تكنولوجيا

“فيسبوك” ومنصاتها… كلّ هذه الدراما

أسئلة عدة تطرح حول دور المنصة في تأجيج العنف (روبرت شميت/فرانس برس)

خلال مثوله أمام الكونغرس يوم الخميس، قال المؤسّس والرئيس التنفيذي في شركة “فيسبوك”، مارك زوكربيرغ، إن المحتوى السياسي لا يشكل سوى 6 في المائة فقط من ما يراه المستخدمون في الولايات المتحدة في موجز الأخبار الخاص بهم، مقترحاً إصلاح المادة “230” من “قانون آداب الاتصالات” الذي يحمي المنصات من المسؤولية عن منشورات مستخدميها. 
جاءت تصريحات زوكربيرغ بعد استدعائه للإدلاء بشهادته حول أحداث السادس من يناير/كانون الثاني الماضي، حين اقتحم أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن، وسط تساؤلات حول دور منصته للتواصل الاجتماعي في تأجيج العنف.
وقد أوحت إشارات عدة بأن إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، تحضر لاتخاذ مواقف أكثر حزماً إزاء نفوذ قطاع التكنولوجيا، وتحديداً ما يتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي ودورها في نشر الأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة. إذ أعلن بايدن عزمه على تعيين لينا خان، الخبيرة القانونية المعروفة بمناهضتها لعمليات الاحتكار التي يمارسها عمالقة الإنترنت، رئيسة للوكالة الفدرالية لمكافحة الاحتكار، في خطوة تؤكّد الرغبة في خوض معركة ضد “سيليكون فالي”. عملت خان (32 عاماً) مستشارة قانونية لروهيت شوبرا، وهو مفوض في لجنة التجارة الفدرالية الذي عيّنه بايدن لرئاسة مكتب الحماية المالية للمستهلكين.
انضم إلى زوكربيرغ الرئيسان التنفيذيان في “تويتر” و”غوغل”، جاك دورسي وساندر بيتشاي، في جلسة عنوانها “أمة المعلومات المضللة: دور منصات التواصل الاجتماعي في التضليل والترويج للتطرف”، أدارتها لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب.
وجاءت الجلسة بعدما كشف تقرير أن موقع “فيسبوك” سمح للمجموعات المرتبطة بحركة “كيو أنون” و”بوغالو” ومليشيات بتمجيد العنف خلال انتخابات عام  2020 والأسابيع التي سبقت أعمال الشغب الدامي في مبنى الكابيتول الأميركي.

267 صفحة ومجموعة على “فيسبوك” زعمت أنها نشرت مواد مجّدت العنف في خضم انتخابات 2020 إلى 32 مليون مستخدم

إذ وجدت “آفاز”، وهي منظمة غير ربحية تقول إنها تسعى إلى حماية الديمقراطيات من المعلومات المضللة، 267 صفحة ومجموعة على “فيسبوك” زعمت أنها نشرت مواد مجّدت العنف في خضم انتخابات 2020 إلى 32 مليون مستخدم. وبينت أنّ أكثر من ثلثي المجموعات والصفحات لها أسماء تتماشى مع حركات متطرفة محلية، على رأسها “بوغالو” التي تروّج لحرب أهلية أميركية ثانية وانهيار المجتمع الحديث، والثانية هي حركة المؤامرة “كيو أنون” التي تدّعي أن دونالد ترامب كان يخوض معركة سرية ضد “الدولة العميقة”، إضافة إلى طائفة من “مشتهي الأطفال” الذين يعبدون الشيطان ويسيطرون على هوليوود وشركات كبرى ووسائل إعلام وهيئات حكومية، والبقية من مليشيات مختلفة مناهضة للحكومة. وحظرت “فيسبوك” معظمها منذ عام 2020.
وفي السياق نفسه، أعلنت “فيسبوك” مساء الأربعاء أن قراصنة إلكترونيين يستخدمون حسابات ومواقع إلكترونية مزيفة، في محاولاتهم لاختراق حاسبات وهواتف جوالة ذكية خاصة بأقلية الإيغور المسلمة في الصين. وأضافت أن عمليات متطورة وسرية تستهدف الناشطين والصحافيين والمنشقين من الإيغور من إقليم شينجيانغ، إضافة الى أفراد منهم يقيمون في تركيا وكازاخستان والولايات المتحدة وسورية وأستراليا وكندا ودول أخرى.
سعى المخترقون إلى الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر والهواتف عبر تأسيس صفحات مزيفة على “فيسبوك” لشخصيات حقيقية تكون جذابة للإيغور. وقالت الشركة إن أجهزة نحو 500 شخص اخترقت وجرى التجسس عليها، وإنها أوقفت الحسابات خلال تفتيش أمني روتيني. ووجدت صلات بين المخترقين وشركتي تقنية في الصين على صلة بالحكومة الصينية.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى