يرى البعض أن كلمات بلحول تعبر عن مشكلات الشباب الجزائري والحلول التي يلجأ إليها (تويتر)
أوقفت السلطات الجزائرية المغني الشعبي بديك بلحول، والمعروف باسم الشاب بيلو، على خلفية تأديته أغنية تضمنت إشارة للرئيس عبد المجيد تبون، وتحريضاً للشباب على الهجرة السرية وتعاطي المخدرات والاتجار بها.
وتضمنت الأغنية مقطعاً يقول “راني مغبون دارها بيا تبون” وتعني (أنا في وضع بائس، فعله بي تبون)، وفهم منه إساءة إلى رئيس الجمهورية، حيث تبدي السلطات حساسية بالغة في الفترة الأخيرة لأية إساءة للرئيس والمؤسسات الرسمية.
كما تضمنت الأغنية تحريضاً واضحاً على استهلاك المخدرات، بزعم مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب خاصة في الجزائر، حيث قال بلحول: “لا خدمة لا زدمة (لا عمل)، خلونا نبيع الزطلة” (دعونا نبيع المخدرات)، ويقول في جانب آخر منها: “دعوني نقتل عمري بالصاروخ (نوع من المخدرات المركزة)، والحلوى (نوع من المخدرات) والبيضاء (يقصد الكوكايين)”.
كما تضمنت الأغنية التي يؤديها المغني في الملاهي والأعراس، دعوة صريحة للهجرة السرية، حيث يقول في مقطع منها: “لا خدمة ولا زدمة، البوطي (القارب) والحرقة الهجرة”، وتعني (ليس لدي عمل، والحل هو ركوب قارب الهجرة السرية)، وهو ما أثار حفيظة السلطات التي أوقفته للتحقيق معه قبل إحالته على القضاء بتهم تتعلق بالتحريض على استهلاك المخدرات والهجرة السرية والإساءة للأخلاق الحميدة.
وكان المغني ذاته قد أثار قبل أشهر الجدل بعد نشره أغنية تحرّض على السياقة في حالة سكر، كما كانت فعاليات ثقافية قد استغربت إقدام سلطات ولاية وهران غربي الجزائر، على تكريمه بمناسبة اليوم الوطني للفنان.
وعلى الرغم من كلمات الأغنية؛ لم يجد بعض المعلقين حرجاً بإعلان التضامن معه، سواء انطلاقاً من مبدأ حرية التعبير، أو لخلفيات أخرى، وكتب الإعلامي حمزة عتبي على صفحته على “فيسبوك”: “قِلة قليلة يُعاتبونه (المغني) على عدم انتقائه كلمات نظيفة، بينما يراه آخرون صادقاً لأنه يُعبر عن حقيقة الواقع دون تزييف. وثمة من يصفه بالتمرد. ما جاء في أغنيته الأخيرة وانتقاده لتبون هو شعور سائد عند شريحة واسعة من المجتمع، وكلام يتردد بين الشباب. أما حديثه عن بيع الزطلة أو الحرقة فهي حلول يلجأ إليها الشباب بصفة تلقائية عندما يفقدون الأمل. لا شك أن السلطة لو تلاحقه بتهمة الإساءة إلى تبون ستقع في حرج. ومن غير المستبعد أنها ستفتش له عن تهمة أخرى حين تقرر سجنه”.
