مدونتيتنمية ذاتيةعلم نفس

التعلق بالأشخاص وهم لا يسمن ولا يغني من جوع

التعلق بالأشخاص

للتعلق عدة أشكال و أنواع ومنها التعلق بالأشخاص .

التعلق بالأشخاص : هي طاقة سلبية مدمرة للإهداف ، تنشأ وتتشكل عند الإعتقاد الوهمي بأن هذا الشخص هو المصدر الوحيد لتلك المشاعر المتولدة بإرتباطك به

إن هذا الشخص يُسمى في عالم الوعي ( مصدر طاقي مهم ) كيف يعني ذلك ؟

يعني أنك تستمد مشاعرك العالية منه ، تستمد قيمتك وأهميتك وبرستيجك و وجودك وكيانك ..

هناك ارتباط وثيق مابين التعلق بالأشخاص وفقدان الشعور بالقيمة!

بمعنى كلما شعرت في العمق بأن لك ( قيمة عظيمة ) خف تعلقك بكل من حولك،

وهذا الحديث يأخذنا لسؤال مهم جداً ، لماذا تتعلق؟ التعلق بالأشخاص

تتعلق لأنك ترغب بقوة أن تشعر بقيمتك متجسدة وحيّة ، من خلال الأشخاص.

تريد أن تكون مسموع ومرئي للآخرين ،

تريد بقوة أن تشعر أن لك قيمة وأهمية ووجود راسخ !

إذا شعرت أنك متعلق بشخص، إسأل نفسك هذا السؤال،

لماذا أنا متعلق ؟
غالباً ستجيب على نفسك – لأني أريد أن أشعر بقيمتي ، وأني شخص مرغوب ، ومحبوب !

اذاً البحث عن القيمة هي المشكلة الرئيسية

كيف أجد هذه القيمة؟ كيف أخلقها؟

قيمتك لا حاجة لك للبحث عنها ، لأنها موجودة فيك ،في داخلك منذ الأزل ، قيمتك بأنك روح الله ، وبأنك صنيعة هذا الخالق العظيم .

القيمة لا تُصنع ولا تُخلق لأنك خُلقت بهذه القيمة ، منذ أسلاف الزمن خُلقت ومعك قيمتك وأستخلفك الله بناءً على تلك القيمة الممنوحة إليك منه .

إذاً كيف أستطيع أن أخفف من حدة هذا التعلق؟ التعلق بالأشخاص ..

أواجه نفسي بشجاعة وأسألها هذا السؤال ( ما هو الشعور الذي يمنحني إياه هذا الشخص؟ وكيف أستطيع أن أحصل عليه من داخلي ؟ )

هل هذا الشخص يمنحني إحساس بالأهمية وأشعر بإني شخص مرغوب لأنه يسأل عني ويهتم بتفاصيل يومي،،؟؟

الشعور إذاً هو ( الاحساس بالأهمية ) إذاً كيف أستطيع الحصول على هذا الشعور من داخلي ..

كيف ألبي هذا الإحتياج كيف سأجد هذا الإحساس أو شعور مشابه له بداخلي ،، ؟؟

حاول أن تكون واعي لمشاعرك بدقة لكي تستطيع الربط بين الشعور والمصدر..

أنت المصدر والله خالق كل ما هو موجود هو منبع المصادر ( هو المصدر الرئيسي لك ) لا حاجة لك بالخارج ، فالخارج سيزيد من إحتياجك .

هل تشعر أنك :

  • إذا أنجزت في عملك تشعر بالأهمية.
  • إذا قدمت لأحد مساعدة تشعر بالأهمية.
  • إذا مارست شغفك بحب ومتعة تشعر بالأهمية.

و إن كنت لا تفعل كل ذلك فهل هذا يعني أنك لست بالمهم !! ؟؟

قطعاً لا و إن كنت لا تفعل أي من ذلك فأنت مهم ولك رسالة سامية على هذه الأرض

أنت خلقت لهدف روحي لكنك نسيت ذلك ، تعلقت بأفكار عن الوجود والأهمية ونسيت تلك الروح الرائعة الطاهرة النقية .

هل تشعر أن الشريك يعطيك إحساس بالفخامة و أنك شخص مرغوب من خلال كلمات الغزل ، ؟

كيف تشعر بالفخامة من ذاتك و إنك مرغوب ؟

دعنا أولاً نتفق أن هناك قانون يُدعى ( قانون الانعكاس ) بمعنى أن الطريقة التي تعامل بها نفسك والنظرة التي تنظر بها لنفسك !
هي نفس الطريقة التي يتعامل بها معك الآخرون.

هل جربت ان تتغزل في نفسك؟

هل جربت أن تركز على مواطن الجمال الشكلية و الجوهرية بك وتبرزها؟ وتمتن لها.. وتقدرها وتوجه لها رسالة حب .

هل جربت أن تقف أمام المرآة و تقول لنفسك ( أنا رائع وجذاب ومدهش)
ممتن لهذا الجسد الجميل ،، لهذا الشعر الجميل،، للعيون البراقة الي تلمع وترى كل شيء جميل،،

تكرار مثل هذه الكلمات سحري،، يشبع لديك حاجة الدلال وتزيدك جمال،، وتضفي عليك جاذبية..

نعود الآن لشعور الفخامة كيف تستطيع أن توفره لنفسك ؟

عليك بالحوار النفسي الداخلي الإيجابي ، أن تكون واعي جداً لمشاعرك ،
مثلاً قل لنفسك ( أنا أسمح لنفسي أن أشعر بالرفاهية، أسمح لنفسي أن أشعر بالحب، بالفرح ، بالحرية ، بالخفة ، بالبراءة ، )

وقس على ذلك أشياء كثيرة ،، و هذه مرحلة جدا متقدمة في الوعي إنك تكون مصدر كل المشاعر لنفسك ( الحب، البهجة ، السلام)

كافئ نفسك مثلاً بهدية ثمينة وباذخة ضع نية وقل أريد أن أهدي نفسي لأنها تستحق الدلال

أعزم نفسك على مطعم فخم ،، وأسمح لنفسك أن تشعر بالرفاهية،
أذهبي لصالون تجميل وأسمحي لنفسكِ أن تشعري بشعور الرفاهية.

لا تتعلق بأي مصدر خارجي يتحكم في مشاعرك ومزاجك ولا تنتظر أحد أن يمنحك إياه ،

وإن وجد أحد ليمنحك إياه لا بأس ، أشكر الله عليه و بارك عطاياه ،

ولكن لا تنتظر أحد ، ولا تبحث عن أحد ليغذي فيك هذا الشعور بالنقص والإحتياج الشديد بادر أنت بذلك ، و أمنح نفسك تلك المشاعر .

أن تكون إنت مصدر الحب والفرح والسلام والحكمة لك و لآخرين…تلك مرحلة متقدمة أكبر من الوعي .

عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال بشكل واضح وصريح!

  • هل أنا أريد أن أثبت لأحد شيء من خلال نجاحي ؟
  • هل أنتظر تصفيق أو مكافأة ؟
  • هل أنتظر نظرة اعجاب؟
  • هل أنتظر ترقيه أو مقابل مادي؟

كل هذه الأمور تعتبر ( تعلق ) إما تعلق بالسمعة أو للحصول على استحسان الآخرين وهذا التعلق يعيقك عن التطور و النمو ، وتحقيق رسالتك الروحية!

الصح أنك تعمل على أهدافك لأنك تحب هذا الشيء من أعماق قلبك ،،

و وفقاً لقوانينك الخاصة ،، وبالشكل الذي يشبهك ويرضيك ويشبع غرورك ! بدون انتظار أي شيء من الخارج . (دعم ،تصفيق، ترقية ، مكافأة )

وهذا مستوى وعي عالي ( الحب ) العمل بلا شروط !

هل يعني اني أعمل بدون مقابل ؟
بالطبع لا فالمقابل سيأتيك طوعاً إذا استطعت أن تتحرر وتلغي تعلقك ،،

لان على مستوى الحب تتحقق كل المعجزات !

لا تنتظر تصفيق من أحد أو تقييم عالي من رئيسك في العمل، أو اطراء على مجهوداتك واعتراف بنجاحاتك من محيطك!

‏هذا جزء من التعلق الذي يعيقك عن التطور ،، انجز عملك بحب ومتعة وفقاً لقوانينك الخاصة، لا تتعلق بنتيجة أو إشادة من الخارج، أنجزه وأنت مستمتع كما يشبه روحك الصافية،، وكافئها واشكرها بعد كل مجهود .

لا داعي لإن يأتي أحد ليؤكد لك هلى هذه القيمة ، لست بحاجة إلى الخارج كي تشعر بها .
قد لا يستطيع الخارج أن يؤكد لك أنك مرغوب أو محبوب أو ذوّ قيمة ، قد لا يأتي أحد ليشعرك أنك تستحق أو أنك قادر .

عزيزي القارئ القيمة موجودة في داخلك ، و أنت من يستطيع تقديرها وقياسها ، عالمك الحقيقي في داخلك والخارج هو صورة لما في الداخل ، فإن لم تعجبك تلك الصورة حاول وأعمل بجد على تحسينها داخلك .

إقرأ أيضاً :

انواع التعلق المرضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى