صحة ورشاقة

مرضى السرطان في غزة يعانون بفعل الحصار وضعف الإمكانات

تنتظر الطفلة الفلسطينية، أسماء أبو جربوع، أن يسمح لها الاحتلال الإسرائيلي بالوصول إلى أحد مستشفيات الضفة الغربية، لاستكمال البرنامج العلاجي الخاص بها من مرض السرطان، في ظلّ العجز الشديد في الأدوية والمستلزمات الطبية في قطاع غزة.

وشاركت الطفلة أبو جربوع مع عدد من المرضى، اليوم الأحد، في مؤتمر صحافي عقدته وزارة الصحة بمستشفى الرنتيسي للأطفال بمدينة غزة، حيث رفعوا لافتات وشعارات كُتب عليها “أنقذوا مرضى السرطان” و”60% من الأدوية الخاصة بمرضى السرطان غير متوفرة في غزة”.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وتقول الطفلة أبو جربوع، لـ “العربي الجديد”، إنها تعاني جراء عدم استكمال البروتوكول العلاجي الخاص بها، والانتظار لفترات طويلة لتوفير بعض الأدوية غير المتوفرة في المستشفيات الحكومية أو العيادات الخاصة، ما يؤدي لتأخير السفر أو التباطؤ في تنفيذ البرنامج.

وتطالب الطفلة الفلسطينية، المؤسسات الصحية الدولية بالعمل على إنهاء معاناة مرضى السرطان في القطاع، وتوفير كافة الأدوية والمستلزمات الصحية الخاصة بهم والسماح لهم بحرية السفر والحركة إلى المستشفيات في الضفة الغربية أو داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

أما علا صالح، التي تعاني هي الأخرى من مرض السرطان، فتشكو من عدم توفر الكثير من الأدوية الخاصة بمرضها وصعوبة توفيرها أو حتى شرائها في القطاع، ما يؤدي إلى تفاقم حالتها الصحية أو زيادة انتشار المرض، نتيجة عدم تنفيذ البروتوكول العلاجي.

وتقول صالح لـ “العربي الجديد”، إنها تتأخر في تنفيذ البروتوكول العلاجي نتيجة الواقع الصحي الذي تعانيه مستشفيات وزارة الصحة في غزة من عدم توفّر الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بمرضى السرطان، وهو ما يؤخر عملية تعافيها من المرض بشكل كامل.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

واضطرت السيدة الفلسطينية إلى تأخير وصولها إلى “مستشفى المطلع” في القدس المحتلة، عدّة مرات، بفعل عدم حصولها على العلاجات اللازمة بشكل كامل وفقاً للبرنامج الصحي الخاص بحالتها، فيما تخشى من أن يزداد انتشار المرض في جسدها.

ويفرض الاحتلال قيوداً على سفر المرضى المصابين بالسرطان، إذ لا يسمح لجميع الحالات بالسفر والوصول إلى المستشفيات في الضفة الغربية والقدس المحتلة أو المستشفيات في الأراضي المحتلة عام 1948، تحت ذرائع أمنية واهية.

في الأثناء، يقول المدير الطبي لمستشفى الرنتيسي، محمد أبو ندى، إنّ القطاع، سجّل خلال الخمس سنوات الماضية 8644 إصابة بمرض السرطان، بواقع 90 إصابة لكل 100 ألف نسمة، بمعدل 1800 حالة جديدة سنوياً.

ويضيف أبو ندى في بيان ألقاه عن وزارة الصحة، إنّه هناك نقص في 60 في المائة من الأدوية والبروتوكولات العلاجية، وهو مؤشر خطير أمام فرص علاج المرضى في القطاع، عدا عن حاجة 50 إلى 60 في المائة من المرضى للسفر من أجل العلاج في مراكز تخصّصية.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

ويشير الطبيب الفلسطيني إلى عدم توفر العلاج الإشعاعي أو المسح الذري وبعض العلاجات الكيماوية في مستشفيات غزة، فيما منعت القيود والإجراءات الإسرائيلية المشدّدة المفروضة، 60 في المائة من المرضى من الوصول إلى المستشفيات التخصّصية.

وبحسب إحصائية وزارة الصحة في غزة، فإنّ منع السفر والتأخّر في تنفيذ البروتوكولات العلاجية الخاصة بمرضى السرطان، أدى إلى وفاة 3000 مريض خلال السنوات الخمس الماضية، من بينها حالات كانت قابلة للعلاج والتعافي من المرض كلياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى