اتفاقية بين معهد قطري ومؤسسة أميركية لدراسة اضطراب التوحد
وقَّع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، اتفاقية تعاون مع مؤسسة أرغوس كوغنيتيف، بالاشتراك مع جامعة راش في مدينة شيكاغو الأميركية، لدعم التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد.
وبموجب الاتفاقية التي تستمر مدة عامين، تتعاون المؤسستان في مشروع “التنميط الظاهري الرقمي لسلوكيات التواصل الاجتماعي في اضطراب طيف التوحد”، ويستخدم المشروع تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتطوير أداة تشخيصية موضوعية للكشف المبكر عن التوحد وتشخيصه، باستخدام أداة التشخيص المعيارية الذهبية، وجدول مراقبة تشخيص التوحد، وهو تقييم موحد لاضطراب طيف التوحد قائم على النشاط، وفقا لبيان أصدرته جامعة حمد بن خليفة اليوم الاثنين.
وستُمول مؤسسة أرغوس المشروع، الذي سيقوده الباحث في مركز بحوث الاضطرابات العصبية بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي فؤاد الشعبان، ويركز فريقه البحثي في المعهد على تطبيق الأساليب الوبائية لتقييم عبء التوحد على الأسر القطرية ومن يعيشون في قطر، عبر دراسة معدلات انتشار اضطراب طيف التوحد وجميع عوامل الخطر المرتبطة بهذا الاضطراب.
ويقول مدير مركز بحوث الاضطرابات العصبية في المعهد، لورانس ستانتون، إن الهدف العام لإجراء البحوث المتعلقة بالاضطرابات العصبية في المركز هو إحداث تأثير إيجابي على صحة الناس، مشيرا إلى أن العمل بالشراكة مع مؤسسة أرغوس يمثل تقدما كبيرا نحو تحقيق هذا الهدف.
وعبر رئيس مؤسسة أرغوس كوغنيتيف، أتيلا ميريتى، عن سعادته بالتعاون مع معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، لافتا إلى أن هذا التعاون يسمح بمحاكاة دراسة موازية، أجرتها المؤسسة في الولايات المتحدة، للمقارنة بين مجموعتين من المرضى في منطقتين جغرافيتين منفصلتين، واكتساب فهم أعمق لعلامات وأعراض اضطراب طيف التوحد، وكيف يمكن تشكيلها من خلال الاختلافات في اللغة والثقافة.
وتجري العديد من الفرق في مركز بحوث الاضطرابات العصبية التابع للمعهد أبحاثا في مجالات مختلفة لاضطراب طيف التوحد، بما في ذلك علم الأوبئة والتنميط الظاهري، ونمذجة اضطراب طيف التوحد باستخدام الخلايا الجذعية للمريض، واكتشاف المؤشرات الحيوية للتوحد، والعوامل الوراثية التي تساهم في حدوث اضطراب طيف التوحد ومناعة التوحد.
وبحسب بيان لجامعة حمد بن خليفة، فإن اضطراب طيف التوحد هو عبارة عن خلل في النمو العصبي يتميز بقصور في التفاعل الاجتماعي، وتصاحبه صعوبات لغوية وسلوكيات محدودة ومتكررة. يصيب اضطراب طيف التوحد ما يقرب من 1 بالمائة من سكان العالم، ويبلغ معدل انتشاره في قطر 1.14 بالمائة (طفل من بين كل 87)، ما يمثل عبئا كبيرا على الصحة العامة والأعباء المالية ويمثل إجهادًا للأسر.
ويعتبر التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد عاملاً أساسياً لمساعدة الأطفال المصابين به على تحسين قدراتهم اللغوية وتفاعلهم الاجتماعي بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التدخل المبكر من خلال الأدوية والمعالجات السلوكية إلى وضع حد لبعض الأعراض ذات الصلة، وتحسين نوعية حياة الأفراد المصابين به بشكل ملحوظ.