فن ومشاهير

رغم تكريمه بمهرجان الإسماعيلية… شفيع شلبي مطارد حياً وميتاً

قالت زوجة الفنان المصري الراحل شفيع شلبي، سمية الشناوي، إنها أبلغت، اليوم الثلاثاء، من قبل بعض جيران منزل زوجها بقرية تونس في الفيوم بأنّ مسؤولين بالمحافظة حضروا إلى منزل شلبي وأخبروهم بأنّ المحافظة بصدد استعادة المنزل لإنشاء مشروع سياحي.

وأوضحت الشناوي، في تصريحات على هامش حضورها ندوة تكريم شلبي بمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، أنّ أسرة الفنان الراحل في قرية تونس كانت قد قررت تحويله إلى متحف، وأنّ المنزل كان “حق انتفاع” ويتم دفع إيجاره لمحافظة الفيوم، التي تريد استعادته لإنشاء مشروع سياحي.

وكان المخرج الراحل مثالاً ساطعاً للمثقف الملتزم الصلب، وعاش معظم حياته مدافعاً عن حريته في عصور مختلفة، بدءاً من عصر أنور السادات مروراً بعصر حسني مبارك وحتى بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011، ولطالما كان عصياً على الانكسار أمام السلطة التي حاربته منذ شبابه وحتى وفاته في يناير الماضي.

وعقدت اليوم، الثلاثاء، ضمن فاعليات الدورة 22 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، احتفالية بشلبي، بعرض مجموعة من أفلامه، أعقبتها ندوة تكريمية تحدثت فيها زوجته سمية الشناوي وصديقه المقرب شريف جاد، مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي، وعدد من السينمائيين.

وقال الناقد مجدي الطيب، خلال الندوة، إنّ شلبي “فنان سبق عصره”، مضيفاً أنّ هناك “كثيرين لا يعرفون شيئاً عن إنتاجه السينمائي الكبير”.

وأشار الطيب إلى أنّ شفيع شلبي “تم وقفة مرتين عن العمل، الأولى  في أحداث سبتمبر/أيلول، التي بدأت يوم 3 سبتمبر/أيلول 1981، وهي مجموعة اعتقالات سياسية نفّذها الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات من أجل قمع السياسيين المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد، واعتقل ما يزيد عن 1536 من رموز المعارضة السياسية في مصر إلى جانب عدد من الكتاب والصحافيين ورجال الدين، وتم إلغاء إصدار الصحف المعارضة”.

وأضاف الطيب أنه “بعد وفاة السادات عاد واستقبلته مديحة كمال وقتها استقبالاً كبيراً، وبعدها قدم شفيع برنامجاً اسمه (بالطول والعرض)، وقدمنا أربع حلقات، زرنا خلالها بورسعيد ودمياط وسيناء، وبعد العوده فوجئنا بأن رئيسة التلفزيون أوقفته على العمل بسبب محافظ دمياط، حيث قام بتصوير آراء الناس في مشكلة تخص مجموعة من المباني تم بناؤها بمنطقة كانت قد تسببت بأمراض لدى الجمهور، وقتها طلب المحافظ من شفيع تسليم المواد التي صورها، لكنه رفض ليفاجأ بإيقافة عن العمل”.

وتابع الطيب قائلاً إنّ شلبي “كان حر النفس. كان يذهب إلى الميادين ويقابل الناس ويقوم بتصوير مشاكلهم وعرضها”.

من جهتها، أكدت زوجة شلبي أنه “كان حريصاً على التواصل الجاد من أجل تحقيق إنجازاته وكان يحتاج لعمر فوق العمر لتحقيق أحلامه”.

وقالت الشناوي إنها “عاصرت شفيع منذ عام 1990 وكان طوال حياته يقول إنه لن يقدم سوى قناعاته”، وأضافت أنه “كان ينتج أعماله من ماله الخاص ولم يتقاضَ أي أجر عن ذلك، ووصلت أعماله إلى 1500 عمل”.

وأشارت إلى أنه “كان دائماً مهتماً بالإنسان، وكان يحاول أن يساعد البشر على فهم الحياة. وكان مشروعه إنشاء قناة تلفزيونية تعبر عن الشعب. وكان دائماً يتعامل كأن لديه الكثير، ونحاول أن نعرض إنتاجه في كل المحافل”.

وأضافت الشناوي أن شلبي في آخر خمس سنوات “قرر الجلوس في بيته في الفيوم، وبالفعل حالياً نقوم بعمل متحف خاص به لعرض أعماله”.

بدوره، قال مستشار السفارة الروسية أليكسي تيفانيان خلال الندوة، إنه “سعيد جداً بالمشاركة في حفل تكريم هذا المخرج الكبير الذي عرفته من خلال أفلامه منذ 3 أشهر عندما أقام المركز الثقافي الروسي حفل تأبين له، وأدركت من خلال مشاهدة أفلامه أننا أمام مخرج عظيم وفريد لديه وعي. وأفلامه كلها يمكن عرضها للكبار والصغار، وكذلك هو أفضل من يعبر عن الثقافة المصرية من خلال أفلامه، وأعتقد أنه موجود اليوم وسطنا وروحه سعيدة بهذا التكريم، ويسعدنا في المركز الثقافي الروسي أننا سوف نعيد عرض أفلامه”.

وعرف شفيع شلبي في السبعينيات كأحد أشهر من يقدمون نشرة التاسعة مساءً في التلفزيون المصري، وذلك بسبب فكره التحرري وطريقته في تقديم البرامج، حيث كان أول مذيع يطل على الشاشة الصغيرة بملابس كاجوال وقميص مفتوح وشعر مجعد.

ولد شفيع شلبي يوم 2 مايو/أيار عام 1947 بقرية شبرا باخوم في محافظة المنوفية، تخرّج من كلية الزراعة عام 1967، وعمل في الإخراج والكتابة والإنتاج السينمائي والتلفزيوني، فقد كان إذاعياً مرموقاً، ومخرجاً فذاً، وكاتب سيناريو، ومنتجاً سينمائياً واعياً، وسياسياً وطنياً ملتزماً.

وتقام الدورة الـ22 من مهرجان الإسماعيلية الذي يقيمه المركز القومي للسينما، في الفترة من 16 إلى 22 يونيو/حزيران الحالي.

ويعد مهرجان الإسماعيلية أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية التي تتخصص في الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام 1991.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى