صحة ورشاقة

فرق التطعيم سيراً على الأقدام في دروب صحراء سيناء

لم توفر الحكومة المصرية وسيلة تنقل لفرق التطعيم في سيناء (فيسبوك)

تداول ناشطون مصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور عدد من الكوادر الطبية يبحثون مشيًا على الأقدام، في دروب صحراء شمال سيناء، عن كل طفل يحتاج إلى التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، في ظل ضعف الإمكانيات التي تعاني منها المنظومة الصحية في محافظة شمال سيناء، والتي لم تتمكن من توفير مركبات لتنقل فرق التطعيم.

 وأظهرت الصور إصرار “ملائكة الرحمة” على إكمال الطريق سيرًا على الأقدام للوصول إلى كل طفل يقطن في خيمة، أو عشة من القش بين تلال الرمال على أطراف المدن في بئر العبد، والشيخ زويد، ليصبحوا مثالًا للتضحية بالجهد والوقت من أجل خدمة سكان المحافظة.
وقال مصدر طبي في مديرية صحة شمال سيناء، لـ”العربي الجديد”، إن المديرية قامت على مدار الأسبوع الماضي بنشاط صحي ضمن الحملة القومية للتطعيم ضد شلل الأطفال، وشمل هذا كل مناطق المحافظة، حتى البعيدة عن المدن، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال لتحصينهم، واضطرت الكوادر الطبية إلى السير مسافات طويلة نظراً لعدم قدرة السيارات على الدخول إلى تلك المناطق الرملية، ومنها منطقة الأغزوان ومنطقة العسيلة وغيرهما.

وأضاف المصدر أن الحملة استمرت أربعة أيام، واستهدفت 55 ألف طفل وطفلة، كما أن المثقفين الصحيين انتشروا مع أطقم الحملة لتنفيذ خطة توعية المواطنين بتطعيم أطفالهم، مشيرًا إلى أن 349 فريقا طبيا قاموا بتنفيذ الحملة، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية نظرًا لتفشي فيروس كورونا.

تطعيم ضد شلل الأطفال في شمال سيناء (فيسبوك)

وقوبلت صور الفرق الطبية التي انتشرت في شمال سيناء، خصوصا في المناطق القروية والصحراوية، باستحسان الآلاف، وطالب كثيرون بضرورة تكريمهم من قبل الإدارة الصحية وإدارة المحافظة، وتوفير الإمكانيات اللازمة لتنفيذ حملات التطعيم، إلا أن هذه المطالبات لم تلقّ آذانًا صاغية.

وعلق البعض مؤكدا إصرار سكان محافظة شمال سيناء على مواصلة الحياة، رغم كافة المصاعب التي تواجههم نتيجة عمليات الجيش المصري في مواجهة الجماعات الإرهابية في المحافظة، وما رافق ذلك من تضييق تعرض له السكان، وشمل القتل والتهجير والاعتقال والاختفاء على مدار السنوات السبع الماضية.
ويقول أحد سكان قرية العسيلة التابعة لمدينة بئر العبد، لـ”العربي الجديد”: “فوجئنا بوصول الكوادر الطبية إلى أماكن سكننا، حيث لا تصل أي جهة حكومية إلى المنطقة، ولا تقدم لنا الخدمات الأساسية، وتعاونا بشكل مباشر مع الطواقم، وقدمنا لهم الضيافة بعد رحلة السير على الأقدام من أقرب طريق معبد، في المنطقة عشرات الأطفال الذين يحتاجون إلى التطعيم، ولولا وصول الفرق الطبية لما تمكنوا من الحصول عليه.

استهدفت الحملة 55 ألف طفل وطفلة (فيسبوك)

وشهدت محافظة شمال سيناء انتقادات شعبية لتقصير وزارة الصحة المصرية، ما اضطر وزيرة الصحة هالة زايد إلى زيارة المحافظة قبل أشهر، وتقديم دعم عاجل لكل المستشفيات فيها، ووعود بتحسين الواقع الصحي، لا سيما في ظل جائحة كورونا، ونقص إمدادات الأوكسجين التي حدثت في مستشفى العريش العام المخصص لعزل حالات كورونا، بالإضافة إلى تأخر وصول لقاح كورونا إلى المحافظة، قبل صدور قرار بنقل كمية من اللقاحات إليها، بعد أيام من نشر “العربي الجديد” تقريرا حول تجاهل سكان شمال سيناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى