تكنولوجيا

“إنترنت إكسبلورر”: ريادة فنكتة فزوال

يثير المتصفح سخرية المستخدمين (أفيشيك داس/Getty)

أعلنت شركة “مايكروسوفت“، نهاية الشهر الماضي، عن نهاية زمن متصفح الويب التاريخي “إنترنت إكسبلورر”، منتصف يونيو/ حزيران من العام المقبل، لصالح متصفحها الأحدث “مايكروسوفت إيدج“. جاء ذلك بعدما هجر عدد كبير من مستخدمي محرّك البحث هذا الذي دخل الخدمة قبل أكثر من 25 عاماً واعتمدوا بدلاً منه منافسيه المولودين في سيليكون فالي “كروم” (من “غوغل”) و”سافاري” (من “آبل”). يستحوذ متصفح “كروم” من “غوغل” على نحو 65 في المائة من حصة السوق العالمية، وفقاً لـ”ستاتس كاونتر”. ويأتي في المرتبة الثانية بنحو 19 في المائة من السوق (في نيسان/ إبريل 2021)، متصفح “سافاري” من “آبل”، المتوافر على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى التي تنتجها. ويحتل “فاير فوكس” من “موتزيلا فاونديشن” و”إيدج” المركزين الثالث والرابع (3.59 في المائة و3.39 في المائة).

وأشارت “مايكروسوفت” إلى أن 15 حزيران/ يونيو 2022 هو التاريخ الذي لن يتوافر بعده أي دعم فني لـ”إنترنت إكسبلورر”. وقالت شركة المعلوماتية العملاقة عبر مدونتها إنّ “مستقبل (إنترنت إكسبلورر) على (ويندوز 10) هو (مايكروسوفت إيدج)”. وعددت الشركة مزايا متصفحها الآخر “إيدج”، مشددة على أنه “أسرع وأكثر أماناً ويوفر تجربة تصفح أكثر حداثة”، إضافة إلى كونه “متوافقاً مع مواقع الإنترنت والتطبيقات الأقدم”.

25 عاماً كان فيها “إكسبلورر” رائداً قبل أن يتم إهماله

يومها، نشر عدد من مستخدمي الإنترنت رسائل تعزية، معلنين نهاية حقبة كان فيها “إنترنت إكسبلورر” هو المتصفح الرائد، إلى حين أصبح محور النكات المتداولة عبر الإنترنت لسنوات، حيث كان يسخر المستخدمون من بطء المتصفح وقدمه وعدم قدرته على مواكبة المستجدات، بربطه بأحداث يومية في حياتهم. فقد ظلّ المتصفح يتهم بالفشل وظل محل سخرية لسنوات طويلة، فلماذا فشل؟

في مقال له عبر موقع “ذا كونفرسيشن“، كتب المحاضر في جامعة “ساوثرن كروس” فين بوي قائمة من الأسباب المحتملة التي أدت إلى نهاية هذا المتصفح الشهير. لم تكن متصفحات “مايكروسوفت” دائماً لاعباً صغيراً. عندما كان الويب في مهده، كانت الشركة هي الرائدة في السوق. قبل وجود متاجر التطبيقات، أو 5G، أو حتى أجهزة الكمبيوتر الشخصية المنتشرة، كانت هناك أجهزة كمبيوتر كبيرة ذات أنظمة تشغيل “غير ودية” تستند إلى Unix تم تطويرها في السبعينيات. وكانت هذه الأنظمة لا تهتم بالجانب البصري أو بسهولة الاستخدام. في المقابل، ركزت “مايكروسوفت” على الأجهزة الشخصية والتصميمات اللطيفة وواجهة المستخدم الأسهل.

عندما حل “إنترنت إكسبلورر” عام 1995، عززت “مايكروسوفت” نفسها في طليعة العالم الرقمي. لكن بعدما اكتسبت سمعتها، توقفت “مايكروسوفت” عن دفع تطوير “إكسبلورر”، وبدأت في المغامرة في مكان آخر، باستمرار تحسين “ويندوز” ولكن ليس متصفح الويب الخاص به. هكذا صار المتصفح متأخراً عن تقديم ابتكارات، مثل التصفح المبوب وأشرطة البحث، فسقط في التقادم.

ثم كانت هناك مشكلة التوافق عند بعض متصفحات الويب. فمن المرهق والمحبط قضاء ساعات في تلميع صفحات الويب، ثم لا تعمل بشكل صحيح على بعض المتصفحات. سيكون ذلك سبباً في التوقف عن استخدام المتصفح بالتأكيد. وهذا القلق امتد إلى مطوري “مايكروسوفت” الداخليين، فصاروا لا يتعاملون بشكل جيد مع “إنترنت إكسبلورر”، لذلك قد لا تعمل المواقع بشكل جيد معه حتى لو كانت تعمل جيداً على المتصفحات الأخرى.

ونظراً لأن “مايكروسوفت” فقدت اهتمامها بالتأكد من استمرار “إكسبلورر”، فقد نقلت انتباهها إلى متصفحها الجديد “مايكروسوفت إيدج”، وهو الذي سيبقى في زمن ما بعد “إكسبلورر”. في عام 2020، كان أكثر من ثلثي زيارات جميع مواقع الإنترنت يتم عبر الموبايل. بات يعد المتصفح الذي يمكنه المزامنة عبر مواقع ومنصات متعددة ضرورياً. 

وفي عالم أجهزة “آبل” و”أندرويد”، يبدو مصطلح “ويندوز فون” قديماً. انتهى دعم نظام التشغيل لهواتف “ويندوز” في عام 2017. ويبدو واضحاً أن “إكسبلورر” فشل في مواكبة العديد من الطرق. وعلى الرغم من نجاح أجهزة “سورفيس” اللوحية، فشلت “مايكروسوفت” في الحفاظ على موطئ قدم لها في سوق الهواتف الذكية، وهو ما قد يفسر عدم رغبتها في الاستمرار بتطوير “إكسبلورر”. أو ربما يكون الأمر على العكس من ذلك، وطريقة “إكسبلورر” هي السبب في عدم استخدام أي شخص لهاتف “ويندوز”. لكن المحصلة النهائية، يقول “ذا كونفرسيشن”، هي أن “إنترنت إكسبلورر” يفتقر إلى التنوع الذي يحتاجه المستخدمون المتمرسون في الويب، وكذلك المستخدمون غير البارعين. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى