فلسفةمدونتي

عالم الذر ( عالم ما قبل الولادة)

ما هو عالم الذرّ ؟ وكيف يؤثّر هذا العالم على شخصيتنا ومستقبلنا ؟

ماهو عالم الذر؟

لا تستطيع الكلمات وصف مدى عظمة عالم الذر والميثاق الذي عشناه كأروح كي نتجسد كبشر. فنحن نتذكر بكل فخر واعتزاز كيف قطعنا الميثاق مع ربنا وأقررنا بوجوده ووحدانيته، فنشعر بالإيمان العميق بقوته وقدرته. ولقد أوجد الله هذا العالم الصغير الذي يحتوي على كل شيء، من ذرات الغبار وحتى أصغر الكائنات الحية، وخاطبنا فيه بكل حكمة وحنان.

فكان لابد من تجربة هذا العالم والوقوف أمام الله لنؤكد إيماننا بربنا ووحدانيته، ولنشهد بذلك يوم القيامة. فقد أخذ الله ميثاقنا منا في عالم الميثاق (عالم الذر).

ونشعر بالراحة النفسية والإيمان العميق عندما نتذكر تلك اللحظات العظيمة. فلنعش بقلوبنا هذه اللحظات، ولنستمر في تذكرها وتمجيدها، فنحن بحاجة دائمة إلى تذكر قوة الله ووحدانيته، وإيماننا به كل يوم.

قال اللَّه تبارك وتعالى عن عالم الذر في كتابه الكريم: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ (الأعراف: 172).

الارواح في عالم الذر

فالأرواح هي جزء من الخلقة الإلهية وهي مخلوقة من قبل الله قبل خلق الأجساد. وعالم الأرواح هو عالم يتعدى عالم الذر والماديات. قول تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا” (سورة الإسراء: 85)، هذا يدل إلى أن الروح موجودة في العالم الغيبي الذي لا يمكن للإنسان الوصول إليه بطرق مادية.

ومن المعروف أن الله خلق الإنسان من الطين. ونفخ فيه من روحه، وهذا يعني أن الروح هي جزء من خلقة الإنسان وجزء من عقيدة المسلمين. ويتعاقد الإنسان مع الآخرين في العالم الدنيا وفقاً لتعاليم الإسلام والأخلاق الحسنة، ويعتقد المسلمون أنه يمكنهم تحمل المسؤولية تجاه العلاقات التي يقومون بها، سواء كانت إيجابية أم سلبية، وأنهم يجب أن يسعوا جاهدين لتحقيق السعادة والسلام في هذا العالم، وذلك من خلال العمل الصالح والتعاون والتفاهم مع الآخرين.

عالم الذر

أهم آيات الميثاق في القرآن الكريم عالم الذر

تعتبر آية 172 من سورة الأعراف من أهم آيات الميثاق في القرآن الكريم. حيث يتحدث الله فيها عن العهد الذي قطعه الإنسان لربه قبل خلقته في العالم الذري. وقد شهد الإنسان على نفسه أن الله هو ربه وحاكمه، ووعد بعدم الشرك به في عبادته.
تتمحور هذه الآية الكريمة حول العهد الذي قطعه الإنسان مع خالقه قبل ولادته في هذا العالم الفاني. إنه العهد الذي يربطنا برب العالمين، الذي نعترف فيه بعظمته ونقر بأننا عبيده المخلصين. الذين يعبدونه بالتوحيد الفطري الذي نجده داخلنا. إنه العهد الذي يشكل حجة علينا يوم القيامة، فلنتذكر هذا العهد ولنلتزم به بكل قوتنا وعاطفتنا، لنعيش حياتنا بطاعة الله ومحبته، ولنرجع إلى طبيعتنا الفطرية كعبيد مخلصين لله.

هناك اثنين من التفاسير المختلفة للآيات التي تحتوي على العبارة “أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ”.

الأول يقول إنها تشير إلى أن الإنسان خُلق من ذرة واحدة كانت جزءًا من طينة آدم، وأن هذه الذرة كانت لها قدرة على الاستماع والتحدث مع الله. وأن الله سأل الذرة إن كان هو ربهم، وأجابت الذرة بـ “بلى شهدنا”. وهذا يعني أن الله خلق الإنسان من ذرات مثلما خلق العالم من ذرات. وبالتالي، يشير هذا التفسير إلى أن الله هو الخالق الوحيد والرب الوحيد للجميع.

التفسير الثاني يقول إن الظرف المذكور في الآيات يشير إلى الدنيا، وأن الله أعد الإنسان لتقبل التوحيد والإيمان بوحدانيته. وقد وضع الله هذا الإيمان في الفطرة والتكوين والخلق البشري، حتى يتمكن الإنسان من التعرف على الله وأن يُشهد لنفسه بـ “أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ”. وبالتالي، يشير هذا التفسير إلى أن الله يشهد للإنسان على نفسه ويُظهر له آياته وآثار صنعه، ويدعوه للإيمان بوحدانيته.

وكيف يؤثّر هذا العالم على شخصيتنا ومستقبلنا ؟

في عالم الذر، تتعاقد الأرواح مع بعضها البعض لتكون معًا في هذه الحياة الدنيا. وتتبادل الأدوار بين الآباء والأبناء. ومن خلال هذا التعاقد، نصل إلى الأشخاص الذين نتقابل معهم في حياتنا اليومية. والذين تعاقدنا معهم لنلعب أدوارًا محددة ونقدم رسالتنا في هذا العالم.

قد يكون هناك عقود جيدة وعلاقات مميزة، حيث يمكن للأرواح أن تلتقي وتتعاون لتحقيق الخير والسعادة في هذا العالم. ومن الجميل أن نلتقي بالأشخاص الذين نشعر بأنهم يملكون نفس الروح والعقيدة، والذين يتماشون معنا في الأفكار والمشاعر.

ولكن هناك أيضًا عقودٌ قد تكون مليئة بالتحديات والصعوبات و الألم. وقد يتعلم الأشخاص في هذه العلاقات الكثير من الدروس والخبرات التي تشكل نمط حياتهم في هذا العالم. ومن المؤكد أننا جميعًا قد تعاقدنا في هذا العالم، وأن كل شخص نصادفه له دوره ومسؤوليته الخاصة في هذه الحياة.

في النهاية فلنحاول الاحتفاظ بالذكريات الجيدة والأوقات المميزة التي قضيناها مع الأشخاص الذين تعاقدنا معهم. ولنتعلم من التحديات التي واجهناها في علاقاتنا السابقة، ولنسعى جاهدين لتحقيق السعادة والإيجابية في هذا العالم، لأنه بالنهاية، نحن جميعًا نسير في طريق واحد لتحقيق الأماني والأحلام في هذه الحياة.

إقرأ المزيد :

ماهو الاسقاط النجمي

الكارما

البوابات النجمية

مسارات الوعي

الموسيقى التحولية

ترددات الموسيقى الشفائية

شاهد جمال الطبيعة وألذ الوصفات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى