قبل ولادتي روحي نفسي وانا كيف واين كنا ؟ ؟.. وإن كانت الروح خالدة أين إذن كانت قبل الولادة ؟
ولعل الطريق للوصول للاجابة في رأي الإسلام بالحياة قبل الولادة يتمثل فى الآتى:
رأي الإسلام بالحياة قبل الولادة :
من وجهة نظر الإسلام، لا يوجد معرفة محددة حول مكان الروح قبل الولادة أو حول ترتيب خلق الروح والجسد. يوجد اختلاف في وجهات النظر بين العلماء الإسلاميين بشأن هذه المسألة.
الرأي الأول يعتقد أن خلق الأرواح يسبق خلق الأبدان. أما الرأي الثاني فيعتقد أن خلق الأرواح يأتي بعد خلق الأبدان. وقد رجح بعض العلماء الرأي الثاني، مستدلين على ذلك بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية والآثار.
وفقًا للقرآن الكريم، يروى فيه قصة خلق آدم عن طريق أرسل الله جبريل وأخذ قبضة من التراب وشكَّلها حتى صارت طينًا ونفخ الروح فيها . ومن هذه القصة، يمكن استنتاج أن الله خلق الروح بعد خلق الجسد. وبمجرد أن تندمج الروح مع الجسد، يصبح الإنسان كائنًا حيًا ومستقلاً. ومع ذلك، لا يوجد في الأدلة الإسلامية أي ذكر صريح لخلق الأرواح قبل الأبدان. لذا، لا يوجد دليل قاطع يثبت وجود الأرواح قبل خلق الجسد. يتبقى هذا الموضوع محل تفسيرات واعتقادات مختلفة بين المفكرين والعلماء الدينيين.
رأي الأديان الآخرى بالحياة قبل الولادة :
من الجدير بالذكر أن هناك اعتقادات وتصورات مختلفة في ديانات أخرى بشأن هذه المسألة. على سبيل المثال، يَذكر الكتاب اليهودي “التلمود” أن جميع الأرواح خُلقت في الأيام الأولى للخليقة ووضعت في مخزن عام في السماء، وتخرج منها كلما حملت المرأة جنينًا. ويُذكر أيضاً أن الله خلق ستمائة ألف روح يهودية تتناظر مع فقرات التوراة .
على الرغم من أن هناك عدة آراء ومفاهيم متعلقة بمكانة الروح قبل ولادة الإنسان، إلا أن الديانات والفلسفات تختلف في وجهات نظرها حول هذا الموضوع.
من وجهة نظر الإسلام، توجد تفسيرات مختلفة حول مكانة الروح قبل ولادة الإنسان. وفقًا للتفسير الأول، يُعتقد أن خلق الأرواح متقدم على خلق الأجساد. أما التفسير الثاني، فيعتقد أن خلق الأرواح يأتي بعد خلق الأجساد. ابن القيم الجوزية يميل إلى الاعتقاد بالتفسير الثاني ويستدل على ذلك ببعض النصوص الدينية والسنة النبوية.
رأي الثقافات الآخرى والمفكرين بالحياة قبل الولادة :
من وجهة نظر الفلاسفة مثل أفلاطون، يُعتقد أن النفس الإنسانية موجودة بصفة مستقلة عن الجسد المادي وقبل ولادته. ويرون أن النفس تتشابه مع الآلهة الخالدة في قوتها وتأثيرها على الجسد.
بالنسبة للشكوك التي ظهرت لدى بعض المثقفين بعد سقراط حول خلود الروح بعد مفارقة الجسد، فقد كان هناك اعتقادات مختلفة. فسيبيزا، أحد تلاميذ سقراط، كان يشكك في استمرارية الروح بعد الموت، بينما أفلاطون يعتقد في خلود الروح وأنها تظل مستمتعة بالقوة والفطنة.
على الرغم من تنوع المفاهيم والتصورات، إلا أنه من الصعب الحصول على إجابة قاطعة حول مكانة الروح قبل ولادة الإنسان. فمسألة خلود الروح ومصيرها بعد الموت تعتبر من الأسئلة العميقة والمعقدة التي لا يمكن للعلم أو المنطق البشري تفسيرها بدقة.
المعتقدات الشخصية وتعلقها بالأبعاد الدينية :
يجب أن يُفهم أن الاعتقادات والآراء المتعلقة بمكانة الروح قبل ولادة الإنسان تختلف بين الأفراد والثقافات والديانات. هذه المسألة تتعلق بالإيمان الشخصي والمعتقدات الروحية، وهي مسألة تتعلق بالأبعاد الدينية والفلسفية والروحية للإنسان.
قد يؤمن البعض بأن الروح تكون موجودة قبل ولادة الإنسان وتختار جسدًا لتتجسد فيه، ويكون الجسد وسيلة للتجربة والتعلم في هذه الحياة. ومن الممكن أن يتأثر الإيمان بهذه الفكرة بالمعتقدات الدينية والتجارب الروحية الشخصية.
من ناحية أخرى، قد يعتقد البعض بأن الروح تولد مع الجسد وتنشأ وتتطور معه، وأنها ليست موجودة قبل الولادة. قد يتأثر هؤلاء بالمفاهيم العلمية والنظريات الفلسفية التي تركز على الطبيعة المادية للإنسان.
مهما كانت الآراء المختلفة حول هذا الموضوع، يجب أن نحترم وجهات نظر الآخرين ونفهم أنه لا يوجد إجابة نهائية واحدة. إن البحث والتأمل في هذه المسائل يمكن أن يساعدنا في توسيع آفاقنا الروحية والفكرية وفهم أعمق للحياة والوجود.
إقرأ المزيد :
شفرة كاليوبي سيكولوجية الإبداع
شاهد جمال الطبيعة وألذ الوصفات
