تكنولوجيا

من “غايم ستوب” إلى أسعار الفضة… كيف قاد مجتمع “ريديت” حرباً ضد وول ستريت؟

قوة “ريديت” ومجتمعات الإنترنت فرضت نفسها (عمر ماركيز/Getty)

تصدرت شركة بيع الألعاب ومنصاتها GameStop العناوين، خلال نهاية الأسبوع الماضي، بعدما ارتفعت أسهمها فجأة وتحولت إلى ظاهرة مالية. جاء هذا نتيجة حملة انطلقت من مجتمع “ريديت” الذي يواصل خلق الضجة في أسواق المال بأكثر من طريقة.

وفي موقع “ريديت” منتدى يسمى Wallstreetbets، يشارك فيه أكثر من أربعة ملايين شخص، وعادة ما تُناَقش فيه الأسهم والمال والاستثمارات.

وكانت “غايم ستوب” من بين الشركات التي راهنت صناديق التحوط (الشركات التي تقوم بالرهانات أعلاه) على خسارة قيمتها، لكن عدداً كبيراً من الأشخاص في منتدى wallstreetbets قام بشراء أسهمها.

وأدى الطلب إلى رفع سعر سهمها بشكل كبير، وهو ما لم يتوقعه أحد، وكان على كل من اعتمد على انخفاض قيمته إعادة شراء أسهمه.

وعندما يغرّد إيلون ماسك أغنى رجل بالعالم تنتبه أسواق المال إلى ما يكتبه، وبإشارته في تغريدة إلى النقاش حول شركة “غايم ستوب” في “ريديت” قفز سعر سهمها.

كما قفزت أسعار الفضة إلى أعلى مستوى لها في خمسة أشهر، يوم أمس الإثنين، وسط دعوات، يقودها مستخدمو “ريديت” مجدداً،  لشراء المعدن ومحاكاة الحراك الذي قفز بأسهم “غايم ستوب”.

وظهر نمو واضح في أسهم حفنة من شركات التعدين الأسترالية الأصغر وصل إلى 60%، بعدما قام المتداولون الصغار بشراء كميات كبيرة، وتحدثت مواقع بيع العملات المعدنية عن طلب غير مسبوق وتأخيرات في تسليم الفضة.

وارتفعت الفضة بأكثر من 10% إلى 29.74 دولاراً للأوقية، وهي أعلى قيمة لها منذ منتصف أغسطس/ آب، بحسب هيئة البث البريطانية “بي بي سي”.

وهذه التحركات هي أمثلة عن شراء المتداولين الصغار للأسهم والأصول الأخرى التي تراهن عليها صناديق وول ستريت الكبيرة، ما يؤدي إلى خسائر فادحة لكبار المستثمرين.

وبالنسبة للكثير من الأشخاص المعنيين، كان الأمر مجرد ترفيه ومزحة وتمضية للوقت أو تجربة لمعرفة قوة مجتمعات الإنترنت، بينما وصف معلقو وول ستريت ما يحصل بأنه “ظاهرة” و”جنوني” وأنهم “لم يروا شيئاً مشابهاً من قبل”.

بالنسبة للكثيرين، كان الهدف هو جعل سماسرة البورصة وصناديق التحوط (التي تراهن على انخفاض قيمة أسهم الشركات) يخسرون أموالهم.  ويتولى المواضيع الشائعة على “ريديت” أشخاص يقولون إن ذلك كان للانتقام من شركات الأموال الكبيرة التي يُنظر إليها على أنها تسببت في الانهيار المالي في عام 2008.

وتنقل “بي بي سي” عن المحلل، نيل ويلسون، قوله: “يبدو أنهم عازمون على مواجهة وول ستريت، ويبدو أنهم يكرهون صناديق التحوط”، مضيفاً: “إنها معركة بين الأجيال، وإعادة التوزيع وكل شيء يتعلق بسرقة الأغنياء لصالح فقراء الألفية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى