صحة ورشاقة

تركيب أول طرف صناعي إلكتروني في غزة يمكن تحريكه والتحكم به

خضع الفلسطيني إبراهيم حبوب، من مدينة غزة، لتركيب أول طرف صناعي إلكتروني في قطاع غزة داخل مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية، وذلك بعد رحلة مع الأطراف الميكانيكية والتجميلية امتدت لقرابة عقدين من الزمن.

وشهِد اليوم الثلاثاء تركيب أول طرف صناعي إلكتروني وظيفي، يُمكِن للمريض المُستفيد منه تحريكه والتحكم به، لارتباطه إلكترونياً بالطرف المبتور، ويختلف عن باقي الأطراف الميكانيكية التي تهدف لتحقيق الشكل الجمالي فقط بدون الاستفادة من أي وظائف حركية.

وأشرف على تركيب الطرف وفد طبي قطري يزور مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في غزة، الممول من صندوق قطر للتنمية، ضمن ورشة عمل طبية لتركيب الأطراف العلوية الإلكترونية، والتي ستكون لأغراض وظيفية وليست جمالية فقط للجرحى، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والمنطقة.

وتعرض الفلسطيني إبراهيم حبوب، 46 عاماً، إلى انفجار عام 2002 أدى إلى بتر في اليد اليمنى، وقام بعدها بتركيب طرف ميكانيكي كان يثبت بأحزمة وأربطة تحت الإبط، لكنه كان منزعجاً من الآثار السلبية لاستخدامه، والتي تمثلت في التقيد بالأحزمة، كذلك الرائحة القوية للعرق، لجأ بعدها إلى الأطراف التجميلية، والتي تحمل شكلاً تجميلياً بدون أي وظيفة عملية، وكان اعتماده الكلي حينها على اليد اليسرى المعافاة.

ويقول حبوب في حديث مع “العربي الجديد”، خلال خضوعه للعملية، إن موضوع تركيب هذا الطرف كان مطروحاً في مخيلته، لكنه كان يستبعده بسبب تكلفته العالية، إلى أن تواصلت معه إدارة مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية ضمن منحة لتركيب الطرف، ويضيف “شعرت بسعادة كبيرة، وبدأنا سريعاً بأخذ القياسات وصناعة الطرف، ومن ثم الخضوع لتدريبات على استخدام الطرف الإلكتروني، استمرت عدة أيام”.

وشكر حبوب الوفد القطري المُشرِف على تركيب الطرف ودولة قطر على الإنجاز الجديد، الذي يُسجل ضمن الدعم القطري المتواصل لأهالي قطاع غزة، موضحاً أن الطرف سيساعده على إكمال عمله بشكل جيد، إذ سيمكنه من حمل الأشياء والإمساك بها، إلى جانب مختلف الخدمات الوظيفية والعملية، وذلك لارتباطه بالعقل والأعصاب، وليس فقط في حالتي الشد والجذب.

وتأتي زيارة الوفد الطبي القطري لرفع كفاءة الأداء وتطوير الخدمات للمرضى من ذوي الإعاقة والجرحى، وتشمل الجولة تشغيل خدمات وعيادات جديدة، وهي الأولى من نوعها في قطاع غزة، إلى جانب تشغيل عيادة التوازن والدوخة وهي أيضا الأولى من نوعها في قطاع غزة.

ويقول المُشرِف على الأطراف الصناعية في مستشفى حمد الطبي الدكتور عامر حوافظة، وهو ضمن الطاقم المُشرف على تركيب الأطراف الصناعية الإلكترونية، إنه تم تخصيص ميزانية لتأهيل الأطراف العلوية في غزة ضمن عدة مراحل، تمثلت المرحلة الأولى في تقييم المرضى الموجودين، ومدى قدرتهم على تشغيل اليد الإلكترونية، وتدريب الطاقم الطبي على هذه التقنية، وتم تسجيل نحو 31 مريض بحاجة إلى هذه الأطراف، فيما تمثلت المرحلة الثانية في تدريب الموظفين وأخصائيي الأطراف، والعلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، على استخدام الجهاز المشرف على تخطيط الأعصاب والتحكم في الطرف الإلكتروني.

ويعتبر تركيب الأطراف الإلكترونية لنحو ثلاثين مريضاً من أكبر ورش العمل الطبية على مستوى الوطن العربي، وفق تعبير حوافظة لـ”العربي الجديد”، وقد تم تدريب المرضى على استخدام تلك الأطراف، إلى جانب الخضوع إلى تدريبات على “الديمو” وبرنامج التدريب الإلكتروني، ويبين أن تركيب الطرف الصناعي الإلكتروني يُمَكِّن المريض من التحكم في الحركة عبر المجسات التي تأخذ الأمر من الأعصاب بالفتح والتسكير والتحريك إلكترونياً عن طريق تقنية “المايكروبروسيسور”، التي تحول الأمر إلى حركة، تساعد المريض على أداء الوظائف، ويخضع المريض بعد تركيب الطرف لتدريبات خاصة باستخدام الطرف الصناعي والتحكم فيه.

ويشدد حوافظة على أن العمل في القطاع الصحي والأطراف الصناعية في قطاع غزة مستمر بتوجيهات من الأمير القطري تميم بن حمد والأمير الوالد، لتأهيل جميع الجرحى، وتقديم أفضل الخدمات الموجودة، والتي يتلقاها المرضى في قطر.

من جانبه، يقول رئيس الوفد الطبي القطري الدكتور خالد عبد الهادي إن الزيارة ليست الأولى، إذ تم تنفيذ العديد من الرحلات منذ وضع حجر الأساس لمستشفى حمد عام 2012، بهدف تطوير الخدمات الطبية في المستشفى، إلى جانب مواكبة تطوير الأداء الطبي في قطاع غزة.

ويوضح في حديث مع “العربي الجديد” أن الزيارة تحمل ثلاثة محاور، يتركز المحور الأول في تدريب الطواقم الطبية على تركيب الأطراف العلوية، ومنها الكف واليد، وذلك بعد تشخيص 31 حالة بحاجة إلى أطراف إلكترونية وظيفية وجمالية، وذلك بعد نجاح المستشفى في تركيب الأطراف السفلية في السابق.

ويشير عبد الهادي إلى أن الزيارة تشمل كذلك افتتاح خدمة جديدة، وهي عيادة خاصة بالتوازن والدوخة، حيث شملت تدريب الطواقم وتفعيل أجهزة جديدة وتدريب الطاقم الطبي للتشخيص الأمثل، علاوة على زراعة القوقعة، حيث تم تجهيز 50 حالة للزراعة خلال شهرين، وتأتي بتمويل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر، بعد توقيع اتفاقية مع مؤسسة حمد الطبية والبرنامج القطري لزراعة القوقعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى