تكنولوجيا

الألعاب الإلكترونية ترفع شعار التطبيع مع «المثلية الجنسية»

كتبت: دينا درويش
مشهد فى فيلم وأيقونة فى لعبة تتسلل إلى ذهن طفلك لتشكل البداية من أجل خلق جيل يدعم المثلية الجنسية، هذا هو ما تسعى إليه شركة ديزنى وبعض الألعاب الإلكترونية من خلال إنتاج رسوم متحركة وتحويل الشخصيات الإلكترونية التى تظهر فى أفلام ومسلسلات الكارتون الخاصة بنهاية العام الحالى إلى شخصيات مثلية، أما فى مجال الألعاب الإلكترونية فبعضها بدأ فى إضافة علم المثليين مع صور أبطال اللعبة، ووضعه كجائزة عند اجتياز بعض المراحل، هذا بخلاف الألعاب الحسية مثل لعبة pop it وهى تساعد على التركيز والإدراك، والتى أصبحت بألوان قوس قزح تشجيعا على المثلية أى بمثابة دس السم فى العسل من أجل أن يشعر الطفل بأن ما يشاهده طبيعى وبالتالى لا مانع من ممارسته، كيف نواجه هذا المخطط ونحمى أطفالنا  من هذه المحاولات للتأثير عليهم والتطبيع مع هذه الكوارث الأخلاقية التى تتسلل إليهم يوميًا بصورة ناعمة؟.

غزو الـ rainbow
وبعد التقدم التكنولوجى الرهيب لم تعد الأفلام الكارتونية والألعاب الإلكترونية تسهدف الترفيه فقط كما كانت فى الماضي، بل أصبح لها هوية وفكر تسعى لإيصاله للمشاهدين والمتابعين واللاعبين، ومن خلال إضافة بعض المشاهد والشعارات التى تحمل ألوان قوس قزح أو الرينبو أصبحت هذه الأفلام والألعاب تهدف لتكوين هجمة شرسة لتدمير أخلاق أطفال المجتمع العربي.

وتقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن العولمة تدخل لذهن وعقول الأطفال والشباب بطرق غير تقليدية من خلال الألعاب الإلكترونية والأفلام الكارتونية لتبث فيهم القيم والمفاهيم المغلوطة والتى لا تتفق مع المجتمعات العربية والإسلامية، والكارثة الحقيقية أن هذا الجيل يعانى من غياب الرقابة لأن الأباء والأمهات يعملون معظم الوقت ويقضون أوقات فراغهم بصحبة أصدقائهم، ويتركون الأبناء فريسة لهذه الأمور المدمرة، وبدون وعى يجد الأطفال والمراهقون ما يرونه طبيعيا ويبدأوا فى ممارسته.
وتضيف أن الإعلام المرئى ابتعد تماما عن دوره الأساسى فى نشر الوعى والثقافة والهوية والدين والوطن وهى كارثة حقيقية لأن الجمهور أصبح 65% منه شبابا، وأصبح الإعلام يلهث وراء القضايا الخاصة بالفنانين وحياتهم الخاصة، وهذا يدل على «خيبة المعلومات والثقافة» وعدم القدرة على التوازن والحفاظ على الهوية حيث إنه كانت مصر ثم كان التاريخ، وفى الماضى كان هناك منتجون متميزون مثل آسيا والتى قدمت روائع سينمائية مثل صلاح الدين الأيوبى وشادى عبد السلام الذى قدم المومياء، لذا لابد من وجود برامج أطفال ذات وعى مصممة لخلق جيل يعرف قيمة بلده ويحافظ على عاداته وتقاليده، وإعادة النظر فى المحتوى المصرى الموجه للأطفال، ولابد من إعادة تقييم المحتوى الفنى والدرامى وتوجيهه من خلال فكر جديد يحافظ على الهوية المصرية، وعدم ترك الجبهة التثقيفية التوعوية لمن لا يملك الوعى والثقافة والدين لأن العالم يقوم على الفكر والثقافة، ومصر نجحت فى حربها على الإرهاب وتحتاج الآن للالتفات والتركيز لهذا الخطر القادم.

وقوع الكارثة
ويقول الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى أن للأسف الآباء والأمهات فى الوقت الحالى لا يستوعبون خطورة ما يشاهده أطفالهم أو مدى التأثير السيئ للألعاب والأفلام الكارتونية ودعمها للمثلية الجنسية إلا بعد وقوع الكوارث، وعند إذاعة الكارتون أو ممارسة الألعاب الإلكترونية يترسخ ما يشاهده الطفل فى الخلفية الذهنية لديه، ويبدأ عقله فى التعامل مع ما شاهده على أنه أمر طبيعى خاصة فى عمر الـ 12 والـ 13 عاما، ويتجه الطفل مع الوقت لممارسة ما شاهده، ويبدأ المرضى فى استغلال الأطفال وإقناعهم بالقيام بهذه الأفعال الشنيعة.

العلاقة بين الطفل ووالده
ويضيف أن الثقافات الغريبة وعدم التواصل بين الأب والأم والأبناء وغياب الرقابة الأسرية سيؤدى لكوارث، والحل فى الوعى وفتح قنوات للتواصل مع الأبناء ومتابعة الألعاب والفيديو والكارتون الذى يشاهده الأطفال، والانتباه إلى أن الطفل يلجأ للقيام بهذه الممارسات فى حالة الحرمان العاطفى وخاصة إذا كانت علاقته بوالده سيئة، وكلما كان العلاقة بين الأب وأطفاله سيئة يتجه الأطفال لهذه الأفعال الشنيعة، إذا فعلاقة الطفل القوية والسليمة بوالده هى المفتاح لحمايته مما يشاهده ورفضه للخضوع لأى شخص يستغله لممارسة هذه الأمور، وعلى كل أب وأم الإنتباه إلى أن حماية الطفل تكمن فى التقرب منه ومصادقته والاطلاع على ما يفكر به وشرح القيم السليمة له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى