فلسفةصحة نفسيةعلم نفسمدونتي

ماهي كتلة الألم

كتلة الألم

قد نستغرب في بعض الأحيان من ردّة فعل شخص إزاء موقف معيّن…
وقد نتّهمه بالمبالغة و التّهويل لعدم تناسبِ ردّة فعله مع الحدث .نسينا أنّنا نعتمد مقاييسنا نحن ، و معتقداتنا نحن ، و تراكماتنا نحن حول الموضوع ، نُسْقِطُ كلَّ ذلك في شكل حُكْمٍ على الآخر ، الذي لا يشبهنا حتما. متناسين أنّنا لا نملك أصلا الحكم على أحد،وربّما قد لا ينتبه أصلا لعدم توافق ردّة فعله مع الحدث…كلّ بحسب درجة وعيه .

ماهي كتلة الألم

أمّا سبب ردّات الأفعال هذه التي لا تتناسب أحيانا مع المواقف. سببها تراكمات ، تعود في الغالب إلى الطفولة،جرّاء أحداث و تجارب مؤلمة تظل حيّة فينا. فإذا جاء ما يثيرها ، كانت ردّة الفعل بحجم الألم المكبوت المتراكم كلّ هذه السنين ، لا بحجم الموقف الجديد .

هذا التّراكم من المواقف والكبت يسبب كتلة الالم .

كتلة الألم هي عبارة عن حقول طاقة سلبيّة نشأت غالبا في الطفولة كما أسلفت ولم يتمّ التّعامل معها بطريقة واعية..فسوف تظلّ تسمم حياة حاملها على كلّ الأصعدة ، تنخر في جسده فتُهْلِكُهُ أمراضا ، و تعرقل تقدّمه بالكثير من المخاوف ، وتفسد حياته بسوء تواصله مع نفسه والآخرين..

ماذا تفعل كتلة الألم

ومع الوقت و بتقادمِ كتلة الألم هذه يتعوّد عليها الإنسان ، وقد تصبح جزءا من هويّته ، و سِمَةً من سمات شخصيته.ومتى ما أدركنا بالوعي ، أنّ كتلة الألم التي تَأْسَرُنَا هي جزء من “الأنا” التي تسكننا ، وليست ذاتنا الحقيقيّة ، بمجرّد الفصل بين الأمرين تتبدّد كتلة الألم.

وهكذا تصبح ردودُ أفعالنا مطابقة للمواقف ، فلن نعطي الأحداث أكثر ممّا تستحقّ بل نستقبلها بوعي تامّ..طريق الوعي

عندما يكون بيتك الداخلي مظلم ..فمجرد أن تُضيء نور الوعي فأنك سوف تتفاجأ من المشاكل والتعقيدات التي تستمر بالهروب منها وازاحتها جانباً والتي بدأت بالتراكم داخلك مع مرور الوقت حتى ازدحمت كثيراً داخلك في طرقات تفكيرك وأحتلت كل عالمك الداخلي..

وكانت تؤثر عليك من مكانها المظلم وتلدغك بأنيابها المُسمه دون معرفتك لمصدرها .. وتقوم بتشتيت تركيزك .. وتختطف متعة حياتك ..لهذا القلائل لديهم القدره والمثابره والشجاعه على الدخول لأعماقهم وإنارتها وتنظيفها !

ضرورة الوعي بكتلة الألم

قد تهرب وتؤجل… ولا تريد أن تدخل عمليه الوعي والتأمل ..لكن ذلك لن يفيد، بالعكس، سوف يأتي وقت تفقد به كلياً قدرتك على السيطره على حياتك ..

على الأقل لو اضأت نور الوعي سوف تتمكن من تنظيف بيت روحك من كل العناكب والأفاعي الفكريه والنفسيه والعقائديه والتشفيرات وقوالبها ..

تذكر: المشاكل والتعقيدات كانت هناك ووعيك لم يخلقها!! أنما بتسليطك الضوء عليها تظن أن درب الوعي صعب ويجلب لك المشاكل!! .. لا .

لهذا اهمية التأمل والغوص عميقاً داخل نفسك وتنضيف معتقدات وبرمجيات والنفس.. بالمثابره والهدوء والصبر يأتي وقت تتمكن من تنظيف عالمك الداخلي ..ويصبح عقلك ووعيك نقي، ورؤيتك واضحه لفن الحياة والعيش السليم ..

لان تستمر بالتراكم …وهدم عالمك الداخلي ليأتي وقت تظهر على شكل امراض نفسيه وجسديه وفكريه فيما بعد …

غص عميقاً في معرفة ذاتك ومشاكلك النفسيه .واشتغل ع نفسك بتأمل وتمارين واحمل مشاعل الوعي ونظف مرآتك الداخليه ولاحظ الأنعكاس الجميل الذي سيحصل بعد ذلك في عالمك ..

استبدل أفكارك القديمة

إذا كانت لديك هذه الفكرة ( أو القناعة) :
أنا لست إنساناً نشيطاً.
فإن عقلك وجسمك قد يترجمان هذه الفكرة كما يلي:
أنا لست إنساناً قوياً.
أنا لا أقف بثقة على قدميّ ولا أمشي بثقة في الحياة.
كأنني لست هنا.
أنا لست واثقاً من نفسي في هذه الحياة.
أنا لست متوازناً مع نفسي.

استبدل قناعتك القديمة بقناعة جديدة:


إن جسدي وخلاياه تمتلك جميع المعلومات الضرورية عن كيفية العيش والمحافظة على البقاء في هذا العالم، وأنا أعرف كيفية القيام بذلك. إنني أسمح لهذه الطاقة بالظهور وأتقبل الحياة المادية كمرحلة طبيعية وضرورية من مراحل حياتي.

إذا كانت لديك هذه الفكرة في داخلك:
نا أخاف من الموت.

فإن نتيجة هذه الفكرة خارجياً قد تصبح:
أنا أخاف من أي شيء.
إنني إنسان قلق.
ماذا أفعل؟ هل أهرب أم أبقى؟ هل أتصرف أم أنتظر؟

استبدل فكرتك القديمة بفكرة جديدة:


أن جميع الأشياء في هذا العالم تولد وتموت، والحياة موجودة بفضل الموت. إن الحياة هي ذلك الكم الهائل من الأشياء التي تحدث معي في كل لحظة، ولقد تعبت من خوفي من كل شيء. إنني أتحرر من مخاوفي، وإن قراراتي في اللحظة الراهنة مثالية وكاملة. إنني أتعلم من كل ما حدث معي وأستمر في التقدم نحو الأمام.

لذلك إذا كانت هذه القناعة مبرمجة في داخلك:
أشعر أنني مذنب في شيء ما. إنني أحمل كماً هائلاً من الذنب النفسي.

فإن ردة فعل عقلك وجسمك على هذه الفكرة المختبئة في داخلك قد تكون:
لدي الكثير من الذكريات عن الألم الذي سببه لي الآخرون.
العيش في هذا العالم صعب ومزعج.
إنني تعيس.

استبدل فكرتك القديمة بفكرة جديدة:
هناك نواح إيجابية دائماً في كل ما حدث معي مهما كان سيئاً. إنني أبحث عن هذه الإيجابيات وأجدها، وأوجّه نفسي نحو تقبل الواقع وكل ما يحصل معي، بإيجابية وتفاؤل..

إقرأ أيضاً:

أفكارنا

قوانين الحياة

وقفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى