صحة ورشاقة

10 سنوات على خطة تايلور لمعالجة مرض السكري من النوع 2 بدون دواء

يتسبّب المرض بـ185 عملية بتر و700 حالة وفاة مبكّرة أسبوعياً (راين ماك فادل/Getty)

على الرغم من مرور 10 سنوات على دراسة، البروفيسور روي تايلور، الرائدة والتي أحدثت ثورة في علاج مرض السكري من النوع 2، إذ أظهرت الدراسة أنّ المرض يمكن عكسه من خلال فقدان الوزن السريع، إلاّ أنّ إنجازه هذا، بدا ناقصاً بالنسبة لفئات كبيرة من المرضى خارج حدود المملكة المتحدة، الأمر الذي دفعه إلى تأليف كتاب بعنوان “دليلك البسيط لعكس داء السكري من النوع 2”.

شكّل بحث تايلور سابقاً ثورة في عالم الطب، إذ كان يُعتقد أنّ مرض السكري من النوع 2 حالة غير قابلة للشفاء تدوم مدى الحياة، لكن إنجازاته المتمثّلة بشفاء آلاف الأشخاص، خير دليل على صحة أبحاثه. ويقول تايلور بحسب صحيفة “ذا غارديان” البريطانية: “أنا محظوظ جداً لأنني قادر على إجراء هذا البحث، وهو ما يوسع حقاً آفاق ما كنت أفعله كطبيب طوال حياتي”.

وتمكّن تايلور في إعطاء الأمل لـنحو 3.9 ملايين شخص تمّ تشخيص إصابتهم بالمرض في المملكة المتحدة، وهو أظهر للأطباء طريقة جديدة لمحاربة المرض الذي يتسبّب بـ 185 عملية بتر و700 حالة وفاة مبكّرة كلّ أسبوع.

وبعد قصة النجاح هذه، أراد تايلور أن يخطو خطوة أخرى إلى الأمام، ومشاركة كل ما تعلمه مباشرة مع الجمهور من خلال كتاب جديد مؤلّف من 153 صفحة. يدور الكتاب حول كيفية تطوّر المرض، ويشرح الأسباب التي تساعد في فقدان الوزن السريع، والتي يمكن أن تشكل علاجاً فعالًا للغاية في عكس الحالة المرضية في مراحل مبكرة.

ويضيف تايلور، وهو أستاذ في الطب والتمثيل الغذائي في جامعة نيوكاسل: “وجدت في إحدى الدراسات، أنّ تسعة من كلّ 10 أشخاص يعانون من مرض السكري “المبكر” من النوع الثاني، قد شُفيوا منه بعد فقدان أكثر من 15 كيلوغراماً”.

آليات جديدة

يتضمن الكتاب شرحاً للفئات الأكثر عرضة للخطر، وكيف أنّ الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم “طبيعي” (BMI) يمكن أن يصابوا بالمرض، في حين أنّ العديد من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن – أو حتى السمنة – قد لا يصابون به.

يُعد برنامج إنقاص الوزن “نيوكاسل” التابع لتايلور، طريقة مثبتة إكلينيكياً لعكس مرض السكري من النوع الثاني المبكر، ويتم حالياً نشر نهجه على الأشخاص المصابين بهذا المرض من قبل هيئة الصحة البريطانية.

يتضمن نهجه، خفض كمية السعرات الحرارية التي يتم تناولها يومياً إلى 700-800 سعرة حرارية. كما يتضمن الكتاب شرحاً للمضي في تنفيذ هذا البرنامج، من خلال تناول مشروبات التخسيس فقط، والخضروات غير النشوية، بالإضافة إلى كوب واحد من الشاي أو القهوة كلّ يوم مع الحليب منزوع الدسم، وبحسب هذا البرنامج، فقد تمكّن الأشخاص من فقدان وزنهم في ثمانية أسابيع فقط.

وعلى الرغم من عدم اقتناع الأطباء في دول أخرى بأهمية بحثه، إلاّ أنّه يشعر أنّه من وظيفته – بل “واجبه” – توعية الناس بالاكتشافات التي حقّقها هو وآخرون في السنوات الأخيرة. يقول: “أشعر بمسؤولية نقل هذه المعرفة”.

يحتوي الكتاب على كلّ السمات المميزة التي تجعله من أكثر الكتب مبيعاً، مع تحقيق هامش كبير للربح، إلاّ أنّ تايلور قرّر التبرع بأرباحه، لجمعية السكري الخيرية في المملكة المتحدة، لأنّ الأخيرة موّلت دراسته الأصلية لعام 2011.

يقول تايلور: “لقد دعموا البحث الذي بدا غريباً، إذ لم تكن اللجنة موافقة على تمويل الدراسة، ولكن أحد أعضائها تمكّن من إقناع الآخرين بالقول لهم “قد يبدو الأمر مجنوناً، ولكن إذا كان على حقّ، فسيكون ذلك مهماً حقاً”.

نجاح البحث

يمثل أحد أهم اكتشافات تايلور الجديدة، في أنّ كل شخص لديه مقياسه أو عتبته، وهي ليست سوى “مستوى فردي من تحمل مستويات الدهون في الجسم”. وهو أمر شخصي للغاية، بحسب تايلور، ولا علاقة لذلك بنوع المعلومات التي يتم تقديمها غالباً حول السمنة، والتي تتعلق بمتوسط مؤشر كتلة الجسم. وبحسب تايلور، عندما تصبح كتلة الجسم ثقيلة على الجسم، سيصاب الشخص بمرض السكري من النوع 2.

يضيف تايلور: “ما نعرفه بالفعل هو أنّ أجسامنا تبدأ في مواجهة مشكلة في التحكم في نسبة السكر في الدم عندما لا يمكن تخزين الدهون بأمان تحت الجلد، وتتسرّب إلى الكبد ثم البنكرياس، فإذا تمّ انسداد هذه الأعضاء بالدهون، فإنها تتوقف عن العمل بشكل صحيح، ويصاب الشخص بداء السكري من النوع 2”.

 معظم الناس، على سبيل المثال، لا يدركون أنّ فائض الكربوهيدرات أو البروتين قد تتحوّل في الجسم إلى دهون يتمّ تخزينها، عندها، يمكن أن يصابوا بمرض السكري من نوع 2″.

ويضيف تايلور: “بالإضافة إلى مراقبة الطعام، من المهم بشكل خاص ملاحظة إذا كان لدى الأشخاص تاريخ عائلي مع مرض السكري من النوع 2، عندها يكون الشخص أكثر عرضة وراثياً للإصابة بالمرض”. ويرى تايلور أنّ الأشخاص في هذه الظروف يحتاجون إلى توخي “الحذر الشديد حيال الوزن”. ويؤكد تايلور، “إذا زاد وزن الشخص كثيراً عما كان عليه في سنّ 21، أو زاد بمعدل ثلاث مرات، -فهو في منطقة الخطر – ويجب عليه تخفيض وزنه”.

ما هي الأعراض؟

لا يخفِ تايلور، أنّ مرض السكري من النوع 2 يمكن، في البداية، أن يكون بلا أعراض، لذلك قد يرغب الأشخاص المعرّضون للخطر في إجراء اختبار سنوي عن طريق طبيبهم العام، ويمكن إجراء اختبار دم بسيط بوخز الإصبع، وهو يعطي نتيجة فورية لمستوى السكر في الدم. تشمل الإشارات التي يجب البحث عنها زيادة التعب، وخاصة زيادة العطش، والميل إلى الإصابة بمزيد من التهابات الجلد، مثل “الدمامل”.

يأمل تايلور، وهو حالياً يركّز في أبحاثه على طريقة لاكتشاف السكري من النوع 2 من خلال اختبار الدم، أن يؤدي كتابه إلى الوصول للأشخاص الذين يتجهون نحو التشخيص أو تلقوا بالفعل تشخيصاً ويرغبون في معرفة المزيد عن علاجه. ويختم حديثه: “لقد أدركت أنّ هناك عطشاً هائلاً، لمعرفة دقيقة حول كيفية تعامل الناس مع هذا المرض بأنفسهم، باستخدام المعلومات الجديدة التي لدينا، من هنا، أردت أن أشرح لأكبر عدد ممكن من الأشخاص أسباب مرض السكري من النوع 2، حتى يشعر الأفراد بالقدرة على اتخاذ قرارات صحية بشأن أجسامهم والطعام الذي يأكلونه”.

ووفق صحيفة “ذا غارديان”، فإنّ هذا الكتاب مخصّص لأي شخص يريد أن يفهم ما يحدث للطعام بعد ابتلاعه وكيف يتعامل الجسم معه، وكيف يؤثر على صحته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى