“وين ع رام الله”… أول المهرجانات الفنية بعد كورونا ينطلق
تستمر فعاليات مهرجان “وين ع رام الله” حتى 26 آب الحالي (العربي الجديد)
بينما يستعد قائد فرقة “بنات القدس”، سهيل خوري، وأعضاء فرقته على مسرح مهرجان “وين ع رام الله” في نسخته الثانية عشرة، خلال أمسية الافتتاح، مساء السبت، كانت أحلام كيلاني تشجع زوجها وأطفالها الثلاثة للدخول لساحة المهرجان في الهواء الطلق “ساحة راشد حدادين”، مقابل بلدية رام الله وسط الضفة الغربية، آملة أن تنسى هذه الأُم ما فعلته جائحة كورونا بالعلاقات الاجتماعية على صعيد التباعد وغيرها.
تقول أحلام الكيلاني، لـ”العربي الجديد”: “اختفت الفعاليات والأنشطة بسبب انتشار فيروس كورونا، ومن المهم أن يعود الناس للحياة عن طريق المهرجانات كحال اليوم، للتعرف على أمور جديدة والالتقاء ببعضها البعض مجدداً”.
وبنما تواصل “بنات القدس”، وهي فرقة شابة أغلب عناصرها من صبايا مدينة القدس، غناءها “يا قدس وين نروح وين المدى المفتوح”، يقول الزوج مروان الكيلاني، لـ”العربي الجديد”: “تعبنا من الكورونا وسعدنا بحضور المهرجان”.
أنزل أحد أطفال الزوجين علي كيلاني (10 أعوام) كمامته، وقال لـ”العربي الجديد”: “سعيد بحضوري المهرجان، وأنا أحب الموسيقى، وبالعادة أذهب أنا وأصدقائي للفعاليات الشبيهة”.
تستمر فعاليات مهرجان “وين ع رام الله- من النهر للبحر” الفنية والموسيقية حتى السادس والعشرين من أغسطس/آب الحالي، كأول مهرجان فني فلسطيني بعد جائحة كورونا.
ويستضيف المهرجان خلال أيامه ست فرق موسيقية، منها فرق شابة وناشئة، كفرقة “بنات القدس” التابعة لمعهد “إدوارد سعيد للموسيقى”، والتي غنت خلال الافتتاح مجموعة من الأغاني الوطنية والتراثية الفلسطينية، وجوقة سراج التي ستغني في اليوم الثاني (يوم الأحد) من المهرجان للفنان المصري العريق سيد مكاوي، وستتولى جمعية الكمنجاتي المعروفة الغناء للفنان اللبناني فيلمون وهبة.
كما ستحضر الفنانة الفلسطينية من الكرمل من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، نويل كرمان، كما ستحل الفنانة المصرية ياسمين علي ضيفة على المهرجان هذا العام، ويختتم الأمسيات الفنية الست لمهرجان “وين ع رام الله” هذا العام الفنان الفلسطيني الشاب يعقوب شاهين، المتحدر من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
وعن الخصوصية الفلسطينية التي أضافها المهرجان هذا العام، تقول مديرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية رام الله، مرام طوطح، لـ”العربي الجديد”، إن “مسألة الخصوصية الفلسطينية تجسدت بدءاً بشعار من النهر للبحر؛ لتشمل العروض الفنية والمشاركات فرقاً من القدس ومدن الداخل الفلسطيني المحتل، وهذا ما يعكسه الواقع”.
وتضيف طوطح: “إن استضافتنا في بلدية رام الله للفرق الفنية من الداخل المحتل ومختلف مناطق الوطن، وتواصل هذه الفرق مع جمهورها في كل المناطق مهم جداً؛ لإعطائها مساحة فنية أمام جمهورها المتشوق”.
وتأتي أهمية مهرجان “وين ع رام الله”، بحسب مدير جمعية “الكمنجاتي” الفنان إياد ستيتي، في حديث لـ”العربي الجديد”، كونه مشغلا للفنانين وللحياة عامةً، و”الفن كما نعرف أداة حياة، بما أن عروض المهرجان تأتي هذا العام ضمن فضاءات عامة يتمكن الناس من حضور كل أمسياته، التي تتميز أغلبها بالاحترافية إلى حد ما”.
ويلفت ستيتي، الذي تشارك جمعيته “الكمنجاتي” في الأمسية الثالثة للمهرجان، إلى أهمية فتح المنظمين المجال أمام الفنانين الشباب والفرق الفنية الناشئة، إضافة إلى المؤسسات والجمعيات الثقافية المحلية. ويقول: “إن وظيفة المهرجان أن تلبي أذواق الناس التي تريد تذوق الفن والموسيقى، ولمن يريد قضاء وقت لطيف خارج المنزل”.
لم يكن المنزل وحده مُحاصرِاً للفلسطينيين كما الأوضاع الحياتية والسياسية الصعبة، إضافة لجائحة كورونا، فالطبيبة هدى سعد الدين، التي قضت أغلب وقتها مقسماً بين عملها في المشفى والمنزل، خاصة خلال ذروة جائحة كورونا، كانت سعيدة للغاية بينما تحاصر كفها علبة “الفوشار” إلى جانب صديقتها.
تقول سعد الدين لـ”العربي الجديد”: “المهرجان جميل جداً، لا أريد المغادرة للمنزل”. تبتسم ابتسامة لطيفة وكأنها نجت للتو من كل ضغوطات العمل عن طريق الموسيقى وتكمل: “اندمجت جداً مع العرض الفني، فالفن مهم لتحسين النفسية وأمزجة الناس التي تراجعت رغبتهم في التفاعل مع بعضهم البعض بفعل الجائحة، لكن الناس يبدو أنها أصبحت أفضل وتعود لحالها الاجتماعي الأول ما قبل كورونا”.
وكان الجمهور غير متفاعل في بداية الحفل، ليبدي الموسيقي سهيل خوري امتعاضه بطريقة لطيفة ممازحاً الجمهور: “يلا بدكم تغنوا معنا”، فغنى الناس على استحياء، فأشار خوري ممازحاً مرة أُخرى بأرجحة يديه حول تقييم مقبول نوعاً ما، “لهذا التفاعل المتواضع”، ثم علت الأصوات شيئاً فشيئاً حينما أنشد العازفون لحن الطبلة: “إحنا جينا على القدس حتى نغني نقول القدس عربية، يلا نغني القدس عربية، القدس القدس القدس لنا”.