صحة ورشاقة

روسيا تخشى إدمان أطفالها على ألعاب الفيديو

فرض استمرار تفشّي جائحة كورونا في روسيا، التي تسجّل نحو 30 ألف إصابة جديدة يومياً، حرمان الأطفال والمراهقين من ممارسة النشاطات الرياضية التي اعتادوها وقلّة أو عدم لقاء الأصدقاء، ليقضوا معظم وقتهم أمام الشاشات. ولقلّة ممارسة الأنشطة الرياضية تداعيات سلبية على الصحة من جهة، وعدم تطوير مهارات التواصل الاجتماعي من جهة أخرى. وأدى البقاء ساعات طويلة أمام أجهزة الكومبيوتر بهدف الدراسة أو التسلية وتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وإدمان ألعاب الشاشات إلى جني شركات ألعاب الفيديو أرباحاً غير مسبوقة هذا العام. في هذا الإطار، يقول رئيس قسم علم النفس السريري للأطفال والمراهقين في معهد موسكو للتحليل النفسي، ميخائيل إيفانوف، إن جائحة كورونا جعلت للاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية بين القاصرين طابعاً جديداً، محذراً من خطورة ألعاب الكمبيوتر التي قد تحتوي على مشاهد عنفية.

قضايا وناس

التحديثات الحية

ويقول إيفانوف لـ “العربي الجديد”: “اكتسبت مشكلة تزايد استخدام الأطفال والمراهقين للحاسوب في ظروف العزل الذاتي طابعا جديداً. وأصبحت الأجهزة الإلكترونية الوسيلة الرئيسية للتفاعل مع الأصدقاء والأهل والمدرسين، وباتت من الأساسيات”. في ظل هذا الواقع، يجد أولياء الأمور أنفسهم أمام مهمة صعبة لا تتعلق بتنظيم التعليم فحسب، بل أوقات الفراغ أيضاً.
وحول المخاطر الناجمة عن انغماس الأطفال في ألعاب الكومبيوتر، يوضح: “تحتوي هذه الألعاب على مشاهد عنفية، ما قد يجعلها نموذجاً يحتذى به في المجتمع. والمراهقون هم الأكثر عرضة للتأثر. كما أصبح الأطفال ما قبل سن المدرسة حاضرين في الفضاء الإلكتروني، ويتأثرون بدورهم بما يشاهدونه بالإضافة إلى ألعاب الكومبيوتر. والآن، أصبحت بيئة الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية منذ الصغر”.
وعن الخطوات التي قد يلجأ إليها أولياء الأمور لتجنب إدمان أبنائهم ألعاب الكومبيوتر، يقول: “يجب التصرف بروية، إذ إنّ المنع سيؤدي إلى ابتعاد الطفل عن والديه. وإذا قرّر الأهل حظر شيء ما، فعليهم تقديم بديل. وكلّما زدنا من اهتمام الأطفال بهوايات مختلفة، سيزداد إلمامهم بقدراتهم من دون أن يقتصر الأمر على الدراسة والاستعدادات للامتحان الحكومي الموحد. ويجب الحفاظ على التوازن وعدم إهمال الهوايات الرياضية أو الفنية وغيرها”.
وما يزيد من خطورة إفراط المراهقين على إدمان ألعاب الكومبيوتر، تمديد نظام التعليم عن بعد في المرحلتين الإعدادية والثانوية. أما في المرحلة الجامعية، فتشير أرقام وزارة التعليم والعلوم الروسية إلى أنّ نحو 3 ملايين طالب أو 64 في المائة من طلاب جامعات روسيا يتلقون تعليمهم عن بعد.
إلى ذلك، استفادت شركات ألعاب الكمبيوتر من بقاء الناس حول العالم أجمع في منازلهم، وحقق قسم الألعاب لدى مجموعة الإنترنت الروسية “ميل. رو” زيادة في عائداته بلغت نسبتها 50 في المائة، لتتجاوز أرباحها 11 مليار روبل (نحو 150 مليون دولار) في الربع الثاني من العام الجاري. ويقول مسؤول الألعاب في “ميل. رو” فلاديمير نيكولسكي، إنّ سوق الألعاب الروسية سجل نمواً بنسبة 20 في المائة ليتجاوز الرقم 145 مليار روبل (نحو ملياري دولار)، مرجحاً زيادة عائدات القسم بنسبة 20 في المائة. يتابع نيكولسكي: “خلال فترة العزل الذاتي، لجأ جمهور جديد تماماً إلى الألعاب. وأظهرت دراستنا أنّ هؤلاء الروس كانوا يقضون أمام الألعاب 8.5 ساعات يومياً في المتوسط في مقابل 5.5 ساعات يومياً في الأوقات العادية”. مع ذلك، يلفت إلى أنّ حصة روسيا في سوق الألعاب العالمية لم تتغير، وما زالت عند مستوى 1.5 إلى 2 في المائة فقط، مؤكداً عزم شركته التوسع في الأسواق الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا واليابان.

قضايا وناس

التحديثات الحية

وعلى مستوى العالم، تشير تقديرات شركة البيانات الدولية “آي دي سي” إلى أنّ إيرادات صناعة ألعاب الفيديو العالمية ستسجل زيادة نسبتها 20 في المائة أي بنحو 180 مليار دولار في عام 2020، متفوقة، نتيجة لجائحة كورونا، على مجالي السينما والرياضة، اللذين تضررا كثيراً من استمرار تفشي كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى