة ، والشجاعة … الخ.

الصدمة ستجعلك ترى حقائق كانت مغيبة عنك ، و تؤمن بما كنت ترفضه سابقاً ، وتنكر ما كنت تؤمن به ، و لن تتعرف على نفسك حينها .

لذلك علينا سؤال انفسنا عدة أسئلة مهمة ، تفيدنا في معرفة نظام الصدمة . وكيف يعمل وكيف يمكننا تجاوزها وتخطيها وتعلم الدرس و استعادة مشاعرنا الطيبة:

ماهو الشعور الذي فقدته بعد الصدمة؟
مالذي علي تعلمه من هذه الصدمة ؟
مالذي لم يتغير منذ وقت طويل وعلي الأن تغييره؟
ما الرسائل و الإشارات التي حصلت عليها قبل حدوث الصدمة ؟
مالذي علي تقبله ولم اتقبله سابقاً؟
مالذي علي التخلي عنه ولم أتخلى سابقاً ؟

كيف تتعافى من صدمات؟

التشافي من صدمات الأهل:

و إن من أهم خطوات التشافي من صدمات الأهل هي مسامحة الأم و الأب

في هذه المرحلة ستكون قد وصلت إلى مرحلة السلام و التصالح مع الحياة ومع نفسك ..

ستتوقف عن العيش في دور الضحية وستقود حياتك و ستتوقف عن لوم أهلك على أمور يمكنك السيطرة عليها ومعالجتها .

فأن من أفضل المشاعر التي قد تشعر بها هو شعور التخلي عن لوم والديك والتوقف عن حقدك عليهما ..

و عندما تدرك أيضاً أنهما قد مرا بصدمات لم يتمكنوا من الوصول لعلاجها أو فهمها ، أو ربما لم ينتبهوا أنها كانت مؤذية لإنهما لم يملكا الوسائل التي تملكها انت الآن .

حاول ان تتفهمهم وترى الأمر من وجهة نظر الرحمة بدلاً عن الكره ، و أن تشعر بمدى وحجم الألم و الأذى الذي حملاه داخلهما دون أن يعلما ،. وعليك ان تعلم بأنه إن لم تتوفر لك الوسائل والمساعدة لعلاج نفسك لكنت نسخة منهما بدون وعي و إدراك منك .

حاول ان تتعامل معهما بمسافة أمان ، حيث لا تؤذي نفسك ولا تؤذيهما ، و ابحث عن طريقة مناسبة للتعامل معهما .

في النهاية .. من ناحية علمية إن الإرادة ليست شيئاً سهلاً لأن .. إذا نظرت إلى الدوائر العصبية الدماغية المسؤولة عن القرارات الواعية ، ستجدها ضعيفة جداً . ، ومن السهل أن تخضع لهيمنة النزعات والتي تأتي من مراكز دماغية أعمق ، و الفارق ما بين النزعة والقرار هو جزء من الثانية ، .
هناك أناس حظوا بطفولة فظيعة ولكن سنحت لهم فرصة للتعامل معها ، لم يحظوا في حياتهم بشخص متعاطف ، يتحدثون معه و يحلون مشاكلهم والصدمات العاطفية ، و مع ذلك متفهمين جداً لأولادهم و أبائهم و يفقدون الدافع الذي يجعلهم يتصرفون بقسوة وظلم أما الذين يصبحون شديدي القسوة هم من تعرضوا لصدمات في طفولتهم ولم يكن لهم أحد يساعدهم أو يدعمهم و يحلون معه الصدمات .