أصالة نصري في في مسلسل “المغنون” (أرشيف الناقد السوري محمد منصور)
قرابة 35 عاماً منذ ظهور موهبتها كمغنية سورية، انتظرت أصالة حتى تختار مجالاً فنياً آخر إلى جانب احترافها الغناء، إذ سيكون المتابع العربي على موعد مع إطلالة أصالة على الشاشة الصغيرة، كممثلة في عمل سيحضّره لها المنتج المصري جمال العدل، الذي أعلن، مطلع الشهر الحالي، أن الفنانة السورية ستظهر في مسلسل من ثماني إلى عشر حلقات، بعد أن عرض عليها هو نفسه هذا العرض الفني الجديد.
شريحة كبيرة من جمهور أصالة ومتابعيها، وكذلك كثير من الصحافيين المختصين في الشأن الفني، اعتقدوا أن هذه ستكون الإطلالة الأولى لأصالة كممثلة. لكن الناقد والصحافي السوري محمد منصور وضح، في حديث إلى “العربي الجديد”، أن بدايات أصالة في مشوارها الفني، بمراحلها المبكرة، شهدت مشاركتها في عمل درامي عرض على التلفزيون السوري، قائلاً: “ربما لا يعرف الكثيرون أن أصالة مارست التمثيل الدرامي عندما كانت في العشرينيات من عمرها، في مسلسل “المغنون” الذي أنتج في سورية عام 1990 وكتبه المخرج الإذاعي مروان عبد الحميد وأخرجه سليم صبري”.
بدايات أصالة في مشوارها الفني، بمراحلها المبكرة، شهدت مشاركتها في عمل درامي عرض على التلفزيون السوري
يضيف: “كان العمل يروي سير أشهر المغنين والمغنيات في العصور الأموية والعباسية وما بعدها، وقامت أصالة ببطولة إحدى الحلقات وغنت ومثلت حينها، وأذكر أنني زرت موقع التصوير في استوديو الرواس في دمر (قرب دمشق) وكنت في بداية حياتي الصحافية”.
بدايات أصالة في مشوارها الفني، بمراحلها المبكرة، شهدت مشاركتها في عمل درامي عرض على التلفزيون السوري
يشير منصور، كذلك، إلى أنه شاهد المسلسل عندما عُرض على شاشة التلفزيون السوري: “لم يكن في أداء أصالة نصري ما يمكن أن يشكل سقطة للعمل، فقد امتازت حينها بالعفوية والبعد عن الافتعال والتصنع، لكن بقي الانطباع السائد حينها أن أصالة يمكن أن تتفوق في الغناء أكثر من التمثيل. كان ذلك قبل أن تدخل أصالة مرحلة النجومية الغنائية بانتشارها العربي الواسع، وتحولها إلى سوبر ستار بدءاً من النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين”.
لعلّ الناقد والصحافي محمد منصور، أحد أبرز من وثّقوا للأرشيف الفني من الصحافيين السوريين، المشتغلين في النقد والجانب الفني. كما يعد منصور من أوائل خريجي قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.
أما عن تجدد تجربة أصالة في عالم التمثيل، فيشير منصور، وهو المتابع عن كثب لمسيرتها، إلى أنه “مع تطور وغنى التجربة الفنية، لا أشك أن أصالة ستجتاز امتحان التمثيل بتفوق، لكن علينا ألا ننسى أن ثلاثة عقود من احتراف الغناء، لن تجعل المقارنة بين أصالة المطربة ذات الباع الطويل، وأصالة الممثلة ذات التجربة الناشئة، في صالح التمثيل، مهما أبدعت أصالة فيه. وعلينا ألا ننسى، أيضاً، أنه باستثناء المطربة شادية والممثلة سعاد حسني، وكلتاهما تفوقتا في تجربتي التمثيل والغناء بنفس النجاح والحرفية والتألق، كان معظم نجمات الغناء ممثلات متواضعات الأداء نوعا ما”.
يذكّر في هذا السياق، بأم كلثوم التي ظهرت في عدة أفلام، لكنها لم تكن ممثلة بنفس المستوى الذي كانت فيه كمغنية. وسينتظر الجمهور إطلالة أصالة الجديدة، لمعرفة أدائها في العمل القادم، الذي لم يختر إلى الآن نوعه أو تصنيفه الدرامي، سوى أنه لن يتناول حياة أصالة شخصياً، بيد أنه ستخلل أداء فقرات غنائية بحسب المنتج جمال العدل، الذي ألمح في حديث تلفزيوني إلى أن العمل سيكون مصنوعاً لأصالة بهدف إدخالها في مجال التمثيل، بناء على رؤيته واقتراحه.
وربما يكون العدل قد انطلق بهذه الفكرة، من خلال أداء أصالة التمثيلي في مشاهد كليباتها، ولا سيما الأخيرة، إذ أتقنت العديد من الأدوار الصعبة، إلى جانب أدوار أخرى مركبة. بيد أن تطور الدراما العربية ووصولها إلى مرحلة لا بأس بها من الحداثة التي طرأت على الشكل والمضمون، قد يفرض على أصالة أن تعطي جهداً أكبر للظهور كممثلة بذات المستوى الذي ظهرت به كمغنية طيلة ثلاثة عقود، وهذا ما ستنتظره بشغف، عيون المتابعين وانطباعاتهم، وأقلام النقاد والصحافيين.
