تكنولوجيا

“كو”… بديل “تويتر” في الهند

اليمين الهندي يبدي انزعاجه من “نقص” دعم أيديولوجيته في المنصات الشهيرة (Getty)

الشهر الماضي، تزامناً مع احتجاج المزارعين الهنود، نشب نزاعٌ حكومي هندي مع منصة “تويتر”. أبدت الهند حينها انزعاجها من انتشار وسوم وتغريدات، بينها لمشاهير عالميين، عن الاحتجاج، والقمع الحكومي، وسط مطالبات بحماية حرية التعبير ومساندة المزارعين. طلبت السلطات من “تويتر” حذف تغريدات وتقييد حسابات، فرضخت الشركة في البداية، لكنها تراجعت، ثمّ وجدت نفسها في صلب معركةٍ مع واحدة من أكبر الدول من حيث عدد السكان، وبالتالي عدد المستخدمين الأعلى. بعدها، وضعت الهند لوائح جديدة لشركات التواصل الاجتماعي، لتضمن امتثالها للقرارات الحكوميّة، ما أثار مخاوف جديدة تتأرجح بين أرباح تلك الشركات، وامتثالها للقمع من عدمه، وسط قلق على حرية التعبير.

ولطالما انزعج اليمين الهندي من “النقص الملحوظ” في دعم أيديولوجيته من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة “تويتر”. وقد أدى ذلك إلى ظهور مجموعة من التطبيقات المقلدة التي تلبي احتياجات الجناح اليميني بشكل مباشر (على الرغم من اعتراضات المبدعين) بما في ذلك تطبيقات Tooter وKimbho وGutrgoo، والتي لم تحصل على إقبال واسع. وقبل أسابيع، كان أحدث المشاركات هو Koo، وهو تطبيق تم إطلاقه في عام 2020 من قبل اثنين من قدامى الشركات الناشئة.

وفي أوائل فبراير/شباط، بدأ سياسيون من حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في الهند، الاشتراك في شبكة اجتماعية لم يسمع بها أحد تقريباً، وهي اليوم مركزا لتصنيع الكراهية ضد المسلمين، بحسب تقرير لـ”بازفيد”. ونشر وزير التجارة الهندي على “تويتر”: “أنا الآن على “كو”. تواصلوا معي على منصة التدوين المصغر الهندية هذه، للحصول على تحديثات فورية ومثيرة وحصرية”، تبعه ملايين الأشخاص، معظمهم من مؤيدي حزب بهاراتيا جاناتا. وحقق استنساخ “تويتر” هذا نجاحاً فورياً، إذ نزّله أكثر من مليوني شخص على مدار 10 أيام من الشهر الماضي، وفقاً لشركة تحليلات التطبيقات Sensor Tower.

لم يكن التوقيت من قبيل الصدفة. فلأيام كانت الحكومة الهندية في معركة مع “تويتر”، الذي تحدى أمراً قانونياً بحظر الحسابات التي تنتقد الحكومة القومية الهندوسية، بما في ذلك حسابات صحافيين ومجلة إخبارية استقصائية. رداً على ذلك، هددت وزارة تكنولوجيا المعلومات الهندية بإرسال مسؤولي “تويتر” إلى السجن. وروّج المسؤولون الحكوميون لـ”كو” كـ”بديل قومي خالٍ من النفوذ الأميركي”.

تنتعش كراهية المسلمين على تطبيق “كو” الجديد

الموقع الذي يصف نفسه بـ”صوت الهند باللغات الهندية” يشبه موقع “تويتر” تماماً، باستثناء أن التغريدات فيه يمكن أن تتكون من 400 حرف، وقسم الموضوعات الشائعة مليء بالدعاية الحكومية. الأكثر إثارة للقلق، بحسب “بازفيد”، هو استشراس “التفوق الهندوسي” وخطاب الكراهية ضد المسلمين، أكبر أقلية في الهند، الذي يتدفق بحرية في التطبيق، مدفوعاً من قبل بعض أكثر مؤيدي الحكومة المتشددين. فقد نشر أحد أعضاء حزب “بهاراتيا جاناتا” استطلاعاً للرأي يطلب من المتابعين الاختيار من بين أربع تسميات مسيئة للمسلمين. وشارك مستخدم مقطعاً هزلياً يصور الرجال المسلمين كأعضاء في عصابة متعطشة للدماء. ونشر بعض الأشخاص نظريات المؤامرة حول المسلمين، بينما شارك آخرون قصصاً إخبارية عن جرائم ارتكبها أشخاص يحملون أسماء إسلامية، في محاولة لتشويه صورة دين بأكمله.

رداً على الانتقادات، صرّح الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”كو”، أبراميا راداكريشنا، أن منصته لم يكن مقصوداً منها أن تكون وسيلة للكراهية أو أن تكون غرفة صدى أيديولوجية. وتابع أن “كو” ليس لديه فريق مراجعة. بدلاً من ذلك، تعتمد المنصة على الأشخاص للإبلاغ عن المحتوى الذي يعتقدون أنه يمثل مشكلة. ينظر الفريق فقط في أجزاء من المحتوى يسميها “استثناءات”. وقال إن المنصة تعمل على “التعبير عن الأفكار لم يكن مشكلة حتى أدى إلى العنف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى