تكنولوجيا

لقاح كورونا: الاحتيال عبر الإنترنت

يستغل المحتالون المخاوف من بطء وتيرة توزيع اللقاح (جاستن تاليس/فرانس برس)

بينما ينتظر الملايين دورهم في التطعيم بلقاح “كوفيد-19” وربما يطول انتظارهم، يستخدم محتالون على الإنترنت البريد الإلكتروني وتطبيقات التراسل لإغراء ضحاياهم بإيهامهم أن بإمكانهم الحصول على جرعة خلال أيام مقابل مبالغ زهيدة تصل إلى 150 دولاراً أميركياً.

ويحذر مسؤولون أوروبيون وأميركيون عامة الناس من المحتالين الساعين للحصول على أموالهم وبياناتهم الشخصية، ويقولون إن أساليب الاحتيال باستغلال الحاجة للقاح “كوفيد-19” في ازدياد.

وأجرت وكالة “رويترز” بحثاً على الإنترنت وفي منتديات الشبكة المظلمة، أي الشبكات الخاصة المتصلة بالإنترنت التي يتطلب الاتصال بها برمجيات معينة، وعلى تطبيق التراسل “تيليغرام”، واكتشفت سبعة عروض مختلفة للقاحات مزعومة.

وتتضمن وسائل الاحتيال رسائل بالبريد الإلكتروني تعد بإدراج اسم المشتري في قوائم يفترض أنها سرية للحصول على اللقاح أو مكالمات هاتفية مسجلة مسبقاً تنتحل صفة الوكالات الحكومية. وأضافت لوحات الرسائل على الشبكة المظلمة لقاحات “كوفيد-19” إلى قوائم السلع التقليدية المعروضة للبيع سراً.

وقد حذرت وكالات إنفاذ القانون، ومنها مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي والشرطة الدولية (الإنتربول)، من ظهور أساليب احتيال مرتبطة بجائحة فيروس كورونا، وقالت إن العلاجات واللقاحات الزائفة التي يعلن عنها على مواقع زائفة قد تشكل مخاطر سيبرانية ومخاطر كبيرة على صحة الناس بل وأرواحهم.

وتقول شركة الأمن السيبراني “ريكوردد فيوتشر”، التي تتابع أساليب الاحتيال حول ما يتعلق بـ”كوفيد-19” على الإنترنت، إن نطاقات مواقع الإنترنت التي تتضمن كلمة لقاح مع كلمة “كوفيد-19” أو فيروس كورونا زادت لأكثر من مثليها منذ أكتوبر/ تشرين الأول، لتصل إلى نحو 2500 نطاق في نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما اقتربت اللقاحات المشروعة الأولى من الحصول على موافقات السلطات المعنية.

وقالت المديرة في شركة “ريكوردد فيوتشر” لينزي كاي: “حتى الآن يبدو أن الكثير من هذه النطاقات مجرد تسجيل لعناوين انتهازية، لكن بعضها سيستخدم في محاولات للحصول على معلومات بإغراء الناس بالضغط على روابط” خبيثة. وأضافت أن فريق العاملين معها الذي يعمل على مسح الشبكة المظلمة لم يصادف حتى الآن أي لقاح مشروع محول من منشآت الرعاية الصحية أو مخزونات الدول.

ويستغل المحتالون مخاوف الناس من توزيع اللقاحات بوتيرة أبطأ كثيراً مما وعد به المسؤولون للوقاية من الفيروس الذي راح ضحيته أكثر من 1.8 مليون شخص على مستوى العالم إلى الآن. وسيضطر معظم الناس للانتظار حتى الربيع بل وربما حتى الصيف للحصول على جرعتهم.

وفي الولايات المتحدة، قال “المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية” منها إن نحو 4.5 ملايين شخص تلقوا الجرعة الأولى حتى يوم الإثنين. ويمثل ذلك أقل من ربع العدد الذي كان من المفترض تطعيمه باللقاح بنهاية 2020، طبقاً لتوقعات حكومية سابقة.

على منتدى “أغارثا” على الشبكة المظلمة، تُعرض لقاحات زائفة لـ”كوفيد-19″ جنباً إلى جنب مع الكوكايين والأدوية المهدئة “وأوراق نقد مزيفة فائقة الجودة” ومسدسات وبطاقات هدايا. وعرضت صور لمخزونات من اللقاح، وعرضت الجرعات بأسعار تبلغ 500 أو 1000 دولار أميركي أو ما يعادلها بالعملة الإلكترونية “بيتكوين”.

وعلى موقع آخر على الشبكة المظلمة، يدعي بائع أنه من “معهد ووهان للعلوم”، ويعرض لقاحات “كوفيد-19” مقابل تبرع، ويطلب من المشترين تقديم تاريخهم الطبي.

وعلى “تيليغرام”، تزعم قنوات عدة أنها تعرض لقاحات “كوفيد-19” بمصاحبة صور للمخزونات. وعرض أحد المستخدمين لقاح شركة “موديرنا” بسعر 180 دولاراً أميركياً للجرعة، وزعم أن لقاح شركتي “فايزر” و”بيونتيك” بمبلغ 150 دولاراً أميركياً، ولقاح “أسترازينيكا” سعره 110 دولارات أميركية للجرعة. ورداً على سؤال عن كيفية شحن اللقاحات، قال صاحب الحساب إنها ستنقل في صندوق يتم التحكم في درجات الحرارة داخله وعبوات بالثلج خلال بضعة أيام أو في اليوم التالي مقابل كلفة إضافية.

وتحتاج لقاحات “كوفيد-19” الحقيقية، لا سيما لقاح “فايزر/بيونتيك”، لنقلها في درجات حرارة منخفضة جداً تخضع لضوابط معينة لكي تحتفظ بفاعليتها، وتزود شركات الأدوية الشحنات بأجهزة لتتبع درجات الحرارة لضمان المحافظة على برودتها.

وحتى الآن اعتمدت الولايات المتحدة لقاحين للمرض للاستخدام الاستثنائي، هما لقاحا “فايزر/بيونتيك” و”موديرنا”. وحتى الآن، أقر الاتحاد الأوروبي لقاح “فايزر/بيونتيك”، ومن المتوقع أن يعتمد لقاح “موديرنا” خلال الأسبوع الحالي. واعتمدت بريطانيا لقاح “فايزر” وذلك الذي طورته “جامعة أكسفورد” مع شركة “أسترازينيكا”.

وسئلت “فايزر” عن أساليب الاحتيال، فقالت إنها اتخذت خطوات دقيقة لتقليل خطر التزييف وإنها تتبع الاتجاهات بكل دقة. وقال متحدث باسمها في بيان: “يجب ألا يحاول أحد الحصول على اللقاح عن طريق الإنترنت، فلا يباع لقاح مشروع على الإنترنت، ويجب تطعيمهم فقط في مراكز التطعيم المعتمدة أو عبر مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين”.

وأحالت “موديرنا” طلباً للتعليق إلى وزارة الصحة والخدمات البشرية الأميركية التي لم ترد. ولم ترد “أسترازينيكا” على طلب للتعليق. وحثت وزارة الصحة ومكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل الأميركية الناس على الإبلاغ عن أي عمليات احتيال تتعلق باللقاح.

(رويترز)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى