صحة ورشاقة

الجزائر تستعد لإطلاق برنامج لنزع أعضاء المتوفين وإعادة زرعها للمرضى

26 ألف جزائري مصابون بالقصور الكلوي بنهاية 2020 (Getty)

أعلنت السلطات الصحية في الجزائر عن قرب اطلاق برنامج محلي لنزع الأعضاء من الأشخاص المتوفين سريرياً، لإعادة زرعها لدى مرضى بحاجة إليها، بعد موافقة الشخص نفسه قبل وفاته أو عائلته، ضمن مسعى يستهدف تطوير عمليات زراعة الأعضاء في الجزائر.

وقال مدير عام الوكالة الحكومية لزرع الأعضاء، البروفيسور حسين شاوش، في برنامج بثته الإذاعة الرسمية، أن اطلاق برنامج لنزع الأعضاء من الأشخاص الموتى سريرياً، يحتاج إلى جهود وعمليات تحسيس وتوعية المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء كفعل خير وفعل مواطنة، وأكد ضرورة تكاتف جهود التوعية بأهمية التبرع لإنقاذ حياة المرضى، والحاجة إلى توعية المواطنين، خاصة من طرف الأئمة في المساجد، مشيراً إلى أن السلطات ستطرح في المقابل سجلاً للامتناع عن التبرع بالأعضاء، يسمح للأشخاص الذين يرفضون نزع أعضائهم بعد وفاتهم، ما سيسهل عملية تحديد المتبرعين الميتين سريرياً.

وأوضح المتحدث أن نجاح هذا البرنامج سيسمح بإنقاذ حياة الآلاف من الجزائريين ومعافاتهم من بعض الأمراض، ويتيح استغلال أعضاء الأشخاص المتوفين سريرياً، كفعل خير لصالح أشخاص آخرين، مشدداً على توفر الكفاءات الطبية في الجزائر لإنجاز عمليات الزرع ناجحة، وقال “من الضروري أن يضع المواطن ثقته في الطبيب الجزائري، سجلنا خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية، زرع  أكثر من 100 عملية زرع كلى، وكل هذه العمليات كانت ناجحة بنسبة تقارب 99%”.

وكشف شاوش أن ما بين 400 إلى 500 عملية زرع كلى تجري في المستشفيات الجزائرية، فيما تبلغ الاحتياجات السنوية للمرضى في الجزائر من عمليات زرع الكلى، بحدود 1500 كلية سنوياً، مشيراً إلى أن السلطات الصحية لا تستطيع تأمين هذا العدد من طرف المتبرعين، لذا وجب تحسيس المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء بعد الموت، مشيراً إلى أن الجزائر تسجل نقصاً في مجال زراعة باقي الأعضاء على رأسها زراعة الرئة، والقلب والكبد، وهو ما يحتاج تكوين الأطباء وتهيئة مستشفيات متخصصة  في هذا المجال.

وكانت الحكومة الجزائرية باشرت منذ سنة حملة شرح ودعاية إعلامية للتحسيس بأهمية التبرع بالأعضاء، خاصة بالنسبة للأشخاص المتوفين، إذ أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن عمليات زرع الأعضاء، خاصة الكِلى، لا تزال قليلة جداً مقارنة مع عدد المصابين بالقصور الكلوي، والتي قدّر عددهم 26 ألف حالة وفق أرقام رسمية نشرتها وزارة الصحة بنهاية 2020، أي ما يعادل نسبة 12% من الجزائريين يعانون من الفشل الكلوي.

وتشير نفس الأرقام، إلى أن الجزائر تسجل ما يقارب الـ 3 آلاف حالة سنوياً، في مقابل 10 آلاف مريض في الجزائر ينتظرون دورهم لإجراء عمليات زرع الكلى، وأزيد من 23 ألفاً من المرضى يخضعون لتصفية الدم، أو الغسيل الكلوي.

وفي نفس السياق، أكد شاوش أن الجزائر تستورد القرنية، لإجراء عمليات جراحية تسمح بعلاج المرضى، وهو  ما يكلف الدولة الجزائرية أموالاً طائلة، في حين  يمكن توقيف توريد القرنية من الخارج، في حال الاعتماد على زرع قرنيات الموتى، وذكر أن السلطات الصحية جهزت كل الاحتياجات الضرورية للانطلاق في هذه الخطة، بما فيها تكوين أطباء عيون وتحديد مركز متخصص، قبل تعميم العملية على باقي المراكز في وقت لاحق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى