تكثف الشرطة البريطانية لليوم الثاني على التوالي البحث عن الجندي البريطاني دانيال عابد خليفة الذي تمكن من الهروب من سجن واندزوورث جنوب العاصمة لندن، صباح الأربعاء.
وفيما جرت عملية الهروب في وسط لندن، فقد تمّ تكريس أكثر من 150 عنصراً في شرطة العاصمة للتحقيق والبحث، بالإضافة إلى وضع جميع قوات الشرطة في حالة تأهّب. وخوفاً من مغادرة خليفة البلاد، تم تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات والموانئ.
غضب في الشارع البريطاني
وفي آخر تطورات القضية التي أثارت غضبا في الشارع البريطاني، ما أظهرته لقطات كاميرات المراقبة الجديدة لشاحنة توصيل الطعام التي قيل إنها كانت تقل المشتبه به دانيال خليفة من سجن واندزوورث بعد وقت قصير من هروبه الجريء.
وشوهدت شاحنة تسليم الطعام التي كان خليفة (21 عاما)، يربط نفسه بها، وهي تشق طريقها على طريق مزدحم في جنوب غربي لندن، يوم الأربعاء. ولا يبدو أن اللقطات الجديدة تظهر أي علامات على لجوء الجندي السابق لها على الرغم من أن الصورة التي شاركتها شرطة العاصمة تظهر حزامًا صغيرًا معلقًا بالقرب من الجزء الخلفي من الشاحنة.
وقالت الشركة في بيان: “صباح أمس، علمنا بحادث أمني يتعلق بإحدى سياراتنا، أثناء التسليم. يمكننا أن نؤكد أن سائقنا تعاون بشكل كامل مع الشرطة في هذا الشأن قبل العودة إلى المستودع. سنواصل مساعدة السلطات في تحقيقاتها الجارية”.
وتأتي اللقطات الجديدة بعد ساعات من مشاركة “MailOnline” مقطع فيديو للشرطة وهي توقف شاحنة التوصيل التي قيل إن المشتبه به تشبث بها أثناء هروبه الجريء من سجن واندزوورث.
الجندي يتسلل عبر شاحنة لتوصيل الطعام
كان الجندي الذي تحول إلى جاسوس مزعوم، يرتدي زي طاهٍ، ويقدم الإفطار لزملائه السجناء ثم تهرب من الحراس وكاميرات المراقبة بينما كانت السيارة تسير لمسافة 250 ياردة على طول طريق داخلي وخارجًا عبر البوابة الفيكتورية الشهيرة في سجن واندزوورث في غضون دقائق. ويُعتقد أن خليفة قد تسلل من أحد الأبواب المتعددة إلى المطبخ بعد أن قال إنه كان يفرغ حمولة شاحنة إمدادات.
بحسب المعلومات. تمسك خليفة بالجانب السفلي من الشاحنة بالأشرطة التي عثرت عليها الشرطة بعد أن أوقفت السيارة، لكن خليفة كان قد رحل منذ فترة طويلة. وكانت الشاحنة على بعد ميلين ونصف تقريبًا من سجن واندزوورث عندما توقفت.
وأمضى الضباط الذين يستخدمون الكلاب البوليسية ساعتين في تمشيط السيارة والنظر تحتها.
واسع الحيلة.. يتمتع بمهارات عالية
ووُصِف خليفة بأنه “شخص واسع الحيلة للغاية”، وأضاف رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، القائد دومينيك ميرفي: “تجربتنا معه تظهر ذلك، لذلك لا يوجد شيء مستبعد معه في الوقت الحالي. كانت هذه منطقة مزدحمة حقًا في لندن ولم يكن لدينا أي مشاهدات مؤكدة في أي من تلك المعلومات، وهو أمر غير معتاد إلى حد ما، وربما شهادة على براعة دانيال خليفة في هروبه وبعض تحركاته بعد هروبه. من المهم أن نتذكر أن لدينا بعضًا من أفضل العسكريين في العالم هنا في المملكة المتحدة وقد تم تدريبهم. لقد كان جنديًا مدربًا، لذا فهو في النهاية يتمتع بمهارات ربما لا يمتلكها المواطنون”.
كما وصفه أصدقاء سابقون في الجيش بأنه شخص وحيد مهووس بلعبة الفيديو “Call of Duty”. وقال جندي سابق كان صديقًا له عندما كانا طالبين عسكريين في دورست: “لقد كان أول شخص في عائلته يلتحق بالجيش. لقد كان وحيدًا بعض الشيء، وكان لاعبًا كبيرًا – أحب Call of Duty. لقد كان هادئًا جدًا ويدرس كثيرًا، وكان الأول على الفصل في القوات، لكنه كان معروفًا أيضًا بكونه عدوانيًا بعض الشيء”.
متهم بالتجسس لصالح إيران
ووصف خليفة دوره على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه متخصص في الكمبيوتر ويتمتع بمهارات تشمل تكنولوجيا المعلومات وإدارة النظام. كان من المفترض أن يعمل خليفة، وهو جندي سابق في فوج الإشارة 22 والذي كان محتجزًا احتياطيًا في سجن واندزوورث قبل محاكمته الإرهابية التي تستمر ستة أسابيع، في المطابخ عندما تسلل وربط نفسه تحت شاحنة Bidfood التي كانت تنقل الطعام والإمدادات، يوم الأربعاء.
وتعهّدت الحكومة البريطانية، الخميس، بإلقاء القبض على الجندي السابق الذي فرّ صباح الأربعاء من سجن في لندن حيث كان ينتظر محاكمته بتهم “إرهابية”، في حين أكّدت وسائل إعلام أنّه ملاحق أيضاً بشبهة التجسّس لصالح إيران.
وشكّل فرار دانيال خليفة مصدر حرج بالنسبة للسلطات البريطانية، فقد هرب من دون أن يلاحظه أحد على متن شاحنة توصيل.
وإثر فراره جرّدت قوات الأمن عملية مطاردة على مستوى البلاد، في حين أثار هربه صدمة وتساؤلات حول نظام السجون.
اكتشاف هروبه.. بعد 20 دقيقة
ويشتبه في أنّ الشاب جمع معلومات استخبارية يمكن أن يستخدمها إرهابيون أو أعداء للمملكة المتحدة.
ووفق عدد من وسائل الإعلام، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية، فإن السلطات تشتبه في أن العسكري السابق عمل لصالح إيران.
وقال وزير العدل أليكس شالك أمام النواب “سيتمّ العثور على دانيال خليفة وسيواجه العدالة”.
ووفقاً لسير الأحداث التي أعلنت عنها السلطات، تمّ الإبلاغ عن غياب السجين بعد حوالى 20 دقيقة من مغادرة المركبة سجن واندزوورث في لندن الأربعاء قرابة الساعة 7,30 صباحاً بالتوقيت المحلّي (6,30 صباحاً بتوقيت غرينتش) بعد تسليم طلبية للمطابخ.
