صحة ورشاقة

مستشفيات لبنان عاجزة أمام انفجار عكار ومحاولات لنقل الجرحى إلى الخارج

قضى ما لا يقل عن 28 شخصا في لبنان، فضلا عن تسجيل 79 جريحاً على الأقل في انفجار خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين “البحص” في بلدة التليل – عكار (شمال)، وذلك في حصيلة غير نهائية أعلن عنها الصليب الأحمر.

وكشف المستشار الإعلامي لوزارة الصحة، رضا موسوي، أن حصيلة القتلى جراء الانفجار ارتفعت إلى 28 شخصا، بعد أن كانت الحصيلة السابقة 22 قتيلا.

وأعلن الجيش اللبناني في بيان، أنه “قرابة الساعة الثانية فجراً، انفجر خزان وقود (…) كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين”، وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن “غالبية الضحايا من الذين تجمعوا حول الخزان لتعبئة البنزين”.

وقال أمين عام الصليب الأحمر اللبناني، جورج كتاني، لـ”العربي الجديد” إنّ “أعمال المسح مستمرّة في التليل – عكار، في ظلّ حديث عن احتمال وجود مفقودين. تمكّنا من تأمين وحدات الدم اللازمة للمصابين، أمّا الحالات الحرجة فعملنا على نقلها إلى المستشفيات، ومهمتنا أيضاً تندرج في إطار لمّ شمل العائلات، وفي حال طلبت وزارة الصحة نقل المصابين إلى الخارج فإنّ الصليب الأحمر سيقوم بهذه المهمة سريعاً”.

وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي، رونا الحلبي، لـ”العربي الجديد”: “تواصلنا مع جميع المستشفيات للوقوف على الحاجات المطلوبة، وقمنا بتوزيع مستلزمات طبية، ومعدات خاصة بعلاج الحروق على المستشفيات التي استقبلت جرحى”.
من جهته، قال مدير مستشفى عبدالله الراسي الحكومي في عكار، محمد خضرين، إنه “لا يوجد عدد نهائي للقتلى، وهناك ارتفاع في الأرقام تبعاً للحالات الخطرة الموجودة في العناية الفائقة”، وأشار في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، إلى أن “هناك 4 جثث مجهولة الهوية وصلت إلى المستشفى، والعمل جارٍ لتحديد هويتهم باعتبار أنهم احترقوا بالكامل، وهناك 6 جرحى تم تضميد إصاباتهم الخفيفة في قسم الطوارئ، وغادروا إلى المنزل، في حين نقلت الحالات الصعبة إلى مستشفى السلام والجعيتاوي، ويجري العمل على نقل الإصابات الخطيرة إلى خارج لبنان”.

وفي السياق، سيتم نقل عددٍ من الجرحى إلى تركيا، وآخرين إلى الكويت للعلاج بعد التواصل مع السلطات في البلدين، وعرض الأردن المساعدة في جهود علاج الجرحى، وذلك خلال استقبال العاهل الأردني عبدالله الثاني، في عمان، الأحد، نائبة رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين اللبنانية بالوكالة، زينة عكر.

وطلب المجلس الأعلى للدفاع الذي اجتمع ظهراً برئاسة الرئيس ميشال عون، من الأطقم الطبية وشبه الطبية البقاء على أهبّة الاستنفار، وكلف وزير الصحة، حمد حسن، بالتواصل مع الجهات التي أبدت استعدادها لعلاج الحالات البليغة في خارج لبنان، فضلا عن العمل على افتتاح المستشفى التركي المخصص للحروق في صيدا، في أقرب وقت ممكن، وتأمين المشتقات النفطية اللازمة لتأمين استمرارية عمل المستشفيات.

وأوقفت مديرية المخابرات، قيد التحقيق نجل صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود، في حين أضرم محتجون النار في منزل صاحب الأرض التي شهدت الانفجار، في ظل حالة من الغضب تسود بين الأهالي.

وتكثّفت المناشدات فور وقوع الانفجار من قبل مستشفيات المنطقة للحاجة الماسة إلى دم من جميع الفئات، وضرورة تأمين المستلزمات الطبية والأدوية المطلوبة للعلاج في ظلّ الأزمة الحادة التي تعاني منها البلاد، والتي جعلت القطاع الصحي شبه مشلول أمام الحدث.

وقال نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان، سليمان هارون، لـ”العربي الجديد” إنّ “أكثرية المصابين يعانون من حروقٍ متفاوتة الخطورة، وفي لبنان مركزان متخصّصان، هما مستشفى السلام في طرابلس شمالاً، والجعيتاوي في الأشرفية في بيروت، بيد أنّ الإمكانات ضعيفة، ولا يمكن استيعاب عدد المصابين في الانفجار”.

وأكّد هارون أنّ “البحث يجري الآن من جانب وزارة الصحة لنقل الجرحى إلى خارج لبنان، وربما إلى العاصمة التركية أنقرة، إذا نجحت الاتصالات الثنائية، خصوصاً أنّ الإصابات صعبة، وتحتاج إلى طواقم بشرية، وأقسام متخصّصة، ومستلزمات طبية وأدوية خاصة، وهو ما نعاني من شحّ حادّ فيه نتيجة الأزمة، عدا عن أزمة المازوت، وبالتالي انقطاع الكهرباء”.

وكشف هارون أنّ معمل أمصال “ألفا”، أبلغنا أنه سيرسل استثنائياً أعداداً من الأمصال إلى المستشفيات، وخصوصاً الجعيتاوي، وهو ما كنّا نعاني من شبه انقطاع فيه.

وتسود حال غضب بين الأهالي وعائلات القتلى والجرحى الذين اتهموا السلطات اللبنانية بالمسؤولية عن الجريمة التي ذكّرتهم بانفجار مرفأ بيروت، بعد أن حلت الكارثة الجديدة عليهم كالصاعقة، وأفقدتهم أحبائهم. فيما أضرم محتجون النار في منزل صاحب الأرض، حيث حصل الانفجار في التليل عكار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى