صحة ورشاقة

مسؤول فلسطيني: تدخلات إسرائيلية وراء تأخر وصول لقاحات كورونا

يتواصل تفشي فيروس كورونا في فلسطين (مجدي فتحي/Getty)

يؤكد مدير عام الخدمات الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية، أسامة النجار، أن اتصالات مكثفة تجرى مع الشركات المنتجة للقاحات المضادة لفيروس كورونا من أجل الحصول عليها في أقرب وقت، لكنه لا يستطيع تحديد موعد وصولها، مشيرًا إلى أن تدخلات الاحتلال الإسرائيلي لها دور في هذا التأخير.

ورغم توقعات سابقة بوصول أول دفعة من لقاح “سبوتنك في” الروسي قبل أكثر من عشرة أيام، والتي حصل رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، على وعد بالحصول عليها خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، إلا أن اللقاح لم يصل، كما لم تصل أية دفعات من لقاحات ثلاث شركات تعاقدت معها وزارة الصحة، التي تجهزت لبدء التطعيم بالمراكز والثلاجات والطواقم.

وقال أسامة النجار لـ”العربي الجديد” إنه “من الواضح أن هناك تعثر لدى الجهات الموردة في توصيل التطعيمات، حتى اللحظة لم نستلم شيئا، ونأمل أن يثمر الضغط الدولي على الاحتلال تسليم دفعات اللقاح في وقت قريب. وصول اللقاح سيتم من خلال المطار الإسرائيلي إلى المستودعات الفلسطينية بشكل مباشر، لأن أي تأخير قد يؤدي إلى إتلافه، وعندما تورد الشركات اللقاح يجب أن تكون قد أنهت كل الإجراءات والتراخيص اللازمة، والشركات تعمل على ذلك”.
وحول عدم وصول اللقاح الروسي رغم الوعود، قال: “حتى الآن لم يصل شيء. كنا ننتظر وصول الدفعة الأولى، لكن من الواضح أن هناك عرقلة مقصودة من الاحتلال. وفيما نتابع صدور تصريح إسرائيلي بالسماح بدخول التطعيمات الفلسطينية، يخرج طرف إسرائيلي آخر ليقول إنهم لن يسمحوا بدخولها، خاصة أن جزءاً منها سيذهب إلى قطاع غزة، موضحاً أن هناك قضية مرفوعة في محكمة الاحتلال العليا من عوائل الجنود الإسرائيليين الموجودين لدى حركة حماس في قطاع غزة، وهم يطالبون بمقايضة صحة الفلسطينيين بالجنود، ونأمل أن يحل الأمر من خلال الضغط الدولي على الاحتلال”.
وأوضح النجار: “وقعت وزارة الصحة عقودا مع ثلاث شركات عالمية للقاحات (أسترازينيكا) البريطاني، وفايزر/بيونتك الأميركي الألماني، وسبوتنيك في الروسي، بالإضافة إلى ما سترسله منظمة الصحة العالمية عبر آلية (كوفاكس) من لقاحات شركتي أسترازينيكا وفايزر/بيونتك، لكن لا مواعيد لوصول أي منها. نضغط ليصل إلينا أي لقاح لنبدأ التطعيم، وقد بدأت آثار السلالة الجديدة تظهر لدينا بشكل جزئي”.

كوفيد-19

التحديثات الحية

ولا يملك المسؤول الفلسطيني أعداد الجرعات التي تم الاتفاق عليها مع الشركات، لكنه يؤكد الحاجة إلى أربعة ملايين جرعة لتطعيم مليوني فلسطيني.
وعدد النجار  الأسباب الأخرى لتأخر اللقاح، وهي في رأيه خمسة أسباب، أولها أن وزارة الصحة كانت تدرس كل الاحتمالات، وقررت التأني للاطلاع على الأبحاث والدراسات حول الأعراض الجانبية، خصوصاً أن التراخيص التي حصلت عليها اللقاحات كانت للاستخدام الطارئ، كما أن منظمة الصحة العالمية لم تعط موافقات على اللقاحات إلا حديثاً، في حين يمثل الجانب المالي أحد الأسباب، إذ كانت الشركات المنتجة تطلب أسعارًا مغالى فيها، في حين كانت الأزمة المالية قائمة قبل تسلم السلطة الفلسطينية أموال المقاصة.
وكان السبب الرابع يتعلق بالتخزين، وعدم توفر ثلاجات خاصة، وقد تم توفير تلك الثلاجات أخيراً، وتأخرت الوزارة بإبرام عقود الشراء بسبب عدم توفر اللقاحات، إذ كانت الشركات تتعهد بالتسليم في موعد بعيد، وهو ما يمثل مخاطرة في ظل ظهور طفرات جديدة لا تكون اللقاحات فعالة معها.
وكرر النجار نفي وزارة الصحة حصولها على أي من اللقاحات من جانب الاحتلال الإسرائيلي، مطمئنًا المواطنين أن آلية التوزيع ستكون وفق ما أقرته منظمة الصحة العالمية، إذ تبدأ بالكوادر الطبية التي تتعامل مع المصابين، ثم باقي الكوادر الطبية، والمسنين، والمرضى، ثم رجال الأمن والإعلام الذين يتعاملون مع الجمهور، وأخيراً بقية المواطنين بشكل متدرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى