
أنواع التعلق المرضي

للتعلق أنواع و أشكال عديدة :
- فهناك تعلق بالأشخاص
- تعلق بالأماكن
- تعلق بالأفكار
- تعلق بالمواقف
- تعلق بالممتلكات
ووفقاً لطبيعة الأنا الوهمية (EGO) عندك ، فهي أين وجدت نفسها تتعلق ، هل هي وجدت نفسها أكثر مع شخص ؟؟
أم وجدت نفسها أكثر عندما أمتلكت شيء مادي ؟؟
وفي سياق التعلق بالعلاقات :
فقد وجد الطبيبين الأمريكيين في علم النفس الإجتماعي والمعرفي : ( ساندي هازان ، و فيليب شيفر )
إن تطور الرابطة العاطفية بين شريكين إلى التعلق من أي منهما أو كلاهما يشبه إلى حد كبير طبيعة العلاقة التعلقية بين الرضع ومقدمي الرعاية لهم .
تخيل عزيزي القارئ ، شعور الرضيع عندما يتم تقديم الرعاية لهم ، يعني شعور بدائي جداً لأن الرضيع هذا ،
الآمان والغذاء بالنسبة له هما كل عالمه وهما مرتبطان بالأم أو المرضعة التي تقدم هذه الرعاية .
هل يمكنك أن تتخيل أن يكون لأحد الشريكين بطريقة واعية أو لا واعية ، هذا الإعتقاد عن شريكه ..؟؟
تخيل مرضية العلاقة ، على الأقل هذا الرضيع فترة إرضاعه مؤقتة فسينمو وينضج تدريجياً وفطرياً ويعلم أنه يمكنه الإعتماد على نفسه في تجربته .
ولكن أحد الشريكين متى سيتمكن من فهم هذه الجزئية ويوقف تعلقه الضار ، ويستفيق من هذه الغيبوبة التي تصور له أن مشاعر الإحتياج هذه للشريك الآخر
ليست سوى طاقة سلبية فائضة وخانقة مدمرة للعلاقة .
وعندها لن يصحى الشريك على مكانته الحقيقية إلا بالصدمة ، عندما يقرر شريكه الآخر يتخلى عنه ويتركه للحسرات والخيبة .
ومن أنواع التعلق أيضاً : تعلق الأم بإطفالها وهذا ما يسبب لهم الأمراض ، أو يعرضها لفقدانهم وخسارتهم ، أو الهجران و الترك عندما يكبرون .
وفي سياق آخر للتعلق بالممتلكات والأشياء :
نشر الدكتور البريطاني وعالم النفس ( كريستيان غاريت ) كتاب أنواع التعلق ومنها أن ممتلكات الشخص تعكس بطريقة أو بأخرى مايرغب أن يرى نفسه عليه
بالذات فترة المراهقة ، بمعنى مثلاً : يشتري الشاب سيارة ثم يبدأ بوضع الألوان والزينة ومكبرات الصوت فيها ، والتي تمثل ماهو عليه وما يحبه ،
وتبدأ المشكلة عندما يتعلق هذا الشاب بسيارته و يبدأ يكسب قيمته الذاتية منها ، مما يؤدي به لخسارة العديد أصدقائه ولربما والديه لإجل سيارته .
لأنها أخذت مكان أكثر من حجمها بكثير في قصة حياته و أصبحت تعبر عنه هو ، و صارت الأنا الوهمية له هي سيارته لأنه يرى نفسه من خلالها فقط .
وللتعلق بصفة عامة أضرار على جميع الأصعدة فمثلاً في الجانب البيولوجي :
نشر ( كيفن كريدن ) مدير التقنية والبحث في أكاديمية ويتني في الولايات المتحدة ، بحثاً أشار فيه إلى أضرار التعلق على الجهاز العصبي ،
وكيف يكون له تأثير كبير على تطور وتكامل وعمل قشرة الفص الجبهي في الدماغ ،
وهذه المنطقة من الدماغ تشاهم وبشكل كبير في مهارات الأداء التنفيذي للشخص ، فترى المتعلق عندما يغيب ما هو متعلق به ، يتعرض لنوبة هلع ،
تأتيه بأعراض ( توتر ، قلق ، تعرق ، تسرع نبضات القلب ، إرتفاع ضغط الدم ، الشعور بالإعياء ، زيادة إفراز الأدرينالين ، شعور بالخطر ) لأن ما يتعلق به غير موجود و غائب
وبالتالي هناك رسالة لا واعية تُرسل إلى جهازه العصبي على مدار الساعة بأنه ليس على ما يرام تماماً كشعور المدمنين بالإدمان .
وعلى الصعيد النفسي :
نشر الدكتور الأميركي ( إليكس كلاين ) وهو طبيب نفساني سريري مقالاً بعنوان ( الإرتكاز الشعوي ) أو بمعنى حرفي التعلق الشعوري .
أشار فيه كيف يعاني المتعلق من نوبات الحزن المشاعري والألم إعتقاداً منه بغياب مصدر الدعم في حياته .
و على الصعيد الروحي :
فإن التعلق يولد إمتعاض وكره للذات وعدم معرفة مايريده الشخص من مشاعر و أفكار ونوايا حقيقية
لإنه قد ذاب بما هو متعلق به إلى درجة أنه فقد هويته الروحية الحقيقية بالإضافة إلى تصاعد مشاعر الوحدة .
لإن الشخص فقد مسبقاً صلة الوصل الروحية بينه وبين نفسه ، فهو يعتقد بأن الآخر أو الشيء المتعلق به هو روحه ، وبما أن هذا الشخص قد غاب فقد خسر روحه .
وللأسف فإن كثير من الأشخاص عندما يصلون لهذه المرحلة يقدمون على الإنتحار ، إعتقاداً منهم بأن تجربتهم قد إنتهت برحيل هذا الشخص أو الشيء المتعلقين به ويعتقدون أنه حقيقتهم .
وعلى الصعيد الطاقي أو الكمي :
فإن التعلق سبب أساسي في تذبذب حالة تردداتك ، لأنها طوال الوقت مرتبطة بما أنت متعلق به
ولو كان هذا الشيء أو الشخص موجود فأنت بحالة ذبذبية جيدة و إن غاب تنهار ذبذباتك لتجذب الى حياتك سلسلة غير متناهية من الأحداث غير السعيدة
وتبقى هذه الأحداث تتوالى إلى أن يتوقف التعلق ، أو يعود إلى حياتك الشيء الذي فقدته .
ومن ناحية أخرى فإن مغناطيس الجذب لديك عندما تكون متعلق ، يبقى دائماً في حالة جذب سلبي ،
تجذب إلى حياتك أحداث سلبية من دافع و واقع خوف ( الخوف من الخسارة ، الخوف من الفقدان ، الخوف من التخلي )
وللأسف فإن الكون يعمل بطريقة كمية ( كوانتبة ) بمعنى الكون يعطيك المساوي لتردداتك ، فالخوف من خسارة فلان ستخسره حقاً .
وعندما تكون تردداتك الخوف من خسارة ممتلك ، فإنك ستفقده حتماً ، وهنا تتدخل قوى التوازن التي تكلم عنها ( فادم زيلاند ) في منهج (الترانس سيرفينج)
الذي جاء فيه : أن قوى التوازن في الكون تعمل بشكل تلقائي وهذا من معجزات الخالق ، فعندما يتدفق سريان موجة ما في حياتك إلى درجة متطرفة ستولد فائض إحتمال ، وفائض الإحتمال هذا سيولد تدمير ذاتي للأشياء الموجودة في حياتك ليعيدك إلى حالة التوازن .
عزيزي القارئ إنهي تعلقك بالحب الحقيقي ، فعندما تحب الأشياء دون أن تتعلق بها فأنت تضمن بقائها واستمرارها في حياتك .