فن ومشاهير

حصاد الصيف الغنائي: تراجع وانتظار

نجوى كرم في مهرجان جرش (خليل مزرعاوي/فرانس برس)

تحاول الفعاليات الفنية في العالم العربي العودة بعد انقطاع دام قرابة سنتين، بسبب انتشار فيروس كورونا في العالم.
قبل أشهر قليلة، عانى الأردن والمغرب وتونس حالات من الخوف بعد انتشار المرض بشكل كبير، ليعود الهدوء وتخف الإصابات، تزامنًا مع حملات التلقيح التي لا تزال مستمرة، ما دفع مجموعة من منظمي المهرجانات للعودة إلى العمل، واستغلال ما تبقى من فصل الصيف لتنظيم هذه الفعاليات.
لم يكن مشهد الإصدارات الغنائية هذا الصيف مغريًا، ولم يحمل إضافات تستحق الوقوف عندها كثيراً. مجموعة من الأغاني المنفردة استحوذت على متابعة واستماع الناس عبر المنصات والمواقع الخاصة بالتحميل. حسين الجسمي كان جيداً في حصوله على موقع متقدم في ثلاث أغان أصدرها هذه السنة، وكذلك وائل كفوري الذي حقق تقدمًا ملحوظًا عبر أغنيتين فقط، ولم يبخل فضل شاكر على متابعيه في إصدار باقة من الأغاني التي لقيت رواجًا سريعًا، وحققت نسبة مشاهدة عالية على يوتيوب. وتحاول شركة روتانا استمالة شاكر في الانضمام إليها مجدداً، ويبدو أن بداية الاتفاق النهائي ستكون بداية السنة المقبلة.
تصدّر مهرجان “جرش” في الأردن المشهد الأسبوع الماضي. ورغم تفاوت حضور الجمهور على المدرجات التاريخية، أثبتت الدورة الأخيرة للمهرجان أن بعض الفنانين لا يزالون يحققون حضوراً كبيراً من خلال الحفلات المباشرة.

نجوم وفن

التحديثات الحية

الفنانة ماجدة الرومي عادت إلى جرش بعد غياب أكثر من عشرين عامًا. وكالعادة، لم تسعَ الرومي إلى التطوير أو التجديد على المسرح، على الرغم من الجمهورالكبير الذي شهد عرضها. اكتفت الرومي بحفل تقليدي، بسيط، من دون أي جديد، لا على الصعيد الموسيقي ولا في أدائها وصوتها الذي خانها، وظهر ذلك واضحًا من خلال الفيديوهات التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر من ذلك، عدم سعي الرومي لتقديم ما هو جديد في حفل يفترض أن يؤرخ بعد هذا الغياب عن الأردن، الذي ساهم في نجاح الرومي نهاية الثمانينينيات والتسعينيات.
ولم يكن حفل المغني السوري جورج وسوف أفضل حالاً من زميلته ماجدة الرومي. فرغم أعداد الحاضرين، كان هناك غياب تام عن تقديم أي جديد غنائي لأبي وديع الذي خانه صوته هو أيضاً، بسبب سوء وضعه الصحي، ومغالاته في الغناء بطريقة تبدو منفرة.
يصح القول إن حفل المغنية اللبنانية نجوى كرم في “جرش” يعتبر الأكثر نجاحًا. كرم لم تغب كثيراً عن الحفلات ولا عن النشاطات خلال فترة كورونا، بل تخطت في عملها العقبات لسبب بسيط، وهو سيطرتها على مساحة لونها الشعبي في الغناء اللبناني، بدليل تفاعل جمهور جرش معها بطريقة بدت أكثر حماسًا من تفاعله مع زميلتها الرومي، وكذلك “مذاكرة” أو تنبّه كرم جيداً لأجواء الحفل المسرحي، عن طريق “الإضافات” التي تتقنها من خلال التناغم التام بينها وبين فرقتها الموسيقية، والقبض على عامل الوقت المخصص للسهرة، بتنسيق موسيقي تسبقه “بروفات” متواصلة، والثقة في دفع الحضور إلى التفاعل في حال حاول الإفلات دقائق من “نجمة” المهرجان.

هكذا بدت الصورة المختصرة لواقع غنائي عربي يعاني هو الآخر من تداعيات وأزمات، يلزمه متسع من الوقت ليعود إلى طبيعته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى