التلذذ بالفشل في العالم الرقمي – لماذا نستمتع بمشاهدة إخفاقات الآخرين؟
الوجه المظلم للمتعة الالكترونية
التلذذ بالفشل في العالم الرقمي…
في عالمنا الرقمي المليء بالمقاطع السريعة، ما عاد يكفينا نضحك أو نتأثر فقط… صرنا ننجذب لمحتوى غريب: فشل الآخرين. من فيديوهات “fails” الشهيرة، إلى مقاطع سقوط أحدهم أو إخفاقه في تجربة ما، نلاحظ أنّ هذا النوع من المحتوى يحصد مشاهدات بالملايين. بس ليش؟
متعة سرّية وراء فشل الآخرين
علم النفس بيسمي هالظاهرة بـ “الشماتة” (Schadenfreude) – وهي لذّة خفيّة بتنبع من رؤية شخص آخر يتعرّض لموقف محرج أو يفشل بمحاولة. بالعالم الواقعي يمكن منخجل نعترف فيها، بس بالفضاء الرقمي صارت عاديّة، وحتى ممتعة.
ليش منصير نحبها أكتر أونلاين؟
- مسافة الأمان: المشاهدة من خلف الشاشة بتخلينا نحس إنو نحنا بعيدين عن الموقف وما فينا نتأذى.
- شعور بالتفوّق: لما نشوف غيرنا عم يغلط أو يفشل، بيصير عنا إحساس ضمني إنو “نحنا أحسن” أو “كنا رح ننجح أكتر”.
- الفوضى المرئية: العقل البشري بينجذب للفوضى والمفاجآت، والفشل غالباً بيجي بشكل غير متوقّع ومضحك بنفس الوقت.
الجانب المظلم للقصة
المشكلة إنو الإدمان على هالمحتوى ممكن يخلي المتعة تتحوّل لشكل من أشكال التنمّر الرقمي، خصوصاً إذا صار في تعليق سلبي أو سخرية مبالغ فيها. هون بيصير الموضوع مو مجرد ضحك، بل تغذية لثقافة الاستهزاء.
هل المتعة غلط؟
مو بالضرورة. الاستمتاع بلحظة فشل عفوي ما بيجعلنا أشخاص سيئين، بس الفرق بيكون كيف منستهلك هالمحتوى؟ إذا صار غايتنا نضحك على الناس بدل ما نضحك من الموقف، هون بيظهر الوجه المظلم للمتعة.
🔑 الخلاصة:
إن التلذّذ بالفشل ظاهرة طبيعية بالعالم الرقمي، لكنها سلاح ذو حدّين. ممكن أن تكون وسيلة ترفيه بسيطة، ومن الممكن أن تتحوّل لأداة لتهشيم الآخرين. السؤال الأهم: إنت عم تضحك على الموقف… ولا على الشخص؟
كما ويمكنك أيضاً قراءة المزيد عما يلي:
- الوجوه المظلمة للمتعة النفسية في العالم الرقمي
- اللعب التدميري (Maldaimonic Game UX)
- الخيال المفرط (Hyperphantasia)
- السينستيزيا (Synesthesia)
- الأيداستيزيا (Ideasthesia)
- الوعي جزء من نسيج الكون
- إشارات الكون
- القانون الكوني للكارما
- أسرار الكون
- العشوائية , في الكون والطبيعة والحياة اليومية
- المهارات السبع لترويض النفس البشرية
- شاهد جمال الطبيعة وألذ الوصفات