صحة ورشاقة

فرنسا: ارتفاع كبير في الإنهاك المهني قبيل العودة إلى المكاتب

ثمّة من يرى أنّ العودة إلى العمل حضورياً “ضرورَة” (كريستوف أرشامبو/ فرانس برس)

 

سُجّل ارتفاع كبير في عدد حالات الإنهاك المهني في فرنسا، قبيل العودة التدريجية إلى المكاتب في ظلّ التخفيف من التدابير الخاصة بأزمة كورونا. وما زالت الضائقة النفسية للموظفين في مستوى عالٍ، وفق مقياس الصحة النفسية الخاصة بالموظفين الفرنسيين الذي وضعه معهد “أوبينيون واي” الفرنسي، بحسب ما أُعلن اليوم الأربعاء.

ولاحظ رئيس شركة “آمبرينت أومين” الفرنسية – الكندية المتخصصة في الوقاية من المخاطر النفسية والاجتماعية من قبيل الإنهاك المهني والاكتئاب والانتحار، كريستوف نغويين، أنّ “معدّل الإنهاك المهني تضاعف في عام واحد، وقد بلغ ذروته مع مليوني شخص يعانون الإرهاق الشديد”. وأوضح نغويين أنّ الإنهاك المهني “أعلى بمقدار مرّة ونصف مرّة لدى المديرين” مقارنة بسواهم. وشرح نغويين أنّ هذا “الإنهاك المهني الحاد” يتمظهر في شكل من أشكال “نزع الصفة الإنسانية” عن “الأشخاص الذين يعملون مثل الروبوتات لحماية أنفسهم من عواطفهم” والذين “يمارسون الرقابة على أنفسهم” خشية التحدّث عن ذلك. ولفت نغويين إلى أنّ مؤشّرات الحالة النفسية للموظفين “مقلقة جداً” إذ يعاني 44 في المائة منهم ضائقة نفسية، وهي حادة لدى 17 في المائة، بحسب استطلاع أفاد بأنّ ستة من كلّ عشرة موظفين يظنون أنّ إدارتهم “لا تدرك الحالة النفسية للموظفين ولا تتصرف على هذا الأساس”. 

وكانت الحلقة السابعة من استطلاع الرأي الذي يأتي تحت عنوان “تأثير الأزمة الصحية على الصحة النفسية للموظفين”، قد أجريت عبر الإنترنت في الفترة الممتدة من 30 إبريل/ نيسان الماضي إلى 10 مايو/ أيار الجاري. وقد شملت عيّنة تمثيلية مؤلفة من 20 ألفاً وسبعة موظفين في فرنسا.

وتشكّل الضائقة النفسية مؤشّراً معتمداً عالمياً للصحة النفسية يُستخدم لتشخيص الاضطرابات النفسية. وقد بلغ معدّل اكتئاب الموظفين والذي يتطلب علاجاً 36 في المائة (من بينهم 21 في المائة معرّضون لخطر الاكتئاب الشديد)، في حين أنّ ثمّة “خطر اكتئاب” لدى 56 في المائة من الموظفين في حالة البطالة الجزئية. وأظهر الاستطلاع الذي أشار إليه نغويين أنّ الفئة الأكثر عرضة للضائقة النفسية هي فئة المديرين، إذ يعانيها 52 في المائة منهم.كذلك يعاني منها بدرجة كبيرة العاملون مِن بعد، إذ بلغت نسبة الضائقة النفسية لدى هؤلاء 46 في المائة، فيما بلغت لدى زملائهم الذين يعملون حضورياً 40 في المائة. لكنّ ثمانية من كلّ عشرة موظفين أبدوا رغبتهم في مواصلة العمل مِن بُعد، من يوم إلى ثلاثة أيام في الأسبوع، في حين رأى سبعة من كلّ عشرة موظفين أنّ العودة إلى العمل حضورياً “ضرورية لتماسك الفريق”.

وبيّن الاستطلاع نفسه أنّ الصحة الجسدية للموظفين سجّلت تدهوراً بعد أكثر من عام من أزمة كورونا الصحية، إذ أفاد 40 في المائة منهم بأنّهم يعانون مشكلات في النوم، و37 في المائة يشعرون بآلام وتوترات في العضلات والعظام، في حين سُجّلت لدى 19 في المائة منهم مشكلات في الجهاز الهضمي، وبلغت نسبة من يعانون الصداع 26 في المائة والغثيان 10 في المائة.

(فرانس برس)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى