صحة ورشاقة

فوائد وأضرار الدهون الغذائية… ونصائح لكيفية اختيارها

تُعَدّ الدهون جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الصحي، فهي مصدر الأحماض الدهنية الأساسية التي لا يستطيع الجسم تكوينها بنفسه، كذلك فإنها تساعد على امتصاص الفيتامينات (A،D،E،K). وللدهون أنواع مختلفة لا تتساوى من حيث أهميتها وفوائدها الصحية، فتقسم إلى دهون غير مشبعة ودهون مشبعة ودهون متحولة.

 يستعرض لكم “العربي الجديد” فوائد وأضرار الدهون على اختلاف أنواعها، وكيفية اختيار  الأغذية بهدف تطبيق حمية صحية ومتوازنة.

الدهون غير المشبعة

الدهون غير المشبعة أو الدهون الجيدة، هي سائلة في درجة حرارة الغرفة وليست صلبة، وتقسم إلى الدهون الأحادية غير المشبعة، كتلك الموجودة في زيت الزيتون وثمرة الأفوكادو والمكسرات والدهون المتعددة غير المشبعة، مثل الأوميغا 3، والأوميغا 6 الموجودة في الأسماك الدهنية وبذور الكتان والجوز.

ويوصي الخبراء بتناول الدهون غير المشبعة لما تحمله من فوائد صحية، كالوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى خفض ضغط الدم، وزيادة الكوليسترول الجيد.

يوصي الخبراء باستهلاك زيت الزيتون (زيت الزيتون (ماركو كرنوجلافاك/Getty)

الدهون المشبعة

أما الدهون المشبعة الموجودة في الزبدة وزيت النخيل واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان وزيت جوز الهند، فلا يزال الجدل قائماً حولها.

فمعظم الهيئات الطبية والعلمية العالمية، ترى أنها ضارة بالصحة إن كان تناولها بكميات تزيد على الحد الموصى به، والمقدر طبياً بـ 20 غراماً للنساء أو 30 غراماً للرجال، وفقاً لإرشادات النظام الغذائي في المملكة المتحدة، وتؤكد أن استهلاكها بكميات كبيرة يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، لذلك فقد أوصى معظم خبراء التغذية بالحد من الدهون المشبعة إلى أقل من 10 في المائة من السعرات الحرارية اليومية.

ما زال الجدل قائماً حول استهلاك اللحوم الحمراء (Getty)

وعلى عكس ذلك، فإن خبراء نظام الكيتو، وبعض الدراسات الأميركية الحديثة التي جمعت نتائج 21 دراسة، لم يؤيدوا وجود علاقة بين استهلاك الدهون المشبعة وارتفاع الكوليسترول الضار (LDL) وأمراض القلب. وفي دراسة نشرت في Cochrane database of systematic reviews وجد الباحثون أن تقليل استهلاك الدهون المشبعة لم يقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية أو السكتات الدماغية.

خطر الدهون المتحولة

بالمقابل، تتفق الأبحاث على خطورة الدهون المتحولة الصناعية، واعتبارها أسوأ أنواع الدهون المستهلكة. وتنتج هذه من خلال المعالجة الصناعية للدهون غير المشبعة التي تُضيف الهيدروجين إلى الزيت النباتي بعملية تسمى (الهدرجة)، ما يجعله صُلباً في درجة حرارة الغرفة وتكسبه مدة صلاحية تتجاوز بمراحل عديدة ما هو طبيعي منها. إضافة إلى مدة صلاحيتها الطويلة، فهي دهون سهلة الاستخدام وغير مكلفة وتمنح الأطعمة مذاقاً وقواماً مرغوباً فيه، ما يجعل مصنعي الأغذية يرغبون في استعمالها بكثرة.

وتوجد هذه الدهون في السمن النباتي (المارغرين) والأطعمة المقلية والمخبوزة كالكعك، والفطائر، والحلويات، والبسكويت، والبيتزا المجمدة، ومبيّض القهوة والوجبات السريعة وغيرها من الأطعمة القابلة للدهن.

الدهون المتحولة توجد في الأطعمة المقلية (Getty)

وقد وجدت الأبحاث أن استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المتحولة يزيد من كمية الكوليسترول الضار في مجرى الدم ويقلل من كمية الكولسترول المفيد، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، كذلك تساهم في مقاومة الأنسولين، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. ووفقاً لجامعة هارفارد، حتى الكميات الصغيرة من الدهون المتحولة يمكن أن تضرّ بالصحة، ​​فكل 2 في المائة من السعرات الحرارية من الدهون المتحولة المستهلكة يومياً ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 23 في المائة، لذلك يجب الحد من الدهون المتحولة إلى أقل من 1% من السعرات الحرارية اليومية.

ومع أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) منعت أخيراً مصنعي الأغذية من إضافتها إلى الأطعمة والمشروبات، إلا أن استخدامها لا يزال مستمراً في المنتجات التجارية.

كيف نتجنب استهلاك الدهون السيئة؟

لا بد من تقليل استهلاكنا من الأطعمة المصنعة عموماً، وتناول المزيد من الأطعمة الكاملة مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وقراءة الملصقات الغذائية بدقة، إذ ينص القانون على أن جميع الأطعمة المعبأة يجب أن تكون مكوناتها مدرجة على العبوة. فإذا أُدرِج زيت “مهدرج جزئياً” أو زيت “مهدرج” في المكونات، فقد يشير ذلك إلى وجود الدهون المتحولة. ويجب الانتباه إلى أن إدراج المنتجات على أنها “0 غرام من الدهون المتحولة”، فهذا يعني احتواءها على أقل من 0.5 غرام من الدهون المتحولة، ويُمكن أن تتراكم هذه الدهون المتحوِّلة بسرعة، وخاصةً إذا تناول الشخص حصصاً متعدِّدة لطعام متعدِّد يحتوي على أقل من 0.5 غرام في الحصة.

أهمية تناول الفواكه والخضروات (Getty)

وأيضاً تجنب استهلاك السمن النباتي واستبدله بزيت الزيتون أو زيت الذرة أو زيت عباد الشمس، وتجنب استهلاك الأطعمة المقلية، إذ إن الدهون المتحولة تتكون في أثناء قلي الطعام بدرجة حرارة عالية لمدة طويلة  (Deep frying)واستبداله بالأطعمة المخبوزة أو المطبوخة على البخار أو المشوية.

نصائح باستبدال الأطعمة المطبوخة بالمشوية (Getty)

 

 

*باحثة تحمل شهادة دكتوراه في تكنولوجيا الغذاء والصناعات الغذائية، تكتب مقالات متخصّصة حول الصحة الغذائية لـ”العربي الجديد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى