صحة ورشاقة

مركز قطري يخفف أوجاع مرضى الكلى شماليّ غزة

بدت المريضة فاطمة أبو غزال (47 عاماً)، وهي على كرسي العلاج من أجل غسل الكلى مرتاحة، بعد أنّ استطاعت أن تحصل على فرصة الغسل باكراً في المركز القريب من سكنها، شمالي قطاع غزة، الذي افتتحته اللجنة القطرية لإعادة إعمار القطاع قبل أيام.

وكانت أبو غزال قبل ذلك تتكبّد عناء الانتظار والمواصلات إلى “مستشفى الشفاء المركزي” في مدينة غزة، للحصول على الخدمة الطبية.

وافتُتح مركز “نورة الكعبي” لغسل الكلى بدعم من السفير القطري السابق شريدة سعد جبران الكعبي، في ثواب حرمه المتوفاة نورة بنت راشد الكعبي، بتمويل قارب المليوني دولار، عبر اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة.

ويقع المركز شماليّ قطاع غزة، وهو الأول من نوعه في محافظات الشمال التي تفتقر مراكزها ومستشفياتها إلى أجهزة غسل الكلى. ويُضطر أكثر من 180 مريضاً انتظار دورهم على قوائم الانتظار وتكبّد عناء رحلة الوصول إلى “مستشفى الشفاء”، غربيّ مدينة غزة، لإتمام عملية الغسل، ثلاث مرات أسبوعياً، وهي تستمر لأربع ساعات متواصلة.

وتقول أبو غزال لـ”العربي الجديد” إنّها تشعر لأول مرة بالراحة عند إتمام عملية غسل الكلى، رغم عناء العملية، وذلك بسبب قرب المركز من بيتها أولاً، ومن ثم بسبب وصولها باكراً إلى المستشفى والحصول على موعد قريب، بعد أن كانت تعاني من المواصلات والانتظار.

وتوضح أنّ قرب المركز من مكان سكنها، وتوافر الإمكانات المتاحة لمرضى الكلى والأجهزة الحديثة، وتخصّص المركز في مجال معالجة المرضى، كانت عوامل مهمة جعلتها بالراحة والسعادة في عملية الغسل الأولى في هذا المكان، بعد معاناة استمرّت لأكثر من سبع سنوات بسبب الفشل الكلوي.

ويُعاني نحو 820 مريضاً في قطاع غزة من الفشل الكلوي، وكانت تُجرى لمعظمهم عمليات غسل الكلى في مجمّع الشفاء الطبي. كذلك كان غالبية المرضى يمكثون حتى ساعات الفجر الأولى في انتظار عملية الغسل، بسبب تزايد عددهم وعدم توافر أجهزة غسل الكلى بشكلٍ دائم بسبب الحصار الإسرائيلي.

وفي معظم الحالات، يحتاج  المريض الواحد إلى غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، وتمتد الجلسة لأربع ساعات متواصلة، في معاناة تستمر لسنوات طويلة، الأمر الذي يزيد من العبء على مستشفيات وزارة الصحة في غزة التي تفتقر إلى الأجهزة والمهمات والمعدات الطبية اللازمة لعلاج مرضى الكلى.

أمّا المواطنة فريال عبيد (58 عاماً)، فكان لسانها يلهج بالدعاء للمتبرّعين بالمركز والأجهزة الطبية المتطوّرة، وقالت لـ”العربي الجديد” إنّها المرة الأولى التي تشعر فيها بالراحة حين تقوم بغسل الكلى، بسبب الجهاز الحديث والجديد كما المكان الواسع والنظافة.

وتشير إلى أنّها كانت تشعر بالهمّ والكآبة عندما يحين موعد غسل الكلى، ولكنها اليوم باتت تشعر بالراحة بسبب الاهتمام الذي لاقته في المركز المتخصّص، كذلك ارتاحت من عناء التنقّل بين محافظة الشمال وغزة لأجل إجراء عملية الغسل.

في الأثناء، يقول حسام جودة، رئيس أقسام الكلى والباطنة في المستشفى الإندونيسي شماليّ قطاع غزة، إنّ مرضى الكلى في شمال قطاع غزة كانوا يعانون طوال السنوات الماضية من رحلة الانتقال إلى مدينة غزة، في عملية تتكرّر ثلاث مرات أسبوعياً.

ويوضح جودة لـ”العربي الجديد” أنّ صعوبة التنقل والحركة تشكّل خطورة على حياة المرضى الذين كانوا يتكبدون مشقّة الرحلة، كما مشقّة المصاريف المادية.

ويشير إلى أنّ “مركز نورة الكعبي”، سيشكّل محطة إنقاذ لحياة هؤلاء المرضى، حيث جُهِّز بأحدث الأجهزة، وسيجري غسل الكلى فيه على فترتين، موضحاً أنّ وجود المركز بالقرب من المستشفى الاندونيسي يشكّل عنصر أمان أكثر لمرضى غسل الكلى.

وفي السياق ذاته، يقول الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، لـ”العربي الجديد”، إنّ “مركز نورة الكعبي” مركز صحي متطوّر لخدمة مرضى الكلى، يحتوي على عدة طبقات، ويضمّ في غرفه بالمرحلة الأولى 42 جهازاً لغسل الكلى، ما سيُسهم بتخفيف معاناة 180 مريضاً، شماليّ قطاع غزة.

ويوضح القدرة أنّ المركز سيعفي المرضى من عناء التنقّل والأعباء المادية، وسيكونون بأمان في هذا المركز المتخصّص، وأنّ افتتاح المركز “إنجاز نوعي وكبير في تقديم خدمات غسل الكلى للمرضى، عبر هذا المبنى المميز بخدماته والمتكامل بتجهيزاته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى