صحة ورشاقة

الرضاعة الطبيعية.. خط الدفاع الأوّل للطفل

توصي منظمة يونيسف بتحصين المرضعات ضدّ كوفيد-19 (نوربرتو دوارتيه/ فرانس برس)

ينتهي، اليوم الجمعة، الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية 2021 الذي لم يشهد فعاليات كثيرة، على خلفية تفشّي فيروس كورونا الجديد الذي يمضي في عرقلة مناسبات عدّة كانت تحظى بأهميّة كبرى في الأعوام الماضية.

لكنّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية عمدتا إلى إحياء هذه المناسبة وإن بشكل محدود وبطرق مختصرة وسط جائحة كورونا، وشدّدتا على أنّ الرضاعة الطبيعية تمثّل حجر الزاوية في بقاء الرضّع والأطفال الصغار على قيد الحياة، فهي المصدر الأفضل لتغذية الرضّع وتعزيز نموّ أدمغتهم، فضلاً عن الفوائد الأخرى التي تستمر مدى الحياة لدى كلّ من الولد والأمّ.

وكان الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية هذا العام قد انطلق في الأوّل من أغسطس/ آب تحت شعار “حماية الرضاعة الطبيعية: مسؤولية مشتركة”، ليمثّل حملة توعوية من شأنها تذكير الجميع بأنّ هذا النوع من الرضاعة يوفّر أفضل بداية ممكنة في الحياة لكلّ طفل. وفي بيان مشترك، أفادت المنظمتان الأمميتان بأنّ ثمّة تقدّماً سُجّل في معدلات الرضاعة الطبيعية في العقود الأربعة الأخيرة، مع زيادة بنسبة 50 في المائة في انتشار الرضاعة الطبيعية الحصرية على مستوى العالم، لكنّ جائحة كورونا سلّطت الضوء على هشاشة تلك المكاسب. 

وفي دول عديدة، تسبّب تفشّي فيروس كورونا الجديد في اضطرابات كبيرة في خدمات دعم الرضاعة الطبيعية، مع زيادة مخاطر انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. وأفادت دول عدّة بأنّ منتجي أغذية الأطفال قد ضاعفوا من تلك المخاطر من خلال إثارة مخاوف لا أساس لها، تفيد بأنّ الرضاعة الطبيعية قد تنقل كوفيد-19 من الأمّ إلى ولدها، وعمدوا إلى تسويق منتجاتهم على أنّها البديل الآمن للرضاعة الطبيعية.

وفي سياق متصل، توصي “يونيسف” بتحصين النساء المرضعات بلقاحات مضادة لكوفيد-19 كما هي الحال مع البالغين الآخرين، من دون أن يعني ذلك التوقّف عن الرضاعة الطبيعية بسبب ذلك. كذلك توصي بضرورة تشجيع الأمّهات المصابات أو المشتبه في إصابتهنّ بكوفيد-19، على البدء بالرضاعة الطبيعية أو مواصلتها. وتشدّد المنظمة على وجوب إعطاء المشورة للأمّهات، ونصحهنّ بأنّ فوائد الرضاعة الطبيعية العديدة تفوق بشكل كبير المخاطر المحتملة بانتقال العدوى إلى المولود الجديد أو الرضيع.

وفي بيان منفصل، كانت ممثلة منظمة يونيسف في العراق، شيما سين غوبتا، قد أشارت إلى أنّه “في خلال هذه الجائحة الرهيبة، أكثر من أيّ وقت مضى، أصبحت مسؤوليتنا المشتركة، من خلال التزامنا وأفعالنا القوية والعمل المشترك، أن نعمل لضمان حصول جميع الأمّهات على الدعم والاستشارات الماهرة بشأن الرضاعة الطبيعية، وتمكينهنّ من إعطاء كلّ طفل رضيع وفي أيّ مكان أفضل بداية ممكنة للحياة”.

من جهة أخرى، أشار البيان المشترك بين “يونيسف” والصحة العالمية إلى أنّه مع اقتراب موعد قمّة النظم الغذائية المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل، ومؤتمر طوكيو للتغذية من أجل النموّ المقرر في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، سوف يتسنّى للحكومات وللمانحين ولمنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص الحصول على الفرصة للقيام باستثمارات والتزامات ذكية بهدف مكافحة أزمة الغذاء، عبر سياسات وبرامج وإجراءات أقوى.

وعلى الرغم من أنّ هذا النوع من الرضاعة هو عملية طبيعية، فإنّه ليس سهلاً دائماً، إذ تحتاج الأمّهات إلى الدعم والمساحة للقيام بذلك. وفي بيانها المشترك، أشارت المنظمتان الأمميتان إلى ضرورة توفير البيئات الصديقة للرضاعة الطبيعية للأمّ والطفل على حدّ سواء. ويشمل ذلك ضمان حصول العاملين في مجال الرعاية الصحية على الموارد والمعلومات التي يحتاجون إليها لدعم الأمّهات بشكل فعّال في هذا الإطار. كذلك ضمان سماح أرباب العمل للنساء بالوقت والمساحة اللذَين يحتجنَ إليهما من أجل الرضاعة الطبيعية، بما في ذلك إجازة مدفوعة الأجر للوالدَين وإجازة أمومة لمدّة أطول ممّا هي حالياً، وأماكن آمنة للقيام بذلك في مكان العمل، بالإضافة إلى توفير خدمات رعاية جيدة للأطفال وبأسعار معقولة وإعانات شاملة لهؤلاء وأجور كافية للوالدَين.

وتوصي “يونيسف” باعتماد الرضاعة الطبيعية الحصرية في خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، تليها الرضاعة الطبيعية المستمرّة بالتوازي مع الأغذية التكميلية المناسبة حتى بلوغ الطفل عامَين فأكثر، إذ إنّها خط دفاع قوي ضدّ كلّ أشكال سوء التغذية في مرحلة الطفولة، بما في ذلك الهزال والسمنة، وعدد كبير من الأمراض المعدية، فضلاً عن تعزيز العلاقة ما بين الأمّ وطفلها. كذلك تُعَدّ الرضاعة الطبيعية اللقاح الأوّل للأطفال، إذ تحميهم من عدد كبير من أمراض الطفولة الشائعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى