
الحياة بين اليوم والأمس
حوار جدلي بين مسن وشاب حول الحياة بين عصرنا اليوم والعصر السابق
في قطار طويل وسريع ركب شاب الى جانب رجل عجوز ، فدارت المحادثة التالية حول الحياة :
سأل الرجل العجوز الشاب ماذا تعمل ؟
أجابه إني أعمل في شركة تقنية .
قال له المسن هذا يعني ان وظيفتك وحياتك مستقرة .
رد الشاب باستهزاء ! أجل تماماً .. الحياة صعبة ياعمي ، يستغرق الطريق إلى عملي اربع ساعات يومياً
نقضي أغلب حياتنا منتظرين في زحمة السير ، مديرنا لا يرضى عن العمل ، ويستمر بالصراخ والإنتقاد وتوجيه الملاحظات والتوبيخات .
تقاريرنا السنوية لا تستحق أن نستخدمها كمنشفة لمسح أيدينا .
رد العجوز ، أنت شاب والعمر في صالحك ، ستحقق ماتريده واصل العمل بجد .
قال الشاب : في نظر جيلكم ، كان المال هو أهم شيء ، في نظر جيلنا الوقت كالمال .
رد العجوز , جيلكم سريع جداً ،
قال الشاب : صحيح ، فعلى سبيل المثال انت ستنتظر خطاب مكتوب ، أما نحن ننشر الأخبار على ” إنستغرام ” في ثانية .
ضحك العجوز وقال : بالطبع لا يوجد ما يضاهي شعور كتابة خطاب ، ليست كتلك الخطابات التي تنشروها في ” تويتر ” .
أنتم لا تفهمون مشاعرنا ولا تعتبرونها منطقية .
هل تعلم أن في عصرنا كنا نخفي رسائل الحب داخل الكتب ، بينما جيلكم يتكاثر على ” فيسبوك ”
ضحك الشاب وقال : جيلكم يؤمن بأن الحب خالد ، ونحن نؤمن بأن الحياة جديرة بالتجارب ، وبأنك لن تعيش سوى مرة ، فمن الأفضل أن تمضي قدماً .
رد العجوز باقتضاب : بالطبع امضوا قدماً !!.
لكن لا تقضوا حياتكم على برامج المواعدة ، و التعارف مع مجموعات من الفتيات التي لم يسبق لكم معرفتهم لا حقيقة ولا واقعاً .
رد الشاب بامتعاض : أخبرني وما الفرق ، كان جيلكم مؤمناً بالزواج من شخص لم تروا وجهه .
قال العجوز بتلهف : وهذا ما أقوله بالضبط ، لا تكرروا أخطاء جيلنا
كل علاقاتكم تبدأ على الهاتف وتنتهي على الهاتف .
في عصرنا كنا نفكر ملياً قبل أن نمسك بيد فتاة . ولكن جيلكم تحبون في الصباح وفي المساء تهجرون أحبتكم بدون تفكير . لم تعد مشاعركم حقيقية وليست صادقة
إنها مشاعر لحظية تتولد في لحظة احتياج للمتعة وتنتهي بزوال تلك المتعة .
فكر الشاب كثيراً بعمق .. ثم قال : هل هذا هو المغزى من حياتنا ؟
الذهاب إلى العمل والعودة إلى المنزل ؟
شراء سيارة ، شراء منازل ، امتلاك شركات
رد العجوز ما العمل يا بني ؟ فقد حدْدَ الناس حيواتهم بتلك الطريقة
الإقتراض وشراء سيارة ، دفع القرض بأقساط وشراء منزل ،
يعيشون في وهم بأنهم حققوا شيئاً رائعاً . أصبح الناس يحتفلون بالحياة العادية .
لكن السن في صفك ، يجب عليك ألا تكرر هذه الأخطاء
تجول حول العالم واستمتع ، إبحث عن الحب الخالص الأبدي ، عشِ الحب الحقيقي
خاطر .. وإن فشلت فيجب أن تقدر تلك التجربة ، وإن نجحت استمتع بذلك
بإختصار عيش الحياة كالملوك
قال الشاب : ليت الكتب الدراسية علمتنا ذلك , شكراً لك ياعم .
رد العجوز لا تشكرني أنا فقط شاركتك ما أعرفه ، وما تعلمته من سنوات عمري المنصرمة .
ردد الشاب في نفسه :
” رحلات لا تعد ومسافرون مختلفون ، كل مسافر ملتزم بطريقه ، كل مسافر يطارده سحر رفيقه المسافر
رحلات لا تعد يطاردها القليلون ، أحياناً تعلمنا المواقف دروساً غير متوقعة .
علينا أن نستمتع برحلتنا أكثر من وجهتنا “
شاهد معنا أنماط الحياة من خلال الضغط هنا