فن ومشاهير

محمد رمضان… أبعد من مسار الجائزة

شأن رمضان هو شان معظم “المغفلين” الذين يكذبون ثم يصدقون للحظة “الكذبة” (فيسبوك)

ليست المرة هذه الأولى التي تختار فيها مؤسسة أو شركة لبنانية مجموعة من الفنانين لتكريمهم. لكنها المرة الأولى التي تخرج فيها جائزة AFDAL عن إطارها المحلي الضيق، وتتجه لتكريم فنانين عرب. تتسابق وسائل إعلام لبنانية على “اختراع” أو تأسيس ما يسمى بحفل جوائز فنية، حال هؤلاء هو البحث عن مكان لهم تحت الأضواء بنيّة الشهرة أو تحصيل المال.

قبل عشرين عامًا، أطلق طبيبان لبنانيان، زاهي وفادي حلو، ما يُعرف بـ”جائزة موركس دور”، استهلكت الجائزة نفسها على مدار عشرين عامًا، ونالت انتقادات واسعة، لكنها لا تزال تُشكل بالنسبة لبعض الفنانين نقطة ضعف، إذْ يسعى كثيرون للفوز بها، على الرغم من فقدانها لقيمتها المعنوية، بسبب الاتهامات التي تطاولها والكلام عن بدل مالي يدفعه المكرمون للجنة الجائزة.

كل هذه التفاصيل، تحملنا لمجموعة من المواقف التي رافقت سنوات العرض والطلب على الجوائز الفنية اللبنانية، حتى نصل إلى ما قام به منظمو جائزة AFDAL منذ أيام، واختيار الممثل محمد رمضان لمنحه “الدكتوراة الفخرية” والسعي من وراء ذلك لكسب الضوء وإثارة الجدل، عربياً هذه المرة. والواضح أن الجدل وحتى سحب وحتى التشكيك بالجائزة لم يحرك ساكنًا لدى رمضان. رمضان نفسه اكتفى في النهاية بنشر صورة تجمعه ونجله في طائرة خاصة، عائداً من بيروت إلى القاهرة.

عام 2015، منحت جائزة “موركس دور” رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة، جائزة فخرية، لا شيء يربط أبو هشيمة بعالم الأضواء والشهرة سوى أنه طليق المغنية اللبنانية هيفا وهبي. أثار فوزه بالجائزة تساؤلات حول علاقة رجال الأعمال بعالم الفن والجوائز الخاصة بالغناء أو التمثيل. لكن ما لم يكشف للعلن هو التأكيد يومها على معلومات تجزم بأن أبو هشيمة قرر دعم مهرجان “موركس دور” بمبلغ مالي، ما استدعى تكريمه. “الدعم المالي” يتحول إلى “تلطيف” لعبارة “شراء الجائزة” ويدخل في إطار الرعاية التجارية التي تنشدها مثل هذه الفعاليات، لتأمين نشاطها السنوي.

ليس في تكريم الممثل محمد رمضان مُشكلة، ربما يستحق رمضان كممثل الثناء والتكريم على موهبته، لكن المشكلة تكمن في القائمين على الجائزة، ومصالحهم الضيقة، فماذا يعني أن يمنح ممثل عربي جائزة “النادي الثقافي الألماني”؟ وما علاقة هذا النادي بمجموعة المقترحات أو الترشيحات لمهرجان فني؟

الحقيقة تكمن في أن بعض المسؤولين عن هذه المهرجانات يعمدون إلى السير في طريق تتقاطع ومصالح أشخاص دخلوا لعبة الجوائز واعتمدوا على قاعدة البيع والشراء لمن يريد، وغاب عن ظنهم أن الحقائق باتت تُكشف ببساطة خصوصاً مع تطور وسائل الاتصال والمواقع.

لم يخطئ محمد رمضان في مجيئه إلى بيروت، هو لا يعرف أصلاً ما يُعدّ له، عرف فقط، أنه سيحمل جائزة، ليزيد من رصيده وحضوره، أقله على مواقع التواصل كونه مقتنعا بأن متابعيه يتخطون الملايين لا بل “المليارات”، بحسب تصريحاته من بيروت. لكن شأن رمضان هو شان معظم “المغفلين” الذين يكذبون ثم يصدقون للحظة “الكذبة” وبالتالي ليس أمامهم سوى مواجهة وجه الحقيقة والعودة إلى حجمهم الطبيعي وبيد فارغة دون شهادة ولا جائزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى