فن ومشاهير

رحيل سمير غانم… الضاحك حتى اللحظات الأخيرة

بعد أسابيع من  إصابته بفيروس كورونا، توفي الفنان المصري سمير غانم (1937 ــ 2021)، عن عمر يناهز  84 عاماً. وكانت الحالة الصحية لغانم قد تدهورت قبل 10 أيام، خلال وجوده في مستشفى العزل الصحي في حي المهندسين في القاهرة، ليدخل في غيبوبة ويبقى تحت المراقبة في غرفة العناية المشددة، علماً أنه كان مصاباً أيضاً بفشل كلوي ويخضع لجلسات غسيل، وهو ما ساهم في إضعاف مناعته بعد إصابته بفيروس كورونا.

في رصيد غانم السينمائي حوالي 160 فيلمًا، منها فيلمان ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهما “خلي بالك من زوزو” (1972)، و”المذنبون” (1975)، و50 عملاً مسرحياً، و80 عملاً في التلفزيون والإذاعة، بالإضافة إلى تقديمه الفوازير بشخصيتي “سمورة”، و”فطوطة”.

غيّر سمير غانم مستقبله تماما حيث كان من المفترض أن يكون ضابط شرطة بعد التحاقه بكلية الشرطة إثر  انتهائه من دراسته الثانوية، ولكنه طرد منها بعدما رسب في عامين متتاليين، فحول أوراقه إلى كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية ليلتقي هناك بكل من الفنانين عادل إمام، وصلاح السعدني، ومحمود عبد العزيز.

مع عادل إمام (فيسبوك)

بعد تخرجه التقى كذلك بالفنانين جورج سيدهم والضيف أحمد، وكونوا معا الفرقة الشهيرة “ثلاثي أضواء المسرح”، وقدموا أعمالاً على المسرح وفي السينما. ومع وفاة الضيف أحمد، حلّت الفرقة نفسها في مطلع السبعينيات، من دون أن تتوقف العلاقة بين سيدهم وغانم، إذ قدما معاً مسرحية “المتزوجون” (1976)، وكان آخر عمل مسرحي لهما هو مسرحية “أهلا يا دكتور” عام 1981، وقد حققت نجاحاً كبيراً.

سينمائياً كان العمل الأول للفنان الراحل هو فيلم “منتهى الفرح” عام 1963، في دور صغير للغاية، مع كل من صباح وفريد الأطرش، ثم توالت أعماله في حقبة الستينيات، وقدم أفلام “المشاغبون” (1965)، و”30 يوم في السجن” (1966)، وغيرهما. وفي السبعينيات زاد إقبال المنتجين عليه، فقدم “بنت اسمها محمود” (1975)، و”سؤال في الحب” (1975)، و”بائعة الحب” (1975). أما في فترة الثمانينيات فكان أشهر أفلامه “يا رب ولد” (1984)، مع الفنان فريد شوقي، “رمضان فوق البركان” (1985)، مع عادل إمام، “احنا بتوع الأتوبيس” (1984)، “فقراء ولكن سعداء” (1986). ومع فترة التسعينيات بدأت أفلامه في التقلص، وقدم فيها أفلام “الهاربان”، “النصاب والكلب”، “الراقصة والحانوتي”. ثم مع حلول الألفية قدم أفلاما قليلة بأدوار صغيرة، مثلما حدث في أفلام “على جنب يا اسطى”، “هاتولي راجل”، “حماتي بتحبني”، حتى كانت آخر أفلامه من خلال مشاركته في فيلم “عقدة الخواجة” مع الفنان حسن الرداد، عام 2018.

تلفزيونياً قدم الكثير من المسلسلات، أشهرها “حكاية ميزو”، و”سمير وعيلته الكبيرة”، “يوميات زوجة مفروسة”، “نيللي وشريهان”، وآخر عمل تلفزيوني كان من خلال مسلسل “بدل الحدوتة 3” عام 2019.

ورغم أنّ سمير غانم لم يكن بطلاً مطلقاً في الكثير من أفلامه ومسلسلاته، إلا أنه كان في كل مسرحياته بطلاً وحقق إيرادات كبيرة للغاية. ومن أشهر مسرحياته “المتزوجون”، و”موسيقى في الحي الشرقي”، و”دو ري فاصوليا”، وكانت آخر مسرحياته “الزهر لما يلعب” عام 2020، وجمعه العرض بالفنانة شيرين، وكان العمل بمثابة عودة للعمل بينهما بعد أربعين عاماً من تقديم المسرحية الشهيرة “المتزوجون”.

وكان لغانم باع طويل مع الفوازير التي تعلق بها الكبار والصغار، وقدمها على مدار تسع سنوات، بدأها عام 1968 بـفوازير “ثلاثي أضواء المسرح”، ثم فوازير “وحوي يا وحوي”، وعلى مدار ثلاثة مواسم قدم الفوازير الأشهر “فطوطة”، وكانت آخر تجاربه في الفوازير من خلال “النص الحلو” عام 1997، والتي ألفها عبد السلام أمين.

على النطاق الشخصي، تُعد عائلة سمير غانم عائلة فنية من الطراز الأول، حيث إنه تزوّج من الفنانة دلال عبد العزيز بعد لقائهما في العرض المسرحي “أهلا يا بكوات”، وأنجب منها ابنتين، هما الفنانة دنيا سمير غانم، التي تزوجت من الإعلامي رامي رضوان، والفنانة إيمي سمير غانم، التي تزوجت من الفنان حسن الرداد.

وقبل زواج غانم من عبد العزيز تزوج مرتين، زيجته الأولى كانت من امرأة صومالية تعرّف إليها في إحدى الحفلات، ولم تستمر الزيجة سوى شهرين، وبعدها تزوج من سيدة أخرى، ولم تستمر الزيجة سوى أسبوع، ولم ينجب منهما أي أبناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى