صحة ورشاقة

تسمّم في ريف دمشق

لم يختلف الوضع في الغوطة الشرقية عمّا كان عليه في أيام الحصار (عبد المنعم عيسى/ فرانس برس)

شهدت مناطق عدة في محافظة ريف دمشق (تحيط بالعاصمة دمشق من كلّ جهاتها) حالات تسمّم عدة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى شبكات مياه الشرب، الأمر الذي بات مقلقاً في ظل الإهمال المستمر من قبل الجهات المسؤولة التابعة للنظام السوري، التي تتقاعس عن إيجاد حلول جذرية وخصوصاً مع تكرار مثل هذه المشاكل، في المحافظة التي تبلغ مساحتها نحو 18 ألف كيلومتر مربع، وكانت تضمّ قبل الثورة عام 2011، نحو 3 ملايين نسمة. 

قضايا وناس

التحديثات الحية

ويتحدّث الناشط في بلدة سعسع تركي السويد، لـ”العربي الجديد” عن أزمة المياه التي تعيشها البلدة منذ سنوات، حتى قبل بدء الثورة، لافتاً إلى ظهور حالتي تسمم في تلك الفترة نتيجة تلوث المياه. ويقول إن الجهات المسؤولة والتابعة للنظام السوري لم تكن تهتم بالمطلق بنظافة المياه وصيانة شبكاتها، علماً أن شبكات مياه الصرف الصحي في البلدة لم تخضع للصيانة أو التوسعة منذ سبعينيات القرن الماضي. ويقول السويد: “تسرّبت مياه الصرف الصحي إلى شبكة مياه الشرب مرتين قبل عام 2011. بعد ذلك، تغير لون مياه الشرب وباتت صدئة. واللافت أن تعيين مدير مؤسسة المياه في البلدة يعتمد على المحسوبيات. حالياً، المسؤول عن مؤسسة المياه هو مدرس في المرحلة الابتدائية وليس ملماً بهذا القطاع، على الرغم من وجود مهندسين متخصصين، عازياً الأمر إلى القسمة العائلية. يضيف: “كنا نطلق مبادرات لتنظيف خزانات المياه نتيجة إهمال الجهات المسؤولة. ويحصل أن يتجمع متطوعون من أهالي البلدة وينظفوا الخزانات، لتصبح المياه صالحة للشرب بعدما تكون قد أهملت لوقت طويل. في البلدة (سعسع) ثلاث آبار لضخ مياه الشرب. وحالياً، العمل جارٍ لحفر بئر رابعة، على أمل أن يكون هناك حلّ للأزمة التي تمرّ فيها البلدة”.
وبحسب مصادر محلية، تم تسجيل 200 حالة تسمم بسبب شرب المياه الملوثة في كل من بلدات كناكر وسعسع والقليعة. ولجأ الأهالي إلى شراء عبوات المياه خوفاً من التسمم، إذ عانى البعض من الإعياء والإسهال وآلام في البطن. أما في بلدة كناكر، فيؤكد الناشط الإعلامي أنس الخطيب أن آبار المياه التي تغذي البلدة تختلف عن آبار المياه التي تغذي بلدة سعسع القريبة، مشيراً في حديثه لـ “العربي الجديد” إلى أن السبب الرئيسي للتلوث في شبكة المياه ناجم عن الإهمال وعدم المتابعة الدورية. يضيف أن الإصابات الناتجة عن التلوث لم تدفع الجهات التابعة للنظام السوري إلى حلّها بشكل جذري أو التعامل معها بجدية، فالشبكة متضررة وتحتاج دائماً للصيانة، وهذا غير متوفر أبداً، فضلاً عن النقص في كميات المياه التي يحصل عليها الأهالي بالمقارنة مع ما هو مطلوب. والأسباب عدة منها أزمة الكهرباء اللازمة لتشغيل مضخات المياه في المنازل. 
إلى ذلك، تواجه مناطق ريف دمشق ومناطق آخرى في العديد من المحافظات السورية مشكلة في مياه الشرب بسبب الأعطال والأضرار التي طاولت شبكات التغذية على مرّ الأعوام في ظل إهمال الصيانة والفساد. وعلى الرغم من مناشدات المواطنين لإيجاد حلول، إلا أن هناك تجاهلا لهذه المناشدات من السلطات الرسمية كما جرت العادة. والسبب الذي يذكر دائماً هو العقوبات الاقتصادية المفروضة من الخارج.

قضايا وناس

التحديثات الحية

سلمان أبو حسين من أهالي بلدة كناكر، يقول لـ “العربي الجديد” إن مياه الشرب بالكاد تتوفر بسبب انقطاع الكهرباء، ما يدفع كثيرين للجوء إلى الآبار لتعويض النقص. كما يلجأ البعض إلى شراء المياه رغم كلفتها المرتفعة، الأمر الذي يرهق الأهالي اقتصادياً. يذكر أنه في وقت سابق، سجلت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري 700 حالة تسمم من جراء المياه الملوثة في مدينة المعضمية، والسبب هو اختلاط مياه الصرف الصحي مع شبكة مياه الشرب.

تلوث المعضمية
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصيب نحو 500 شخص بالإسهال في منطقة معضمية الشام بمحافظة ريف دمشق، ورجحت جهات صحية تابعة للنظام السوري أن السبب هو تلوث مياه الشرب في المنطقة. وشهدت المنطقة التي يعيش فيها نحو 175 ألف شخص استنفاراً للكادر الصحي لتقديم العلاج للأهالي، كما أرسلت عينات من مياه الشرب إلى مختبرات وزارة الصحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى