تكنولوجيا

العقوبات الأميركية توقف خدمات “غوغل” جزئياً في سورية

​منذ بداية شهر إبريل/ نيسان الحالي، يلاحظ مستخدمو الإنترنت في سورية توقّف عدد من الخدمات التي تقدّمها شركة “غوغل“، ومن أبرزها متجر “غوغل بلاي” الذي يتيح لمستخدمي الأجهزة الخلوية التي تعمل بنظام “أندرويد” الوصول إلى التطبيقات والألعاب. وهذا التوقّف لم يقتصر على منطقة جغرافية واحدة أو منطقة سيطرة معينة، بل شمل جميع الأراضي السورية.

يقول مطوّر التطبيقات والمهندس أحمد بربور لـ”العربي الجديد” إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة الأميركية أدرج سورية أخيراً على قائمة الدول الخاضعة للعقوبات، ونتيجة لذلك أوقفت شركة “غوغل” العديد من خدماتهما المأجورة والتي تحوي إعلانات تجارية. ومن أهم نتائج القرار الأخير توقف متجر “غوغل بلاي” بشكل كامل، ما حرم المستخدمين من الاستفادة من خدماته، واضطّرهم للجوء إلى طرق بديلة كاستخدام تطبيقات كسر الحجب VPN وتغيير الموقع الجغرافي من خلال برامج وتطبيقات عدة. ويوضح أن الحظر الجديد متعلق بمنطقة سورية الجغرافية، ويشمل جميع أراضيها، وأن أكثر المتضررين من الإجراء الجديد هم المعلنون على منصة “يويتوب”، ويشير إلى أن تطبيق “سناب شات” توقّف بشكل كامل وهناك كثير من المستخدمين أزالوه من أجهزتهم، بالرغم من أنهم كانوا يستخدمونه للخدمات الإعلانية والترويج للمنتجات المحلية.

وبحسب بربور، فإن من أبرز الخدمات التي توقّفت هي الإعلانات على “يوتيوب”، إذ لم يعد بإمكانهم تقديم خدمات الإعلان إلا إذا شغلوا VPN. كما أن أي محتوى مروّج على “فيسبوك” أو المواقع الإلكترونية لم يعد بإمكان السوريين في الداخل مشاهدته، وهذا سينعكس على نوعية وجودة المعلومات التي يشاهدها الجمهور السوري، وعلى توقف إمكانية الاستفادة المادية من هذه المواقع في نفس الوقت، بحسب قوله. ويشير إلى أن هناك مخاوف من توقّف بعض خدمات شركة “فيسبوك” التي يعتمد عليها السوريون بشكل كبير، وذلك في حال اتّخذت الشركة قراراً بطرح إعلانات مأجورة على الحالات في تطبيق “واتساب”، وعند ذلك سيتأثر السوريون بشكل كبير، كونهم يعتمدون على “واتساب” في التواصل بالدرجة الأولى.

بدوره، يقول اليوتيوبر المقيم في محافظة إدلب أحمد وتد لـ”العربي الجديد” إنه تأثر كثيراً بسبب توقف خدمات الإعلان التابعة لغوغل ويوتيوب، ويشير إلى أنه بات يضطّر لتشغيل VPN في كل مرة يحاول فيها الدخول إلى حسابه الإعلاني على غوغل ويوتيوب، وهذا أثّر على حجم إنتاجه والفيديوهات التي يقدّمها. ويلفت إلى أن خدمة يوتيوب ما زالت تعمل في سورية، لكنّ الإعلانات لم تعد تظهر للمستخدمين في المنطقة، وهذا انعكس على المردود المادي الذي كان يربحه من نشر الفيديوهات.

أحمد حمو من مدينة القامشلي، وهو مهتم بتصريف العملات، يقول لـ”العربي الجديد”، إنه يستخدم عدة تطبيقات لمراقبة أسعار الصرف، وهي بحاجة للتحديث بشكل مستمر، لكن توقف متجر “غوغل بلاي” اضطره لاستخدام عدة تطبيقات VPN مجانية، تستهلك حجماً كبيراً من باقات الإنترنت ومن طاقة بطارية الهاتف المحمول. ويشير إلى أنه اشترى شريحة خلوية تعمل على شبكة تركية عن طريق أحد أقاربه الموجودين في تركيا، لكن المشكلة ما زالت قائمة، بسبب وجوده داخل الأراضي السورية، على حد قوله.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على عشرات الكيانات والشخصيات النافذة في النظام السوري، من خلال قانون “قيصر” الذي ينص على فرض عقوبات على النظام السوري وكل من يدعمه مالياً أو عينياً أو تكنولوجياً، وقد دخل حيّز التنفيذ في 17 يونيو/ حزيران الماضي. وتأتي تسمية التشريع الأميركي من اسم المصور العسكري السوري السابق الملقب بقيصر، الذي انشق عن النظام عام 2014، وسرّب 55 ألف صورة لـ11 ألف سجين قتلوا تحت التعذيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى