تكنولوجيا

هل سيُجبر بايدن على التخلي عن أجهزته الذكية؟

مخاوف التجسس والاختراق تحكم استخدام الرؤساء للأجهزة الذكية (بافلو غونشار/Getty)

قد تظن أن بإمكان أقوى رجل في العالم الحصول على ما يحلو له من أجهزة ومعدات، ولكن عندما يتعلق الأمر بالهواتف المحمولة والساعات الذكية فإن ذلك لن يكون موضع رضا وارتياح الرئيس الجديد جو بايدن، وفق تقرير أعده موقع “بي بي سي”.

خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لم تكن المسألة معقدة، إذ كانت الأجهزة الوحيدة التي يمكن اختراقها هي الكمبيوترات والهواتف المحمولة غير الذكية. ولماذا قد يحتاج الرئيس الأميركي إلى هاتف محمول، بينما يمكنه التواصل مع أي شخص عبر خط هاتف آمن؟

لكن الحسابات تغيرت عام 2009، عندما وصل باراك أوباما إلى البيت الأبيض، إذ كان متعلقاً بهاتفه من نوع “بلاكبيري”، وخاض معارك استمرت أسابيع مع مسؤولي الأمن للاحتفاظ به. فاز أوباما في معركته هذه في نهاية المطاف، عبر حل وسط يسمح له بالبقاء على اتصال مع كبار الموظفين ومجموعة صغيرة من الأصدقاء الشخصيين عبر هاتفه المحمول.

منذ ذلك الحين، ازداد عدد الأجهزة التقنية التي قد يرغب الرئيس الأميركي في استخدامها، مما زاد الضغوط على مسؤولي الأمن؛ عندما طُرح جهاز “آيباد” عام 2010 أراد الرئيس واحداً، فابتكر مستشارو الأمن القومي “أوباما باد”، وهو جهاز أكثر أماناً من تلك المنتشرة في الأسواق.

وقال مسؤول الأمن السيبراني في مجلس الأمن القومي أثناء إدارة أوباما، آري شوارتز، إن البيت الأبيض يمكن وصفه بالمتخلف تكنولوجياً، وفق ما نقل “بي بي سي”.

وأوضح شوارتز أنه “لا توجد شبكة (واي فاي”)، وقد أجرينا نقاشاً بسيطاً في وقت ما حول إضافة الشبكة”، لكن “الأمر يهدد بفتح ثغرات أمنية”. وفي النهاية رُكبت شبكة “واي فاي” في منزل أوباما لكنها لم تكن بالمستوى المطلوب.

كما أصر الرئيس السابق دونالد ترامب على استخدام أجهزة هاتف شخصية.  لكنه كان يبدل أجهزة الهاتف التي كان يستعملها مراراً وبفواصل زمنية قصيرة لأسباب أمنية. ويشاع أن ترامب لم يكن يثق كثيراً في أجهزة الكمبيوتر وفي البريد الإلكتروني، وكان يستخدم الطريقة التقليدية في كتابة الرسائل على الورق في معظم اتصالاته.

وإن تسبب “آيباد” أوباما في متاعب للفريق الأمني فـ”إنترنت الأشياء” اليوم في عهد بايدن، تعتبر كابوساً. وسواء تعلق الأمر بالهاتف أو الثلاجة أو منظم الحرارة أو الألعاب أو السيارة، فكل هذه الأشياء عرضة للاختراق.

ويزيد الأمر تعقيداً حب بايدن لأجهزته، إذ أشار “بي بي سي” إلى أن صوراً أظهرته يرتدي ساعة “آبل”، ويقال إنه يمتلك دراجة “بيلوتون” مع شاشة كمبيوتر وكاميرا وميكروفون، وكلها متصلة بالإنترنت. ووفقاً لكاتب سيرة بايدن، إيفان أوسنوس، يستخدم الرئيس أيضاً تطبيق “آبل نيوز”، وهذا أيضاً يمكن أن يكون مشكلة.

هل يمكن جعل كل هذا آمناً؟ يقول المحاضر في مدرسة “هارفارد كينيدي”، بروس شنير: “يمكن القيام بتعديل الأجهزة، مثل خلع الكاميرا، وهذا شيء يمكن لوكالة الأمن القومي القيام به”. لكن هربرت لين، من “جامعة ستانفورد”، يشير إلى أنه “من النادر جداً أن تجد جهازاً لا يمكن اختراقه. معظم الأجهزة التي لا يمكن اختراقها عديمة الفائدة إلى حد كبير، لأنها لا تستطيع الاتصال”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى