ما هو التنمر الإلكتروني
التنمر الإلكتروني، المعروف أيضًا باسم التنمر عبر الإنترنت أو الإيموبليمنت. هو نوع من أنواع التنمر يحدث عبر وسائط الاتصال الإلكترونية مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. يتم تنفيذه بواسطة الأفراد الذين يستخدمون تلك الوسائل للتهديد والترويع والإساءة إلى الآخرين.
قد يتضمن التنمر الإلكتروني إرسال الرسائل المسيئة أو التهديدات عبر البريد الإلكتروني. أو نشر الشائعات الكاذبة والإساءات على منصات التواصل الاجتماعي، أو إنشاء مواقع وهمية للسخرية والتشهير بالضحايا. يمكن أن يتعرض الأفراد للتنمر الإلكتروني في مجموعة متنوعة من السياقات. بما في ذلك المدارس، وأماكن العمل، والمجتمعات عبر الإنترنت.
يؤثر على الضحايا بشكل نفسي وعاطفي واجتماعي. يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعزلة والقلق والاكتئاب، وتراجع الثقة بالنفس. وتأثير سلبي على العلاقات الشخصية والأداء الأكاديمي أو المهني للضحية.
من الجدير بالذكر أن التنمر الإلكتروني يعد نشاطًا غير قانوني في العديد من الدول. وقد تتخذ السلطات إجراءات قانونية ضد المتنمرين عبر الإنترنت. ينصح الأفراد الذين يواجهون التنمر الإلكتروني بالبحث عن المساعدة من الجهات المختصة مثل الشرطة أو مقدمي الخدمات على الإنترنت للتعامل مع المشكلة والحماية منها.
أنواع التنمر الإلكتروني:
1- الهجاء الإلكتروني: يشمل التنمر عبر استخدام لغة مهينة وإساءة الكلام في التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي. مثل المنشورات والتعليقات. قد يتضمن هذا النوع السباب العنصري والتحريض على الكراهية والتجريح الجارح الذي يهدف إلى التقليل من شأن الآخرين وإلحاق الأذى النفسي بهم. كما يمكن أن يتضمن التحرش الإلكتروني واستخدام كلمات مؤذية لتشويه صور الآخرين ومشاركاتهم على مثل هذه المنصات.
2- تنمر صناع المحتوى: عندما يستخدم شخص ذو صيت إلكتروني مهيب كمؤثر أو صانع محتوى السخرية أو التنمر على شخص آخر، يمكن أن يكون له تأثير كبير على الهدف نفسياً. ينشر تنمر صناع المحتوى العنصرية والكراهية والأذى النفسي. حيث يمكن لجمهورهم الكبير تضخيم التأثير السلبي على الفرد المستهدف، مما يؤدي إلى النبذ الاجتماعي والتلفيق بسمعته.
3- التنمر الجماعي (النبذ الإلكتروني): يكون هذا النوع غالبًا نتيجة للأنواع السابقة، حيث يتم استبعاد الشخص اجتماعياً في العالم الرقمي بعد حملات إلكترونية تؤثر على سمعته وتهينه وتبعده عن مجتمعه. قد يتضمن ذلك حظر الشخص من المشاركة في المجتمعات الافتراضية أو ألعاب الإنترنت وغيرها.
4- التجسس: يشمل هذا النوع من التنمر الأفعال المشينة التي تستخدم برامج وتطبيقات رقمية مصممة خصيصاً للتجسس على خصوصية الآخرين وانتهاكها وبعد ذلك يتم ابتزازهم أو تشويه صورتهم وإلحاق الأذى النفسي بهم وأضرار حياتهم الشخصية والمهنية والاجتماعية بأكملها.
5- الملاحقة الإلكترونية: يتمثل هذا النوع من التنمر في إرسال رسائل مضطربة باستمرار للشخص المستهدف بهدف التهديد والتحرش وإثارة الرعب، مما يجعل المستهدف يعيش في حالة خوف وقلق دائمين.
آثار التنمر الإلكتروني على الفرد:
- التنمر الإلكتروني يسبب تدني ثقة الفرد بنفسه وقلة احترامه لذاته. خاصةً عند تعرضه للسخرية بسبب مظهره أو ملامحه. يشعر الفرد بعدم جاذبيته ويشعر بالخجل، مما يجعله يتجنب التفاعل مع الآخرين.
- التنمر الإلكتروني يزيد من القلق والتوتر للضحية، ويجعله يشعر بعدم السعادة والحزن، مما يؤدي إلى الاكتئاب. الضحية قد يخاف من الحديث عن تعرضه للتنمر لتجنب السخرية من الآخرين.
- التنمر الإلكتروني يمكن أن يسبب آثارًا جسدية سلبية على الفرد، مثل الصداع والأرق وألم الصدر والأمراض الجلدية وغيرها. هذه الأمراض تؤثر على صحة الفرد وتقلل من احترامه لذاته. لذلك، من المهم التوعية بخطورة التنمر الإلكتروني وتعزيز ثقة الفرد بنفسه وصحته الجسدية.
- أفكار الانتحارية: يُشجّع التنمر الأفكار الانتحارية لدى بعض الضحايا، وهم يشعرون باليأس بسبب التعرض للمضايقات المستمرة عبر شبكة الإنترنت. يشعرون أن الموت هو المخرج الوحيد لهم من هذه المأساة.
آثار التنمر الإلكتروني على المجتمع:
- تطور وسائل التواصل الإلكتروني أثر على زيادة القلق في المجتمع، خاصة بين المراهقين، بسبب التنمر الإلكتروني. قد يؤثر ذلك على تفاعلهم وسلوكهم بشكل سلبي.
- تأثير على الأداء الأكاديمي والعاطفي والاجتماعي: تعرض الطلاب للتنمر الإلكتروني يمكن أن يؤثر سلباً على أدائهم الأكاديمي ويجعلهم يشعرون بالعزلة الاجتماعية والتوتر العاطفي.
يعتبر التنمر الإلكتروني تحديًا يواجهه المجتمع مع تطور التكنولوجيا والعصر الرقمي. يتطلب التصدي لهذه المشكلة وعيًا مستمرًا وجهودًا من المجتمع للحد منه وتقديم الدعم للضحايا.
عقوبة التنمرّ الإلكتروني
انه ليس جريمة بحد ذاتها. ولكن المتنمر يُعتبر مجرمًا عندما يقوم بمضايقة واضطهاد الضحية عبر الوسائل الإلكترونية. وندرج فيما يأتي عقوبة التنمر الإلكتروني:
قانون الحماية من التحرش 1997: يُعتبر التنمر الإلكتروني جريمة حالما يسعى المتنمر إلى التحرش ومضايقة الضحية، ويشمل ذلك إرسال بريد إلكتروني يسبب الضيق والقلق للضحية. يتم معاقبة المتنمر وفقًا لهذا القانون بالسجن لمدة تصل إلى 6 أشهر أو دفع غرامة مالية أو كلاهما. قد يتم فرض عقوبة أكبر إذا كان المتنمر يحاول ترويع الضحية واستخدام العنف ضدها، مما يؤدي إلى السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات بالإضافة إلى دفع غرامة مالية.
قانون الاتصالات غير اللائقة 1988: ينص هذا القانون على أن أي اتصال مسيء وغير لائق ويحتوي على تهديد أو معلومات كاذبة تُسبّب الضيق والقلق للضحية يُعتبر جريمة. في حال إدانة المتنمر بارتكاب هذه الأفعال، يُحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى 6 شهور أو بدفع غرامة مالية تصل إلى 5000 جنيه استرليني أو كلاهما.
بشكل عام، يجب على المجتمع أن يكون يقظًا ويأخذ على محمل الجد خطورته وآثاره الضارة.ويعمل على تطوير التشريعات والقوانين لمكافحة هذه الظاهرة وحماية الضحايا.
إقرأ المزيد عن :
تجارب و قصص تواصل الارواح قبل الولادة
رأي الإسلام بالحياة قبل الولادة