
السلام النفسي والنضج العاطفي…
نضجنا ليس صخبًا ولا إعلانًا كبيرًا، بل هو همسٌ داخلي يخبرنا أن ما كنا نحارب لأجله بالأمس، لم يعد يستحق اليوم.
مع الوقت، نبدأ بإعادة تعريف أولوياتنا، نكتشف أن السلام النفسي الداخلي والنضج العاطفي أغلى من أي صراع، وأن التوازن مع الذات أهم من وجود الآخرين.
في هذه الخاطرة، أحاول أن أدوّن بعض التأملات التي خطرت لي عن تقلب الحياة، وتغيّر الناس، وهدوء النضج… عن كيف نصبح نحن، لأنفسنا، الملاذ والسند.
نغمة لا تُعزف مرتين..
عندما ينضج الإنسان…
يتوقف عن مطاردة الجميع، ويتوقف عن عدّ من بقي ومن رحل،
يبدأ يعي أن أثمن ما يملكه… هو سلامه الداخلي.
لم يعد يعنيه من غادره، ولا من خذله،
لأنّه أدرك أن أعظم حضور، هو حضوره لنفسه.
أن يكون سندًا لنفسه، بلسمًا لروحه،
يسعدها بأبسط التفاصيل، ويواسيها بصمت،
حتى لو تخلّى عنه العالم كله…
يبقى بخير، لأنه تعلّم كيف يكون وطنًا لنفسه.
الناس… تأتي وتذهب، كما تفعل الفصول.
والأيام… تتقلّب، كما تفعل الأمواج.
لا حزنٌ يدوم، ولا فرحٌ يبقى،
ولا شيء في هذه الحياة يسير على نغمة واحدة.
وهنا تكمن روعة الحياة…
أنها لا تُحفظ كنوتة موسيقية،
ولا تُعزف مرتين بنفس الطريقة،
لها نغمها الخاص… متقلّب، مباغت، لا يمكن توقعه.
فلا تنتظر أن تستقيم لتبدأ،
بل عش كلّ فوضاها، وتعلّم كيف ترقص على إيقاعها…
حتى وإن كانت النغمة حزينة أحيانًا،
فهي في النهاية… نغمتك أنت.

……………
في نهاية المطاف، لسنا مضطرين لفهم كل ما يحدث، ولا لتوقّع الآتي…
يكفينا أن نتعلم كيف نحيا، لا أن نتقن الحياة.
أن نستمع لنغمتها، ونتمايل معها كما هي…
بتقلّبها، بجنونها، بحزنها، وبجمالها العابر.
لأن الحياة، ببساطة، لا تعزف كسمفونية خالدة …
بل ستعاش كنغمة فريدة، لا تتكرر.
كما ويمكنك أيضاً قراءة مدونتنا والمزيد عن :
- القلب يخزن الذكريات والمشاعر
- ذاكرة القلب
- القلب بوابة الروح والعقل
- الشفاء من الصدمة
- تشافي الطفل الداخلي: لاستعادة التوازن والنمو الشخصي
- الطفل الداخلي: فهم أعمق لشخصيتنا
- فوائد واستخدامات تنفس الهولوتروبيك
- طريقة تنفس الهولوتروبيك Holotropic
- ما هو تنفس الهولوتروبيك Holotropic
- تقنية الهبونوبونو للسماح بالرحيل
- علاج جرح الأم
- دادي ايشوز Daddy Issues أو ما يعرف بقضايا الأب (مشاكل عقدة الأب)
- مامي ايشوز (mommy issues) مشاكل عقدة الأم
- شاهد جمال الطبيعة وألذ الوصفات