فن ومشاهير

نقابة الفنانين التونسيين في دوامة الخلافات السياسية

قابل الفنان صابر الرباعي رئيس الحكومة التونسية (فيسبوك)

يبدو أنّ الخلاف المعلن والصراع الدائر بين الرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس الحكومة هشام المشيشي، أصبح مدار عديد الصراعات من أجل كسب ود العديد من فئات الشعب التونسي. فبعد استقبال الرئيس التونسي لنقيب الصحافيين التونسيين، محمد ياسين الجلاصي، منذ شهر، ردّ عليه بعد ذلك رئيس الحكومة باستقبال نقيب الصحافيين ووفد مرافق له بعد أسبوع من لقاء رئيس الدولة. تكرر اللقاء هذه المرة مع الفنانين التونسيين.

فالرئيس قيس سعيد استقبل يوم 26 مارس/ آذار الماضي وفداً من الفنانين، يمثل نقابة الفنانين التونسيين، برئاسة لطفي بوشناق، وبحضور كلّ من نبيهة كراولي، وزياد غرسة، وغازي العيادي، ونوال غشام، وألفة بن رمضان، ونور شيبة، وأسماء بن أحمد، أعلن خلاله سعيد عن دعمه للفنانين التونسيين، مشيراً إلى أهمية دور الفنّ كأداة من أدوات الحرية التي ينشدها الجميع، وفي تكريس القيم داخل المجتمع، فـ”إنقاذ الفنّ من إنقاذ الوطن”.

بعد أسبوع من هذا اللقاء مع الفنانين، جاء الردّ من قبل رئيس الحكومة هشام المشيشي، الذي استقبل هو الآخر، قبل أيام، وفداً من نقابة الفنانين التونسيين برئاسة الفنان صابر الرباعي، كاتب عام نقابة الفنانين، والرجل الثاني فيها بعد الفنان لطفي بوشناق. عبّر الرباعي بهذه المناسبة عن شكر وتقدير الأسرة الفنية لرئيس الحكومة على هذا اللقاء، الذي من شأنه أن يسهم في بلورة جملة من التصورات والمقترحات المحفـّزة للفنانين ولأنشطتهم الداعمة لأوضاعهم المهنية والاجتماعية، خصوصاً في ظلّ هذا الظرف الوبائي الاستثنائي وتداعياته السلبية على كلّ القطاعات، والذي أثر بصفة مباشرة على الفنانين بحكم حظر التجول. في المقابل، أكد هشام المشيشي على الدور الهام الذي يقوم به أهل الفن والثقافة في ارتقاء الشعوب وتطوّرها، وفي نحت الشخصية الوطنية والتاريخ الفكري، معرباً عن دعمه للقطاع الفني وعن تضامنه مع الفنانين، لا سيما من النواحي الاجتماعية والمهنية والمادية، وسبل تطويرها لتجاوز صعوبات المرحلة وتداعيات انتشار فيروس كورونا السلبية.

إعلام وحريات

التحديثات الحية

اللقاء مع رئيس الحكومة التونسية غاب عنه نقيب الفنانين لطفي بوشناق. وبسؤال “العربي الجديد” عن سبب هذا الغياب، أكدت مصادر قريبة من الفنان بوشناق أنّ الأمر لا يتعلق بأيّ موقف من هذا الطرف أو ذاك، وإنّما غيابه يعود إلى أنّه مشغول بالإعداد لحفله في إطار مهرجان الأغنية التونسية الذي قدمه مساء الجمعة الماضي في مدينة الثقافة – الشاذلي القليبي في العاصمة التونسية.

لكن، وإن كانت النقابة على نفس المسافة بين طرفي الصراع في تونس، فإنّ غياب وزير الشؤون الثقافية بالنيابة، الحبيب عمّار، عن لقاء الرئيس التونسي قيس سعيد مع الفنانين، وحضوره في لقاء رئيس الحكومة بالفنانين، يؤكد أنّ الخلافات حول إدارة الملفات بين الرئيسين ما زالت عالقة، رغم أن بعض المراقبين يؤكدون أن رئيس الدولة لا يمتلك صلاحيات فعلية لمساعدة القطاع الفني مقارنة برئيس الحكومة، الذي تتولى وزارة الشؤون الثقافية إدارة كّل الملفات المتعلقة بالفنانين التونسيين والمبدعين، ما يؤكد أنّ الأمر لا يتعلق إلاّ برسائل غير مباشرة الرئيسين، يحاول كلّ منهما من خلاله إبراز اهتمامه بالثقافة والمثقفين، حتى أنّ البعض ذهب إلى اعتبارها حملة انتخابية سابقة لأوانها، استُعمِل فيها الفنانون التونسيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى