فن ومشاهير

ختام اللحام: كل ممثّل في العمل بطلٌ في دوره

اللحام: الدراما اللبنانية تواصل تقدّمها ولا ينقصها سوى الدعم المادي (العربي الجديد)

تُعتبَر الممثلة اللبنانية ختام اللحام من الممثلات الأكثر حضوراً على الشاشة من بنات جيلها. هي التي نقلتها الصدفة أواسط الثمانينيات من العمل في الكواليس إلى الوقوف أمام الكاميرا.

راكمت خبرةً طويلةً ومتنوّعة في عالم التمثيل على مدى أكثر من 35 عاماً برزت خلالها في الدراما المحلّية وعدد كبير من الأعمال العربية المشتركة. وتستعدّ للمشاركة في مجموعة أعمال درامية وسينمائية جديدة تكشف عنها في هذا الحوار الخاص الذي أجرته معها “العربي الجديد”. 

الممثلة التي حضرت بقوّة في الأجزاء الأربعة لمسلسل “الهيبة” بشخصية “أم شاهين” (الذي لعب دوره النجم اللبناني عبدو شاهين)، قدّمت خلال مشوارها التمثيلي نماذج مختلفة لشخصية الأم، قد تكون الأم الصلبة والعصامية هي الأبرز من بينها. بالنسبة لها: “مهما اختلفت سِمات الشخصيّة بين الصلابة والمرونة أو القسوة والحنان تبقى الأم أماً بعاطفتها، حتى وإن لم تعرف كيف تعبّر عن هذه العاطفة بطريقة إيجابية أو صحية لأولادها. فنماذج الأم التي لعبتُها كانت مختلفة جداً في مضامينها وأبعادها، ولكلّ منها خصوصيتها الشديدة لأن الأمومة هي جزء من هوية الشخصية، ولكن كينونتها كإنسانة هي نتيجة ظروفها وبيئتها والماضي الذي كوّن وعيها وهويتها”.

هذا الغوص في خلفيّة الشخصيّات وماضيها لطالما شغل ختام اللحام التي عملت في بداياتها خبيرة تجميل ومكياج في تلفزيون لبنان في أوائل الثمانينيات وكانت تقرأ النصوص الدرامية لتفهم كل شخصية قبل أن تضع لها المكياج المناسب للمشهد الذي تؤدّيه. في حينها لم يكن يخطر في بالها أنها ستصبح بدورها ممثلة، ولكن تغيّب بطلة مسلسل “وقالت العرب” عام 1986 كانت الصدفة التي جعلت المخرج سمير درويش يستنجد بها للحلول مكان بطلته الغائبة وإنقاذ الحلقة التلفزيونية التي تشاركتها اللحام في حينها مع الممثلين الراحلين ليلى كرم وماجد أفيوني.

واليوم ما زال التعمّق في النص بالنسبة إلى اللحام هو الأساس في فهم الشخصية جيّداً وأدائها بشكل مقنع على الشاشة، وهي ترى أن لكل “كاتب أو كاتبة تعاملت معهم نفساً خاصاً في رسم الشخصيّات وتكوين هويتها وأنا أعتزّ بالتعامل مع مجموعة كبيرة من الكتّاب مثل شكري أنيس فاخوري ومنى طايع وكلوديا مرشيليان وسواهم ممن منحوني فرصاً ثمينةً للعب شخصيّات متنوّعة ومعقدّة وأنا أشكرهم جميعهم على ثقتهم بي”.

وبعد تعاون مستمر مع الكاتبة كلوديا مرشيليان تستعدّ اللحام حالياً للمشاركة في مسلسل جديد من كتابة مرشيليان بعنوان “راحوا” من إخراج وإنتاج نديم مهنا، يدور حول قضايا حسّاسة ومعقدة من صلب المجتمع اللبناني ويلعب فيه دور البطولة الممثلان كارين رزق الله وبديع أبو شقرا إلى جانب مجموعة من الممثلين اللبنانيين.

وتؤكّد اللحام أن هذا المسلسل الذي أدّت الفنانة نانسي عجرم شارة بدايته بصوتها “هو عمل اجتماعي سيلامس كل الناس وهو لا يتناول مأساة الطائرة الإثيوبية بحسب ما تردّد سابقاً، بل يتناول مجموعة قضايا ضمن قالب مشوّق ومختلف، وأنا أؤدي فيه دور أم تواجه هي وعائلتها معاناة صعبة ستنكشف تفاصيلها تباعاً ضمن سياق درامي تصاعدي”.

وترى أن تعاونها المتكرّر مع مرشيليان هو “مصدر سعادة واعتزاز لي فهي دائماً تفاجئ الناس بالقضايا التي تطرحها والتي تتجرّأ على تناولها مهما كانت صعبة أو حسّاسة. والتعاون مع المخرج نديم مهنا كان ممتازاً واحترافياً جداً. وقد شعرنا أثناء التصوير بأننا عائلة واحدة بفضل تعامله الراقي مع الممثلين واحترامه وتقديره لهم”.

من جهة أخرى تصوّر اللحام حالياً مشاهدها ضمن مسلسل “لغز الأقوياء” الذي تصفه بـ “العمل الجميل جداً، وهو للكاتبة جويل سليم مغامس الموهوبة جداً والتي تخوض تجربتها الأولى في مجال الكتابة الدرامية. وعلى عكس المعتاد في الإنتاجات العربية المشتركة سيكون هذه المرّة البطل لبنانياً وهو كارلوس عازار والبطلة سورية وهي الفنانة ريم نصر الدين. وأنا أحيي جميع الممثلين الزملاء المشاركين في هذا العمل لأنهم فعلاً يقدّمون أداءً رائعاً تحت إدارة المخرج إيلي الرمّوز الذي يضيف بدوره لمساته الخاصة ليخرج المسلسل بمستوى فنّي عالٍ”.

وتخوض الممثلة المخضرمة الموسم الرمضاني المقبل من خلال مشاركتها في مسلسل “للموت” من تأليف نادين جابر وإخراج فيليب أسمر وإنتاج جمال سنان في عمل تصفه “بالقوي جداً بطرحه قضايا اجتماعية مهمّة بطريقة جديدة وبوجود مجموعة من النجوم المشاركين فيه من لبنان والعالم العربي ومن بينهم دانييلا رحمة وباسم مغنية وخالد القيش وصباح الجزائري وغيرهم”.

أما سينمائياً فتشارك اللحام في فيلم “ولا غلطة”، من إخراج سعيد الماروق وكتابة فؤاد يمّين ورامي عوض، وتقول: “الفيلم من نوع الكوميديا الخفيفة، وأؤدي فيه دور والدة الفنان زياد برجي وهو من الأعمال المميزة التي سيحبّها الجمهور، ودوري فيه جديد من نوعه، ولم أؤدِّ مثيلاً له سابقاً وأتوقّع أن يفاجأ الناس كثيراً بالشخصية التي سألعبها”.

وترى اللحام أن “الدراما اللبنانية تواصل تقدّمها صعوداً منذ 15 عاماً، ولم يكن ينقصها سوى الدعم المادي فالطاقات موجودة من كتّاب ومخرجين وممثلين وكوادر مهنية واليوم مع بروز أكثر من جهة إنتاجية على الصعيد المحلّي، أصبحت الدراما اللبنانية رغم صعوبة الظروف الراهنة أكثر انتشاراً وثبّتت مكانتها على الخريطة الدرامية العربية على أمل أن تتحسّن الأمور في المستقبل لتزدهر مختلف القطاعات الإنتاجية التي تعاني في البلد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى