قانون الجاذبية
إنجذاب الأجسام , ليست الجاذبية تلك التي تبقينا واقفين ولا نسقط عن سطح الأرض وتجعل كل شيء ثابت !! بالطبع لا تقتصر الجاذبية على ذلك فقط .
قانون الجاذبية : هو إنجذاب الأجسام بعضها إلى بعض , إنجذاب الأشخاص , إنجذاب المواقف ، إنجذاب المشاعر ، إنجذاب الأشياء ( العمل ، الرزق ، الممتلكات ، حتى المشكلات ) .
وينص قانون الجاذبية على أن قوتي التجاذب بين جسمين ماديين تتناسب طرداً مع حاصل ضرب كتلتيهما , وتتناسب عكساً مع المسافة بين مركزيهما .
ولشدة أهمية هذا القانون , علينا أن نتوقف هنا قليلاً للشرح :
تكمن عظمة القفزة الفكرية التي حققها ” نيوتن ” في إدراكه بأن الجاذبية هي سبب دوران الكواكب حول الشمس وسبب سقوط الأشياء هنا على الأرض ، لقد فسر الكثير .
تتناسب جاذبية الجسم مع كتلته و التي يجب ألا نساويها بوزنه , بل بكم المادة الجاذبة , والغريب في الأمر رغم علمنا بالمعادلة بفضل “نيوتن”
آلا أن ماهية الجاذبية تظل لغزاً غامضاً .
لا نعرف تحديداً مصدرها ولا أسباب التجاذب بين الأجسام , ولا نعرف لما يمتلك البعض مقدار أكبر من الجاذبية عن غيره , لكن نعرف أنها تتجاذب .
الجاذبية وحدها قادرة على تحريكنا وتغيير مسارنا وتفكيكنا .
ولحسن الحظ , توجد في الطبيعة قوى أخرى غير الجاذبية , ولسوء الحظ , أنه يوجد في الكون الكثير من الأجسام فائقة الجاذبية .
قوانين نيوتن ثورية بمعنى الكلمة , لكن عباقرة آخرين من قبله توصلوا أيضاً إلى إكتشافات مذهلة , مثل “نيكولاس كوبر و غاليلو غاليلي” حيث أنهما بدءآ
حقبة عملية جديدة في القرن ال16 , قبلهما ظن الناس أن الشمس والكواكب والقمر , تدور جميعها حول الأرض .
أما هما قالا ” أفيقوا أيها الناس , نحن ندور حول الشمس كما تفعل سائر الكواكب “.
تسببت هذه الإكتشافات في تغيير جذري لأنها كشفت أن الأرض لم تعد مركز الكون .
اتضح أنها في حقيقة الأمر , مجرد كوكب آخر , ومن العقول العظيمة التي يسرت أعمال نيوتن كان ” كليبر” بقوانينه حول مدارات الكواكب .
قوانين كليبر : قانون دوران الكواكب حول الشمس
- لا تدور الكواكب في حلقات
- حين يكونون خلف الشمس يبتعدون
- حين يكونون أمام الشمس يقتربون
- يتبعون مداراً بشكل قطع ناقص
- لئلا تبدو عليهم الإستماتة فحين يمرون من أمام الشمس يسرعون قليلاً
- الكواكب ذات المدارات الأبعد تتحرك ببطء أكبر , وعلى الأرجح لأن الشمس تثير توتر الكواكب الأقرب .
وهكذا تم ترسيخ قوانين الفيزياء التقليدية , لكن كان قد بقي الكثير لإكتشافه وسرعان ما ظهرت ثغرات جديدة في فهمنا للعالم .
وطرحت أسئلة جديدة تستغرق وقتاً طويلاً للإجابة عنها .
على مر القرنين الماضيين بعد إكتشاف نيوتن , تمكنا من الخوض في أعماق أسرار المادة والقوى المسيطرة عليها .
المذهل في العلم أن كل شيء قابل للشرح , على سبيل المثال : إنه رغم التقدم الكبير في علم الأحياء , لا نعرف بعد ماهية الحياة .
إن اللغز الشهير لم يحل بعد , وقد لا يكون هناك أي حل وهذا هو المذهل في الأمر .
وعلى الأرجح ما الحياة إلا سلسلة من كيفية تنظيم الذرات لنفسها .
خطوة أخرى في تطور الأنظمة المركبة , ما نحن إلا حفنة من الذرات المنظمة , رغم تصورنا بأننا إرادات حرة ,
إلا أن كل شيء مقدر سلفاً بواسطة بضع قواعد أساسية بوجود تدخل آلهي .
بعد نظرية الفيزياء الكمية , تم التوصل إلى إكتشاف صادم , أظهر مدى بعدنا عن فهم الواقع .
الكون ليس هائل الضخامة فحسب , بل إنه يتمدد أي أن كل الأجسام في الكون , تتحرك مبتعدة بعضها عن بعض وكلما زاد إبتعادها . زادت سرعة حركتها .
عزيزي القارئ : إنجراف الكون يعد بمزيد من العزلة , أدى هذا الإكتشاف إلى إستنتاج أنه في البداية , لابد أن كل شيء في الكون كان مركزاً في كتلة بالغة الضآلة
شديدة الكثافة , أي أنه في وقت ما , كانت كل الأجسام في الكون متحدة ومكزة على هيئة طاقة هائلة خالصة , ثم حدث الإنفجار الكبير .
إذاً كان السؤال الذي طرحه العلماء في تلك المرحلة هو :
إلى أين يتجه الكون ؟ وما وجهته النهائية ؟
ظنوا أنه لو توفرت للكون الكتلة الكافية , سيكون بالإمكان عكس عملية التمدد , وسينتهي الكون إلى الإنهيار مجدداً فيما يعرف بـ (الإنسحاق الشديد) .
توقعت هذه النظرية الرائعة أننا جميعاً سنعود للإلتحام من جديد , لكن وصل الخبر المروع قبل أقل من عقدين .
الكون لا يتمدد فحسب , بل إن ذلك التمدد يتسارع , نحن نتباعد بسرعة متزايدة , إذن الوجهة النهائية للكون قد لا تكون الموت الحراري .
بل تمزقاً من نوع ما في زمكان الكون يسمى بـ ( التمزق العظيم )
إقرأ المزيد :
الطاقة الديناميكية : الوعي العاطفي
العشوائية , في الكون والطبيعة والحياة اليومية
شاهد جمال الطبيعة وألذ الوصفات