أسرة ومجتمعثقافةمدونتي

سيكلوجيا العلاقات بالفيزياء (الديناميكا الحراريه ج2)

الديناميكا الحراريه والفيزياء الكمية وعلاقتها بتصرفات العشاق

قد تكلمنا في مقال سابق عن قوانين الديناميكا الحراريه والفيزياء الكمية وعلاقتها بالمشاعر والوعي العاطفي و سيكلوجية العلاقات (الإعجاب , الوقوع في الحب , الإنفصال )

في سحابة الإحتمالات رغم أن بعض الأشياء أكثر إحتمالاً من غيرها .

فإن الحقيقة أن كل شيء محتمل , بل ومن الممكن وقد ثبت فعلاً بواسطة تجربة شهيرة . أن يكون الجسيم في مكانين في آن واحد .

لكن هذه الظاهرة مجرد عاقبة لإعمق الحقائق و أكثرها رعباً من بين ما أثبتته الفيزياء الكمية :

إزدواجية الموجة والجسيم

قد يتصرف كل شيء في الكون إما كموجة أو كجسم تحديداً , لا يستطيع الجسم الواحد سوى التواجد في مكان واحد في وقت ما .

وما يحدث في الحقيقة , إننا بينما لا نلاحظ الجسم يتصرف كموجة وتنتشر الموجة في كل أرجاء الفضاء المحيط به .

يمكنك أن تتخيله في صورة الجسيم المتجسد في تلك الموجة . المتواجدة في كثير من الأماكن في آن واحد .

وهذا لا يعني فقط أنه قد يكون في أي مكان في هذه المرحلة , بل يعني أيضاً إنه في كل هذه الأماكن في آن واحد .

في الواقع رغم أننا لا نستطيع أن نعرف مكان الجسيم تحديداً , إلا أننا نعرف امكانية إحتمال إيجاده في مكان معين

لو درست عدداً كافياً من الجسيمات , فيمكنك التأكد من أن الإحتمال صحيح دائماً , وبالمدى الطويل هو مضمون .

دراسة عدد كافي من الجسيمات , يشبه نوعاً ما دراسة نفس الجسيم عدداً كافياً من المرات .

وتزدنا العلاقات بفرصة دراسة الجسيم عدة مرات .

في اللحظة عينها التي نلاحظ بها الجسيم … تتلاشى السحابة وباقي الإحتمالات الأخرى .

فيكف الجسيم عن التصرف كموجة ويفعل فعلاً ماتراه .

يقال أن الفيزياء الكمية قد قضت على الحتمية العلمية , لكن هذا مجرد خطأ تقديري .

الإحتمالات يجب أن لا ننساها عنصر محدد على المدى الطويل , مثل أكثر القوانين دقة إنها مضمونة , وتتركك مجرداً من أي دفاعات .

في النهاية تضعك الإحتمالات في نصابك الصحيح . وخاصة حين لا تستطيع ملاحظة الجسيم الآخر .

يعيدنا هذا إلى القانون الثاني للديناميكا الحراريه ,

لإن إحتمالات حدوث كل شيء كما تريده فكرة سخيفة مقارنةً بعدم حدوث كل شيء كما تريده .

إحتمالات تواجد الجسيمات الأخرى حيث تريدها أن تكون سيظل دائماً ضئيلاً للغاية .

هناك ظاهرة كمية أخرى تشرح بشكل مثالي مايحدث حين ينفصل أي حبيبين بشكل مؤقت .

حين يجتمع جسيمان على سبيل المثال , ويشكلان نواة الذرة يظهر تشابك كمي . ويحافظ كلاهما على التكامل حتى لو إنفصلا .

أي أن رغم إنفصالهما آلا إنهما مازالا متصلين ببعضهما .

ولو قمت بقياس أحدهما , ستجبر الآخر على أن يصبح في الحالة الأخرى .

لا تنبئك حالة أحدهما بحالة الآخر فحسب , بل إن التلاعب بحالة أحدهما يؤثر على حالة الآخر أيضاً , ومهما بعدت المسافة بينهما .

الحالة التكاملية , لا تعني أن يكونا متطابقين , أتفهمون ؟

ونقصد بذلك أنه ما يؤثر في أحد الجسيمين يؤثر باآخر أيضاً و إن كان تم فصلهما , لكن بطريقة عكسية .

أي في حالة الإنفصال , عندما يكونا متقاربين من بعضهما فإن كان الجسيم الأول بحالة إيجابية فسيتحتم على الآخر أن يكون بنفس الحالة أيضاً .

وعند إنفصالهم فإن كان الجسيم الأول بحالة إيجابية سيتأثر الآخر سلبياً .

وكلما زادت حالته الإيجابية زادت حالة الجسم الآخر سلبية , أي يتأثر الجسيمين بشكل عكسي فيما بينهما بإختلاف المسافة .

التسارع والتمزق العظيم والإنسحاق الشديد !!

إتجه العلماء في فترة من الزمن إلى الإعتقاد أن الكون كان شديد الكثافة وبالغ في الضآلة أي أن كل الأجسام كانت في يوم ما متحدة ومتجمعة بعضها إلى بعض . إلى أن حدث الإنفجار الكبير .

و أعتقد البعض لفترة من الزمن أننا حالياً نتقابل ونتعارف ونقترب من بعضنا ونتلاحم إلى أن نعود إلى ما كناه سابقاً وما بدأعليه الكون سننصهر ونذوب ونلتحم مجدداً وسينتهي الكون إلى الإنهيار مجدداً فيما يعرف بالإنسحاق الشديد .

لكن اختلفت الأراء وتوصل العلماء في الآن الأخير أن الكون يتمدد , بل و إن ذلك التمدد يتسارع . لإننا نتباعد بسرعة متزايدة .

وسيولد عن ذلك تمزق كوني في الزمكان وذلك ما يدعى بالتمزق العظيم .

دعي هذا التسارع بالطاقة المظلمة , وذلك لأننا لا نعرف ما هيته فهو مازال لغزاً غامضاً لنا

وهذه الطاقة المظلمة التي تدعى بالتسارع , ما هي إلا قوة شديدة .

وتلك القوة التي تفصلنا ( تفصل ذرات الجسم الواحد عن ذرات الجسم الآخر ) هي نفس القوة التي جعلت من المستحيل إرتباط جسمين إنفصلا لسبب ما و رؤية الحقيقة كما هي .

إنها نفس القوة التي تدمر الحب وتدعم الأصدقاء و العلاقات العابرة العادية , القوة التي تجعلنا أنانيين و أشرار , خائنين , وغير مؤتمنين .

يقول العلماء أيضاً إن الطاقة المظلمة هي الخوف , أيضاً الخوف هو طاقة مجهولة غامضة , فمثلاً خوفك من حصول ماهو سيء , ماهو شر .

و أنا أقول إن الطاقة المظلمة في العلاقات هي الحاجة , فالحاجة سيئة للغاية , تجبرنا على خوض ماهو لا يدعمنا بل ويزيد من إحتياجنا ويقوي النقص بداخلنا .

لكن لا زال ينقصنا قانون لإنهاء رحلتنا في عالم علم العلاقات الفيزيائية وتطبيق القوانين الكونية .

الديناميكا الحراريه
الديناميكا الحراريه

المبدأ الثالث للديناميكا الحراريه :

لو نجحت في إنقاص الحركات الداخلية في النظام بشكل كامل , وصولاً إلى غياب الذبذبات أو الحركات .

ستصل إلى درجة حرارة معينة وتسمى بـ ” الصفر الملطق “

إنها الدرجة الحرارية التي تعادل -273 درجة مؤية .

ينبئنا القانون الثالث للديناميكا الحراريه أنه لا يمكن الوصول إلى الصفر المطلق , ومن أجل تبريد جسم ما في الصفر الملطق يجب أن تحقنه بقدر كبير من الطاقة .

حتى إنك في مرحلة ما معينة تقوم بتسخين ولو جزء بسيط صغير فقط من الجسم نفسه , مع الأسف لن ننسى أبداً بشكل كامل ولن نصل أبداً إلى تلك الحرارة التي يتوقف بها تذبذب ذراتنا حين نرى الجسيم الآخر ,

أي أنه مهما حاولنا أن نعيد العلاقة للشكل التي كانت به قبل الخيبة أو الخذلان مستحيل , وإن تم إغراق الجسيم بالإهتمام ليتم تبريد هذه الذكريات المؤلمة وتجميدها بالواقع لن نستطيع نسيان الذكريات المؤلمة بشكل قد يفوق 3 أضعاف من تذكر الذكريات المؤلمة .

وهناك أيضاً قانون أخر للديناميكا الحرارية قد غير نظرت العلماء وهو من أروع القوانين التي أكتشفت على الإطلاق .

وهو التطور , قد تتطور علاقة الجسيمات فيما بينها فينتج عنها تفاعل كبير يؤدي إلى توليد طاقات كبيرة وإنقسام في الذرات لتشكيل أجسام أخرى تربطنا ببعض .

وهذا ما يدعى حقاً في واقعنا بالحب الحقيقي .

سنتكلم عن هذا الموضوع في مقالات لاحقة

شكراً لحسن القراءة والمتابعة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى