فن ومشاهير

دلال عبد العزيز… فلاحة خطفتها أضواء الفن ولم تغيرها

لم تكن الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز، التي رحلت يوم السبت، عن عمر 61 عاماً، بعد صراع مع فيروس كورونا وما تبعه من تليّف تام في الرئتين، تعيش حياة الفنانين من سهر وأضواء، حيث كانت بداخلها تحتفظ بالسيدة الفلاحة البسيطة التي تضع أسرتها في المقام الأول.

في الشرقية، تحديداً في الزقازيق، كان ميلادها الفني، حيث تعلمت التمثيل بشكل تلقائي، من شقيقتها الكبرى التي كانت تتدرب على التمثيل في المنزل، وكانت تسمعها وهي تقول بعض الجمل في أدوارها التي تقدمها على خشبة المسرح المدرسي.

وكانت شقيقة دلال عبد العزيز تبلغ مدرسيها أن لديها أختاً تجيد فن التمثيل رغم سنها الصغيرة. وعندما التحقت بالمدرسة اضطلع بتدريبها محمد الهنداوي، الذي كان يخرج كافة العروض والأنشطة الفنية، وظلت الطالبة تمثل وتحقق شهرة على مستوى مدرستها حتى المرحلة الثانوية.

كان أحد أقارب الراحلة يعمل في مبنى التليفزيون، فأخبرته بأنها تتمنى دخول المبنى، فوافق على اصطحابها، وهناك قابلت المخرج نور الدمرداش، فقال لقريبها “البنت شكلها لطيف”، فأبلغه قريبها بأنها تحب التمثيل للغاية، فطلب منها نور ترديد جملة وراءه، وقالتها دلال بخوف شديد، ولكن أعجبت المخرج، وصفق لها كل من في المكان.

ومن هنا كانت بداية عبد العزيز، حيث أخذها الدمرداش بدور في مسلسل “بنت الأيام” مع كريمة مختار وشيرين، وذلك عام 1977، ثم التحقت بعد ذلك بكلية الزراعة، جامعة الزقازيق.

طلبت من والدها استكمال طريقها في الفن، فرفض بسبب ابتعاد الزقازيق عن القاهرة، وأخبرها بأنها بعد أن تنتهي من دراستها فلتفعل ما تشاء.

وأبلغت الفنانة كريمة مختار التي كانت قريبة منها في ذلك الوقت نور الدمرداش برغبة والدها.

بعدما حصلت دلال عبد العزيز على بكالوريوس الزراعة، اتصلت بمن شاركتهم مسلسل “بنت الأيام”، وكانوا لا يزالون يتذكرونها. من حسن حظها أن المخرج نور الدمرداش كان يعد لمسلسل بعنوان “أصيلة” فانضمت إليه.

شارك في هذا العمل الفنان جورج سيدهم، الذي أبلغها بأن هناك عملاً مسرحياً بعنوان “أهلا يا دكتور” قيد الإعداد، وأن كلاً من المخرج حسن عبد السلام والفنان سمير غانم سيختبرانها.

وأبلغها سيدهم أن الفن لا توجد به واسطة، وأن عليها أن تجتهد فقط. وخضعت للاختبارات عن طريق ترديد جملة حوارية كبيرة. وبالفعل نجحت وكانت على خشبة المسرح انطلاقتها نحو عالم الفن والشهرة.

وفي هذا العمل تعرفت إلى الفنان سمير غانم، وعاشت معه قصة حب تكللت بالزواج الذي أثمر ابنتين هما الفنانة دنيا سمير غانم، والفنانة إيمي سمير غانم.

وقدمت الراحلة على خشبة المسرح العديد من الأعمال، منها “فخ السعادة الزوجية” و”هالة حبيبتي” و”فارس وبني خيبان” و”أخويا هايص وأنا لايص” و”حب في التخشيبة” و”جوازة طلياني”.

ولم تكن دلال عبد العزيز وجهاً مألوفاً فقط على خشبة المسرح، بل انتقلت للعمل في التليفزيون من خلال أدوار ساهمت في شهرتها بشكل كبير، مثل أدوارها في مسلسل “ليالي الحلمية”، و “لا”، و”للعدالة وجوه كثيرة”، و”حديث الصباح والمساء”، و”الناس في كفر عسكر”، و”ابن الأرندلي”، و”حق ميت” و”الهروب”، و”سابع جار”، و”فلانتينو”، و”في بيتنا روبوت”.

 وكان آخر عمل تقدمه على الشاشة الصغيرة في شهر رمضان الماضي من خلال مسلسل “ملوك الجدعنة” مع الفنانين مصطفى شعبان وعمرو سعد.

وشاركت في عشرات الأفلام، منها “يا رب ولد” و”بئر الخيانة” و”بنات حارتنا” و”البوليس النسائي” و”صراع الزوجات” و”النوم في العسل” و”مبروك وبلبل” و”أسرار البنات”.

وحينما تقدمت عبد العزيز في العمر أخذت تؤدي أدوار الأم على الشاشة بجدارة، مثلما حدث في فيلم “آسف على الإزعاج” مع الفنان أحمد حلمي، و”لا تراجع ولا استسلام.. القبضة الدامية” مع الفنان أحمد مكي، و”قلب أمه” مع هشام ماجد، و”البدلة”، وكان هذا العمل هو الأخير لها على شاشة السينما، وجسدت من خلاله شخصية والدة الفنان تامر حسني، وتميزت بخفة ظلها، وكانت بصمتها واضحة فيه.

ورغم قرب دلال عبد العزيز من الكثير من الفنانين والفنانات، إلا أنها لم تكن صديقة مقربة سوى للفنانتين ميرفت أمين والراحلة رجاء الجداوي، وكانت صداقتهن قوية يشهد لها الوسط الفني كله.

وبعد وفاة الجداوي، عاشت حالة نفسية سيئة، ولم تكن تعرف أنها ستلحق بها بسبب نفس المعاناة مع فيروس كورونا، ليسدل الستار على تاريخ فني كبير قدمته، وساهم فيه إلى حد كبير أنها كانت زوجة الفنان القدير سمير غانم الذي توفي أيضاً بنفس الفيروس، ولم تكن على علم بوفاته، حيث أخفى عنها الأطباء وأسرتها الخبر، حتى لا تتأثر حالتها النفسية في ظل معاناة صحية استمرت حوالي أربعة شهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى