فن ومشاهير

مناصرون لرئيس الجمهورية يعتدون على منزل ممثل لبناني لـ”ترهيبه وإسكاته”

اعتدت مجموعة من “الحرس القديم” اللبناني، الذي يعرِّف عن نفسه بـ”جيل عون”، نسبة إلى رئيس جمهورية لبنان ميشال عون، على منزل الممثل أسعد رشدان، المعروف بمعارضته لعهد الرئيس وفريقه السياسي “التيار الوطني الحر”، الذي يتزعمه صهره النائب جبران باسيل.

وتحت تهديد “سنصل إلى بيوتكم”، ألصق عددٌ من شبان “الحرس القديم”، أول من أمس السبت، صور الرئيس عون على جدران مدخل منزل رشدان، وأرفقوها بعبارة “فخامة الرئيس ميشال عون تاج رأسك”، ووثقوا ذلك عبر صفحتهم الرسمية على “فيسبوك”.

وتأتي خطوة “الحرس القديم” رداً على طلب رشدان الأخير من بلدية عمشيت (محافظة جبل لبنان)، “نزع صورة الشؤم من مدخل البلدة”، قاصداً بذلك صورة رئيس الجمهورية، كاتباً أيضاً عبارة “اللهم لا شماتة”.

 إثر ذلك، تعرّض الممثل اللبناني لهجوم إلكتروني كبير من مناصري “التيار الوطني الحر“، الذين اتهموه بإهانة رئيس الجمهورية وموقع الرئاسة، والاستمرار في “نشر مواقف شرسة تتخطى حدود حرية الرأي وتطاول شخص الرئيس عون واستهدافه خدمةً لحزب سياسي يؤيده رشدان”، على حدّ تعبير مناصري “التيار”.

ولم يكتفِ مناصرو التيار بالتهليل لـ”الاعتداء” والاحتفال به، بل كتب أحد قياديي “الوطني الحر”، هو ناجي حايك، تعليقاً على الصور التي نشرتها صفحة “الحرس القديم” يقول فيه “هيك لازم كمرحلة أولى”، وهو ما يعتبر تهديداً علنياً ومباشراً بخطوات لاحقة أكثر وقعاً وربما “ضرراً” في حال استمرار انتقاد رئيس الجمهورية.

ويلفت رشدان، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ المنشور الذي كتبه على صفحته عبر “فيسبوك” لم يعجب مناصري التيار، “فكانت الزيارة من قبلهم إلى منزلي بغيابي، وإلصاق الصور، في إطار الترهيب والإسكات لأي رأي مخالف، وهو نظام اعتادوا عليه”.

ويشير الممثل اللبناني إلى أنّ صورة الرئيس نعم تزعجه عند مدخل البلدة، متسائلاً: “لماذا عليّ أن أتقبّل صورة شخص يتحمّل مسؤولية كبيرة عن انهيار البلاد، لماذا عليّ أن أتحمّل الصورة في كلّ مرّة أمرّ من المكان وأنا عائد من عملي إما غاضباً بسبب الغلاء الفاحش، أو احتجاز أموالي في المصارف، أو لانقطاع التيار الكهربائي، وغيرها من المصائب والكوارث التي تدفعنا للقول ستين سنة على كل الرئاسات مع كل التدهور الذي نعيشه ومشاهد الذلّ التي نراها ونمرّ بها”.

وفي وقتٍ لفت فيه رشدان إلى أنّ الأجهزة الأمنية اتصلت به لمعرفة تفاصيل ما حصل، أكد لـ”العربي الجديد”، أنه لم ولن يتقدّم بأي شكوى، مكتفياً بالقول: “هل أشتكي على الخصم والحكم؟”، وكرّر ما سبق أن نشره عبر “تويتر”: “كي تسكتوني عليكم أن تقتلوني.. فأهلاً بكم إن كنتم مستعدين”.

وردّ رشدان على “الحرس القديم” بجملة مواقف عبر “فيسبوك”، ساخراً بداية ممن وصفهم بـ”قبضايات، لا اسم لا رسم لا كسم”، مضيفاً: “البطل اللي نطرني تا ضهرت من البيت ليوصل عا مدخل بيتي، بيعرف منيح اني لو شفتو… كنت تصرّفت معو، دفاعاً عن حرمة بيتي… وهلق بقلّو هوي واللي بيشد عم مشدّو، هيك رح يصير إذا بلمح حداً مشبوه مارق من حد بيتي… سلمولي عالحرس القديم والجديد. ولو فعلاً كنتو من الحرس القديم، كان لازم تعرفوني منيح قبل ما تلعبوا بديلكن. إذا كنتوا هالقد قبضايات واجهوني ومنشوف… شرط بلا كمامات”.

واستنكر عددٌ كبير من الناشطين ما تعرّض له رشدان من اعتداء وأشاروا في تعليقاتهم إلى أن لبنان تحوّل إلى دولة بوليسية قمعية لا تتقبل الرأي الآخر والاختلاف وتعمل على إسكاته بشتّى الوسائل، من اعتداءات إلى استدعاءات مروراً بفبركة ملفات وتهديدات، وغيرها من الأساليب التي تسعى من خلالها إلى ترهيب المواطنين، والذي لا يمكن إلا تفسيره أيضاً بـ”الإفلاس السياسي والشعبي”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى